الحلم اليتيم

الحلم اليتيم

عبد الله الكايد شاعر لا يشبه أحداً، وهو الذي قال ذات مرة بخصوص التشابه اللا معقول إلا بين شعراء المحكية "لو صدقوا لما تشابهوا"، وقد اختلف وصدق في قوله، كما هو صادق ومختلف في قصيدته.. في هذا النص يوزع عبد الله الشعر على شفاه الأطفال "أغاني"، ونردده على شفاهنا "أماني"، يعلمنا "الشعر" المختلف كما يجب أن يقال.. ويُردد!

غَافَل النسناس, شعلة في بدايات النهاية
توّها تنعس وأخذها من فم الجمر وعطاني:
الظلام, وهمهمة جرح يتوقّد في حشايه
لا خطفني من يدين الليل في فمّه رماني
إن سكت.. تاهت بي الخطوة عن دروب الهداية
وان حكى من خاطره, أيوووه للظلما حكاني!
عسعس الليل وتنفّس حِلم مجهول الحكاية
مو عشاني كل ما عسعس عليه الليل جاني!
له وطن.. ما يحرمه في داخل المحروم.. رايه
له من إحساسي بساتين, ومن أفكاري مباني
الوحيد اللي يقف ضدّي وأحس إنّه معايه
فيه أماني وأكثر إيماني يخاف أفقد أماني
له من الليل الهدوء وصوت (متعبّد) بــ آية
ولي من الحلم اليتيم؛ الحلم واليتم وزماني
بــ ابتسامة..! يخنق أنفاسي على صدر الوصاية
(للمرايا حق وأحلام ومشاريه وأماني)
قلت والناس؟ ورضاهم؟ عن سخطهم فيه غاية
قال من فيهم.. يوقفّني.. ولا يجلس مكاني؟!
يكفي انّك شفت منهم ما عمى عين المراية
كان ودّك تبقى (الأول) لا تكون (الأولاني)
ما على بالك يموت بــ صمت في نصف الرواية
زلة لسان و تكون إنسان.. بس إنسان ثاني!
لا تقول الناس.. لو (فيهم)! خطاك انت وخطايه
عشتهم عمرك وأبيك تعيش لو (ليلة) عشاني
ودي انزع من جناحي (ريش ليل آآآخِر غواية)
وآخذ من الصبح (ريش آخَر ) بدال اللي كساني
وآتنهّد من حطام أسلافي الرحّل.. حداية
تقطف إحساس الثريّا (ورد) لـ سهيل اليماني
وآتهيّا للبحر مقهور واضربه بعصايه
(ضربة الخايف) ولو قلبي من القسوة يعاني!
ينفلق (قافين) بـ إذن اللي جبر خاطر رضايه
وآتشظى في (شفاه) أطفال خلق الله أغاني
وان تعبت وشفت في وجهي من الغيمة ضمايه؛
بـ اجمع احساسي وأغنّي لك "سقا الله من سقاني"
لانّك اطهر وجه اشوفه (غاااب) في وجه المراية
وأعظم أعظم من يوقفني.. ولا يجلس مكاني!

الأكثر قراءة