ندوات الاستثمار..لقد أسمعت لو ناديت حيا..!

ندوات الاستثمار..لقد أسمعت لو ناديت حيا..!

أحسن المسؤولون في رياضتنا عندما بادروا بإقامة ندوات تعنى بالاستثمار الاقتصادي في الأندية كون المحاضرين أكفاء، والتوقيت الزمني مناسبا في خضم توجه القطاع الخاص للاستثمار في الأندية، وكانت خطوة رائعة باستضافة شخصيات لها ثقلها وتجاربها العالمية في هذا المجال، خاصة أنهم سبقونا بمراحل وسنوات.
التجربة مفيدة وثرية، وليس بالضرورة أن نبدأ من الصفر فيما يتعلق بالاستفادة من مدا خيل الأندية، وضخ موارد أكثر ربحية، فالمهم أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ندرس تجاربهم،نمحص أخطاءهم، نقف على الإيجابيات والسلبيات، ندون ونتحاشى الوقوع في الخطأ مع الحرص على وضع أسس وأهداف كفيلة باختصار الزمن وجني أكبر المكاسب.
ومع هذا كله، يبقى المهم في إقامة مثل هذه الندوات الجيدة قياس مدى الحضور والتفاعل على مستوى الأندية مع ما يطرح من تجارب وخبرات، وهل يملكون الوعي الثقافي الاقتصادي للنهل من ملتقيات هكذا؟
أعتقد أننا ما زلنا نفتقر هذا الجانب كثيرا وهي النقطة التي ينبغي أن نثقف بها أنديتنا قبل إقامة الندوات وبفترة حتى لا تقام وتختتم والجميع ( يغط) في سباته.
كثيرة هي اللقاءات والندوات فيما يتعلق بالاستثمار الرياضي تقام وتعرض وتنشر، ومع ذلك لا نجد هناك أي تفاعل حقيقي للأندية ومنسوبيها، فما إن تسمعه الأذن اليمنى حتى تلفظه الثانية.
وتبقى الحقيقة أنه لو لا مبادرة وإقبال بعض الشركات لتوقيع عقود خيالية ومربحة جدا للأندية، لما نهضت الأندية اقتصاديا، ولظللنا أعواما مديدة نسمعهم يرددون "توجد ضائقة مالية في النادي"، وما يتبعها من تراكم الديون، والعجز عن استقطاب النجوم، وعدم إعطاء اللاعبين والعاملين في النادي رواتبهم لأشهر عدة.
إذن، يجب أن نعي جيدا، أن الفكر الاستثماري لم يولد من ( رحم الأندية )، إنما جاء وليد فكر اقتصادي عالمي من شركات وجدت ضالتها في توقيع عقود دعائية مع الأندية التي يتابعها شريحة كبرى من المجتمع.
لذا من غير المنطقي أن نشيد بدور أنديتنا فيما يتعلق بالاستثمار ويبقى أن نقول إنها لا تزال ( قاصرة ) وفي حاجة لإعادة ترتيب أوراقها من جديد.

[email protected]

الأكثر قراءة