الأنباء السيئة تسبق قمة واشنطن: العاصفة تهدد دولا بعد ضرب أسواق المال
تضاعفت الدعوات إلى إصلاح النظام المالي العالمي في وجه الأزمة المالية والاقتصادية التي تطغى بسرعة على العولمة في حين تستعد الأسواق المالية التي تملكها الهلع لمواجهة أسبوع أسود جديد.
واعتبرت الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي والـ 16 الآسيوية التي تمثل نحو 60 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي، أن ذلك الإصلاح يقتضي دورا أكبر من صندوق النقد الدولي "في مساعدة الدول المتضررة كثيرا من الأزمة بناء على طلبها".
من جانبه دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي إلى "تضامن دولي جديد" كي لا تتحمل الدول الفقيرة عبء الأزمة المالية والاقتصادية.
وقال عقب اجتماع رؤساء أكبر الوكالات التابعة للأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إن "الأزمة الراهنة ستنعكس سلبا على جميع الدول لكن التي ستعاني أكثر من غيرها هي على الأرجح تلك التي لا تتحمل مسؤوليتها إلا قليلا وهي الدول الفقيرة النامية".
وتابع بان كي مون "ندعو مجددا إلى التضامن العالمي لنواجه جميعا العاصفة التي تهب". وسيشارك بان كي مون في قمة واشنطن التي ستجمع كبرى الدول الصناعية الأعضاء في مجموعة الثماني (الولايات المتحدة، ألمانيا، كندا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، وروسيا) والدول الـ 11 الناشئة والاتحاد الأوروبي. وبعد انهيار أسواق البورصات والمصارف وكبرى الشركات في مختلف القطاعات، قد يفلس العديد من بلدان العالم بعد أن كان بعضها أخيرا يبدي صحة اقتصادية جيدة.
ورجحت صحيفتا وول ستريت جورنال وهيرالد تريبيون أن تلجأ البرازيل وجنوب إفريقيا والأرجنتين وتركيا وصربيا والمكسيك وكوريا الجنوبية إلى مساعدة صندوق النقد الدولي.
وقد بدأت باكستان وأوكرانيا وبيلاروسيا والمجر مناقشات مع المؤسسة الدولية التي لديها نحو 200 مليار دولار وقد تحتاج إلى مساعدة بعض كبرى المصارف المركزية.
وباتت آيسلندا الجمعة بتلقيها قرضا قيمته 2.1 مليار يورو، وهي أول دولة غربية منذ 1976 تلجأ إلى قرض من صندوق النقد الدولي.
وأكد مدير عام المؤسسة الدولية دومينيك ستروس- كان أنه "حتى وإن كانت بعض الظروف السياسية متمسكة بقروض صندوق النقد الدولي، فإن الشروط ستكون أقل عددا وأكثر دقة من الماضي" متحدثا عن "أخطر صدمة مالية منذ الثلاثينيات". لكن قبل ثلاثة أسابيع من قمة واشنطن تتوالى الأنباء الاقتصادية السيئة، سواء بالنسبة للشركات أو على المستوى الاقتصادي الكلي، بينما ما زالت العاصفة تهب على الأسواق المالية.
وأعلنت جينا مارتن من شركة واكوفيا سيكوريتيز الجمعة في نيويورك أنه "الخوف بعينه" هذا ما تتسبب فيه الأسواق حاليا.
وتراجعت بورصتا طوكيو ووول ستريت الجمعة إلى أدنى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2003 فيما خسرت بورصة باريس 43 في المائة من بداية السنة.
وأشار كارل فاينبرغ من هايغ فريكونسي أيكونومكس الجمعة في نيويورك إلى أنه "إذا كان مصدر انهيار أسواق الأسهم التخوفات من ركود دولي فإن الأسبوع المقبل سيكون سيئا جدا. إن الجدول الزمني الاقتصادي مليء بالمؤشرات التي ستكون جميعها رهيبة".
واستمر انخفاض سعر النفط المتوجه إلى 50 دولارا بعد أن بلغ 147 دولارا في تموز (يوليو) رغم قرار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الجمعة خفض إنتاجها. وانهارت أسعار المواد الأولية وحتى سعر الذهب الذي يعد عادة ملجأ، إلى أدنى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2007.
وعلى الصعيد المصرفي أعلنت السلطات الأمريكية الجمعة إغلاق ألفا بنك، المصرف الـ 16 في البلاد الذي يفلس منذ بداية السنة وفي أوروبا طلب مصرف كا بي سي البلجيكي إعادة الرسملة بنحو 3.5 مليار.
وحذر وزير المالية الألماني بير شتاينبروك أن الأزمة المالية مستمرة حتى نهاية 2009 على الأقل.
وأكد الوزير الاشتراكي الديمقراطي أن "خطر الانهيار ما زال بعيدا عن الحصول، ومن الخطأ الكف عن الاستنفار".