الأسواق العالمية تنهي شهرها الأسود بتخوف شديد وآمال في التحسن
<img title="" height="20" alt="" src="/picarchive/1260.gif" width="60">
تشهد الاسواق المالية الاسيوية والاوروبية تراجعا جديدا بسبب جني الارباح الجمعة في اليوم الاخير من شهر اسود على المتداولين في حين يسجل تدهورا كبيرا في الاقتصاد العالمي. فبعد طوكيو التي تراجعت 5.01% انخفضت بورصة باريس 1.66% بعد دقائق من بدء المداولات عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش. وفتحت فرانكفورت على تراجع طفيف نسبته 0.26% في حين بدأت لندن جلستها على ارتفاع خجول نسبته 0.12%. وقبيل الاعلان عن تخفيض كبير جدا في توقعات النمو الياباني في العام 2008-2009 خفض المصرف المركزي الياباني نسبة الفائدة الرئيسية 0.20 نقطة مئوية لتصل الى 0.3% لدعم ثاني اقتصاد عالمي الذي يعاني بشكل مباشر من ارتفاع سعر صرف الين وتراجع الصادرات. ويستكمل خفض نسبة الفائدة وهو الاول من نوعه منذ سبع سنوات، خطة انعاش بقيمة 207 مليارات يورو بينها 38 مليارا للنفقات العامة المباشرة على ما اعلن رئيس الوزراء الياباني تارو آسو الخميس. ولم يكن لخفض نسبة الفائدة التي انقسم حولها اعضاء لجنة السياسة النقدية في المصرف المركزي وكانت الاسواق تترقبها، تأثير كبير الجمعة. ويعتبر محللون ان خفض معدل الفائدة اجراء رمزي يهدف الى اظهار ان المصرف المركزي الياباني يساهم في الجهود الدولية لمعالجة الازمة المالية. لكن هامش المناورة على اي حال ضيق جدا نظرا الى المستوى المنخفض جدا في الاساس لنسبة الفائدة الرئيسية. وبورصة طوكيو التي شهدت تحسنا بنسبة 26% في الجلسات الثلاث الاخيرة بعدما تراجعت الاثنين الى ادنى مستوى لها منذ 26 عاما، اقفلت الجمعة على انخفاض كبير نسبته 5.01%. وقال المحلل هيروكازو فوجيكي ان هذا التراجع يشكل خصوصا ردة فعل على القفزة القوية التي شهدتها البورصة في الايام الاخيرة.وعلى غرار طوكيو، تراجعت بورصة شنغهاي 1.97% وهونغ كونغ 2.52% عند الاغلاق. في المقابل تحسنت بورصة سيول 2.6%. واعلن الاحتياطي الفدرالي الاميركي الاربعاء خفض نسبة الفائدة بنصف نقطة مئوية ليصل الى 1%. والمح المصرف المركزي البريطاني والمصرف المركزي الاوروبي الى احتمال تليين السياسة النقدية قريبا. وفي مؤشر الى توتر المستثمرين تراجعت اسعار النفط مجددا في آسيا. وخسر برميل النفط الخفيف المرجعي تسليم ديسمبر 1.44 دولارا مسجلا سعر 64.50دولارا في مقابل 65.96 دولارا عند الاقفال الخميس في نيويورك. اما اليورو فتراجع مجددا امام الدولار والين. وشهدت العملة اليابانية تحسنا ايضا في مقابل الدولار معززة مخاوف كبار المصدرين اليابانيين. وفي تأكيد لتدهور الوضع الاقتصادي، تراجع اجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة اول اقتصاد عالمي، بنسبة 0.3% في الفصل الثالث بوتيرة سنوية مقارنة مع الفصل السابق. وقد اتت ازمة القروض على استهلاك الاسر والاستثمارات. والارقام المعلنة يوم أمس اقل سوءا بقليل من التوقعات وقد اقفل مؤشر داو جونز في بورصة نيويوك على ارتفاع نسبته 2.11% لكن عددا من خبراء الاقتصاد يقولون ان الاسوأ آت. وقد خفض مصرف اليابان المركزي بشكل كبير الجمعة توقعات النمو الياباني للسنة المالية 2008-2009 من 1.2% الى 0.1%. وحذرالمصرف من ان الاقتصاد العالمي يصحح حاليا عدة اختلالات تراكمت في السنوات الاخيرة وقد يؤثر ذلك على النشاط. واعلنت المانيا التي شكلت ارقامها التي اشارت الى تراجع كبير في نسبة البطالة في اكتوبر، تراجعا اكثر مما كان متوقعا في مبيعات المفرق في سبتمبر (-2,3% مقارنة باغسطس). وتؤكد هذه الارقام تراجع الوضع في اول اقتصاد اوروبي الذي بات على شفير الانكماش. والوضع الاقتصادي غير السليم يستمر في الانعكاس على نتائج الشركات التي تخفض الكثير منها، توقعاتها. وهذا ما حصل الجمعة في طوكيو مع اكبر شركة تجارية ميتسوبيشي كوربوريشن وثاني شركة طيران يابانية اول نيبون ايرويز. واعلنت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات تراجعا نسبته 40.5% في ارباحها الصافية في الربع الاول من 2008-2009. وخفضت توقعات الارباح الصافية السنوية بالنصف بسبب التدهور الحاصل في السوق الاميركية. وقالت نيسان اليوم انها ستلغي ما مجموعه 3500 وظيفة في مصانعها في اسبانيا واليابان والولايات المتحدة. وسبق ان اعلنت عن جزء من هذه الالغاءات بشكل متفرق في الاسابيع السابقة. اما شركة مازدا اليابانية لصناعة السيارات والمجموعة الالكترونية شارب وشركة نيكون لكاميرات التصوير فتراجعت في البورصة لانها خيبت امل المحللين الخميس. وخفضت عدة مجموعات المانية كبرى الخميس من توقعاتها على صعيد النتائج بينها شركة صناعة الشاحنات "مان" وشركة "كونتينتال" للتجهيزات. واعلنت شركة الخدمات المالية اميركيان اكسبرس الغاء سبعة الاف وظيفة اي حوالى 10% من موظفيها في العالم في اطار برنامج لخفض تكاليفها ب1.8مليار دولار. وستصرف شركة موتورولا الاميركية للهواتف 4.5% من العاملين لديها اي ثلاثة الاف وظيفة بعدما حققت نتائج سلبية في الفصل الثالث. وفي المانيا اعلنت شركة الكيمياء الاولى في العالم "باسف" الغاء الف وظيفة في العالم بحلول 2012. وستصرف شركة "جنرال الكتريك" الاميركية العملاقة 500 موظف من مصانعها في المجر.