اختر الحكم المناسب!
أصدرت الأمانة العامة لاتحاد القدم، قراراً يسمح للأندية بالاستعاذة بخمسة حكام أجانب في خمسة لقاءات ضمن دوري المحترفين، شرط أن يتم إشعارها بطلب الحكم الأجنبي قبل اللقاء بفترة زمنية معلومة.
الحقيقة أن مثل هذا القرار وإن كان الغرض منه كبح جماح التصريحات (الجارحة) ضد الحكام، إلا أنه اعتراف صريح وعلني، بعدم القدرة على (ضبط) هجوم منسوبي الأندية ضد حكامنا، أو على الأقل تهدئته.
صحيح أن الانتقادات اللاذعة التي وجهت ضد حكام سعوديين في الفترة الأخيرة، خلفت وراءها مشكلات أخرى، طالت اتحاد القدم، اللجان الفنية، لجنة الحكام، وأيضا أثارت الجمهور، وبرزت ظاهرة شغب أكثر (جرأة )، ومغايرة للسابق، إلا أن المشكلة والخطأ لا يعالج بخطأ مثله.
كلنا شاهد أخطاء تحكيمية فادحة وقع فيها الحكم الأجنبي في مبارياتنا، فهو لا ينظر سوى لما سيتقاضاه من آلاف الدولارات، وكأنه يقول:" لو لم تكن هناك أخطاء فادحة من حكامهم لما حضرت"!
يجب أن يخرج من يعترف بشجاعة في أن مشكلتنا الحقيقية ليست في الحكم، مشكلتنا تكمن في هواة الظهور الذين وجدوا ضالتهم في الحكم، فهم لا يقدرون على سواه، وأتحداهم أن يهاجموا رؤساء أنديتهم، أو لاعبيهم، رغم أن القصور فيهم كبير وهم من تسبب في الخسارة، لكنهم يعلمون أن مهاجمة هؤلاء ستكلفهم الكثير، فحبسوا الأنفاس، وبحثوا عمن (يشهرهم) وفي الوقت نفسه لا يملك (إلجامهم).
كل ما "خلصنا" من مشكلة تكدر صفو دورينا الاحترافي، وجدنا غيرها أشد وأنكى، بيد أن التركيز في التصدي لهذه المشكلات يكمن في اجتثاث جذور المشكلة الأصل، وهي حماية الحكم السعودي، وما سواه من مشكلات يسهل حلها فهي تمثل الفروع والأوراق فقط.
الفرصة لا تزال مواتية، والحلول سهلة، بقي أن نضع ضوابط وعقوبات رادعة، تنفذ وتعلن للملأ.
وأن ينادي الجميع بأعلى صوت "يا ناس، يا هوه الحكم ليس المشكلة"!
هنا سيعي الكثيرون أن القصور ليس في سواهم إنما هو فيهم ومنهم و"إليهم"!