جهل الحارثي يهدد بوأد العقود الإعلانية للاعبين
أنعشت العقود الاستثمارية التي أبرمتها الأندية مع شركات كبرى خزائنها، وأعادت إليها المادة الدينمو المحرك للعمل الرياضي على مختلف الأصعدة، ورغم أن هناك جهودا كبيرة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجهات أخرى للتوعية بأهمية الاستثمار، الذي يمثل العصب الحقيقي للأندية، لجعلها تطرق أبواباً أخرى للدخل المالي بدلاً من انتظار الإعانة السنوية التي لا تفي حتى بتكاليف جلب لاعب متميز في الفريق، إلا أن الاستثمار لا يزال يجابه الكثير من العوائق في التعامل معه بسبب جهل إدارات الأندية بغرس هذا المفهوم وتنوير العاملين في النادي، واللاعبين لكيفية التعامل معه.
ما حدث أخيراً مع سعد الحارثي لاعب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ونادي النصر كونه وقع عقداً مع شركة أخرى منافسة للشركة التي وقعت عقداً لرعاية النادي، يعتبر برهانا واضحا للعيان بالجهل وعدم التعامل باحترافية استثماريا لدى لاعبينا مع عقود هكذا، والتي قد تصرف النظر عن التعامل مستقبلا معهم، فهي عندما تبرم عقودا بملايين الريالات فإن لها التزامات تتدرج تحت عقودها بنود واشتراطات يجب التقيد بها.
إذا كان سعد الحارثي وهو لاعب منتخب، ويحمل مؤهلاً علمياً عالياً، وعلى درجة من الثقافة وقع في هذا الخطأ.
فماذا ننتظر من نجوم آخرين، رغم إبداعهم في المستطيل الأخضر، إلا أن ثقافتهم ومستوى تعليمهم يجعلهم صيداً سهلاً لمثل هذه الأخطاء.
وإذا ما لمنا سعد الحارثي على تعامله مع العقد الأخير وتوقيعه له دون الرجوع لأهل الاختصاص، فإن إدارة ناديه، والخطاب هنا لجميع أنديتنا هي أيضا مسؤولة عن حدوث مثل هذه الأخطاء التي لا تصب في مصلحتها قبل اللاعب، فكان يفترض من إدارة النصر وغيرها عن توقع أي عقد استثماري أن تطلع اللاعبين على بنوده وتقوم بتوعيتهم بذلك حتى لو اضطرت لكتابة ذلك وتوزيعه عليهم.
نحن في مرحلة لا تحتمل الأخطاء خاصة فيما يتعلق بالاستثمار (المنفذ) للأندية، والذي كان عوناً في ضخ مبالغ خيالية لها، الرياضة الحقيقية هي التي تقتنص الفرص، وتواكب التطور وتسعى للتقدم.
وكان الأمير الوليد بن بدر نائب رئيس النصر قد أكد في حديث فضائي أن عقد اللاعب الافتراضي مع النادي يتضمن بنداً، يمنع اللاعب من توقيع أي عقود خاصة، وهنا، تلوح مشكلة أدهى وأمر، فأما أن اللاعب وقع دون أن يقرأ، أو أنه تجاهل ذلك، وهذا مستبعد، ويبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر جهل اللاعب السعودي بالتعامل استثماريا مع العقود الدعائية في مرحلة لا تحتمل الخطأ؟