باب الشعر والتسويق.. للتلميع والتمسيح والتبريق!
عجلة الأيام تدور سريعا، طوت معها رغبات عشرات الآلاف من شعراء ما بعد الفضائيات، تلك الرغبات الجامحة بالضوء والشهرة والمال والـ BMW 740 "آخر مديييييل"، كما طوت قبلها رغبات شعراء قبلهم، وستطوي رغبات شعراء أكثر منهم – إن قاله الله – وسيعرف كثيرون أن الركض غير المنظم يعني الوقوع على "الخشة"، وفي أحيان كثيرة "الدمامين" تتقاطر منها!
قابلت شاعرا من الزملاء المتقاعدين، وحدثني بحزن وألم وحسرة، يقول: لماذا لم يكن في وقتنا فضائيات شعر؟ لماذا لم يكن عندنا مسابقات شعر "تدسم" الشنبات والـ "غير شنبات"؟ لماذا الأمسيات الشعرية "على قفا من يشيل" الآن وفي وقتنا الأمسيات "لا قفا ولا وش"! لماذا لا نملك جمهورا رغم الشعر الجميل الذي كنا نقوله، والشعراء الآن جماهيرهم يا كثرهم كثراااااااااااااااه؟
أطرقت وأنا أعرف الإجابة، "ما بغيت أصدم الرجال بالجواب"، لكن مع إلحاحه اضطررت إلى أن "أتوطاه" بالإجابة "وطيا"، ولم أعرف أن ثوبه تعلق بالصدام الخلفي للموتر، فسحبته معي وأنا خارط الطبلون!
مشكلتنا يا صديقي أننا مخلصون للشعر حتى توقف حبنا للمعرفة عليه فقط، هل جربت أن تتعلم عن "التسويق" قدرا ولو قليلا؟ هل حاولت أن تفهم لم يتابع الناس الشاعر لا الشعر؟ المفاهيم تغيرت والقراءة لم تعد خير وسيلة لإيصال الأفكار إلى متلقيها.!
سألته: هل سجلت مقطع بلوتوث ووزعته على تلفونات خوياك؟ قال: لا! سألته: هل سجلت في منتدى إنترنت باسمك و30 اسما مستعارا غيرك؟ قال: لا!
سألته: هل شتمت شخصيات بارزة في شعرك وحاولت استعطاف تيارات معينة على حساب آخرين.. قال: لا؟ هل مدحت القبيلة؟ لا.. لا.. هل فحطت على خشبة المسرح؟ صمت.. فأعدت السؤال نفسه: هل فحطت على خشبة المسرح؟ صمت.. صرخت به: هل فحطت على خشبة المسرح؟ فاغرورقت عيناه بالدموع وأجاب: نعم.. نعم فحطت.. أعترف فحطت في الحارة مع خوياي وأنا حافي.. نعم فحطت وأعترف... ومع ذلك لم أصب شهرة ولا ضوءا ولا مالا.. وذهب صديقي باتجاه الشمس أثناء غروبها، مدبرا لا يلوي على شيء!