"وش يحسون به" ؟!
أصرّ علي أحد الأصدقاء للسهر معه في بهو فندقٍ شهير في الرياض، استغربت "والله" إصراره وحاولت أن أختبر نيته في دعوتي فقلت له "الحساب عليك؟" فأجاب بنعم، و"طق صدره" ذهبنا إلى هناك وكان صاحبي قد حجز طاولة معينة اضطر "لبخششة" العامل من أجل حجزها مبكراً، جلسنا وطلبنا الشاي وبدأنا نرتشف وأحياناً "نجغم" حين يلهينا الحديث عنه ونعود فنجده قد "سمط" برداً، بدأ البهو بالامتلاء، فالليلة ليلة خميس والأجواء في الخارج ساخنة والناس تبحث عن "البراد" و "الكشخة" ، التفت على صاحبي وسألته عن سر إصراره، فقال بقي من الوقت عشر دقائق على الأكثر، لا تعجل، انتظرت ومرت العشر دقائق بسرعة نتيجة أكثر من منظر "متحرك" أثار الـ "واو" على طريقة سعد علوش و"حلاوه ومهاوه!".. مع هذه المناظر المتحركة نسيت الدقائق وأسباب العزيمة حتى لكزني صاحبي بقوة، فالتفت فإذا بشاعر شعبي يدخل إلى البهو ويلتفت يمينا ويسارا كأنه يبحث عن أصحابه، ثم جلس ونظر في الساعة وكأن هناك من لم يلتزم بالموعد معه، فجأة بدأ أهل البهو في النظر إليه والإشارة بإيديهم وبعض المناظر المتحركة بدأت في الوقوف حيناً وتهدئة السير حيناً آخر، قلت لصاحبي "وبعدين؟" قال انتظر قليلاً.. قليلا من الصبر وجاء آخر وحجز طاولة أخرى ونظر في الساعة كما نظر سابقه ثم جاء ثالث ثم جاء رابع بصحبة رفقاء، فقلت لصاحبي " وش فيهم ؟" فقال "إلا قل وش يحسون به؟" هؤلاء منذ انحسار الضوء السريع الذي نالوه في المسابقة الفضائية دأبوا على هذا الفعل في كل مكان لعلهم يجدون نظرة شفقة تشعرهم بأنهم ما زالوا نجوماً، فالكثير من القنوات والمجلات والملاحق لم تهتم بهم بعد انقضاء سنة زمان على ظهورهم، وقد لا تصدق إن قلت لك إنهم يتسكعون يومياً في الأسواق والأماكن العامة ليشعروا بأن شهرتهم ما زالت بخير، قلت وفيهم من أخذ حسنات الضوء السريع وترك سيئاته لهؤلاء!