13 دولة آسيوية تؤسس صندوقا بـ 80 مليار دولار لمواجهة الأزمة
أعلن قادة الدول الآسيوية والأوروبية المجتمعون أمس في بكين، تصميمهم على تخصيص قمتهم التي تستغرق يومين للبحث عن وسيلة مشتركة وقوية لمواجهة الأزمة الدولية.
وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو لدى افتتاح أعمال القمة في قصر الشعب في ساحة تيان آنمين "سنركز مباحثاتنا على وسائل الرد على الأزمة المالية العالمية".
ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إلى عمل مشترك بين القارتين. وقال "إننا نمثل هنا ثلاثة أخماس سكان العالم (60 في المائة) وننتج نصف الناتج الداخلي العالمي ويمكن لعمل مشترك من جانبنا أن يحدث فرقا".
وأضاف باروزو "على أوروبا وآسيا أن تعملا مع شركائهما من أجل إعادة النمو والاستقرار والثقة العالمية عن طريق اعتماد سياسات قوية وواضحة".
وعبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، خلال لقاء ثنائي مع نظيره الصيني هو جنتاو عن أمله في أن "تشكل هذه القمة التي تضم 43 بلدا فرصة للتحضير لقمة واشنطن في 15 تشرين الثاني (نوفمبر)". وقال الرئيس الفرنسي لدى افتتاح قمة بكين "المسألة المطروحة هي كيف يمكن لأوروبا وآسيا أن تردا معا على هذه التحديات الكبيرة.. العمل معا ليس خيارا إنه واجب".
وتابع أن "أوروبا تحتاج إلى آسيا ونموها وذكائها وقدرتها الخلاقة، وآسيا تحتاج إلى أوروبا وتقنيتها وخبرتها واستقرارها حول النظام المالي، ونحن في حاجة إلى وضع ردود مشتركة".
وافتتحت القمة في وقت شهدت فيه البورصات في آسيا ثم في أوروبا هبوطا كبيرا وسط هلع الأسواق من حصول ركود عالمي. وقبل افتتاح القمة، أعلنت الدول الآسيوية أمس الأول عن أول رد على الأزمة المالية العالمية تم إقراره بالتنسيق فيما بينها وقضى بإنشاء صندوق بقيمة 80 مليار دولار. وتوصل مسؤولون من كوريا الجنوبية والصين واليابان والأعضاء العشرة في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى هذا الاتفاق خلال لقاء في بكين قبل افتتاح القمة السابعة الأوروبية ـ الآسيوية.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس الأول في بكين "نحن في حاجة إلى آسيا وخصوصا إلى بلدان مثل الصين والهند واليابان".
وهذا اكبر لقاء دبلوماسي في بكين منذ الألعاب الأولمبية في الصيف الماضي.
وكان بيان صادر عن رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا قد أعلن أن الدول الـ 13 اتفقت "على تسريع التعاون المتبادل لإنشاء صندوق بـ 80 مليار دولار بحلول الفصل الأول من العام المقبل وإنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الأسواق الإقليمية".
وبموجب الاتفاق الأولي، ستسهم سول وطوكيو وبكين بـ 64 مليار دولار في الصندوق، أي 80 في المائة من المبلغ الكامل، بينما تدفع دول آسيان 16 مليار دولار. وتضم الرابطة: تايلاند، ماليزيا، سنغافورة، إندونيسيا، الفلبين، بروناي، فيتنام، لاوس، بورما، وكمبوديا.
وكثفت أوروبا مبادراتها وخططها الإنقاذية في مواجهة الأزمة عبر تولي الدول إعادة رسملة المصارف وضمان الودائع المصرفية بالمليارات وضخ الأسواق في السيولة.
أما الدول الآسيوية فلم تكن قد قدمت ردا موحدا على الأزمة التي طالت حتى الآن اليابان، القوة الاقتصادية الثانية في العالم، على نطاق واسع، وبدأت تنعكس على الصين، القوة الاقتصادية الرابعة، وعلى الهند.
وصرح رئيس الوزراء الياباني تارو آسو أمس أن الاقتصاد الياباني قد يتأثر بالتباطؤ العالمي. في هذا الوقت، سجلت بورصة طوكيو أمس هبوطا جديدا وأقفلت على تراجع بنسبة 10 في المائة تقريبا.
وتعقد القمة الأوروبية ـ الآسيوية مرتين في السنة منذ 1996.
ومن الملفات الأخرى المدرجة على جدول أعمال القمة الحالية، ملفا إيران وكوريا الشمالية النوويان والاحتباس الحراري والتنمية المستدامة والأمن الغذائي. وقال باروزو إنه سيتم التطرق أيضا إلى مسألة حقوق الإنسان.
ويترأس أعمال القمة رئيس الوزراء الصيني والرئيس الفرنسي وباروزو وسلطان بروناي حسن بلقيه.