القصيم .. معركة "البرسوبس"!
على الرغم من دخولها في أجندة أغلب المرشحين للانتخابات البلدية في دورتها الأولى التي على وشك الانتهاء، وربما فازت بشكل أو بآخر بعدد غير قليل منهم، إلا أن شجرة البرسوبس التي تنتشر في شوارع بريدة بقيت عصية على الاجتثاث، رغم المطالبات المتكررة من السكان وبعض المهتمين بالبيئة بدعوى إثارتها أمراض حساسية الصدر.
ورغم المعارضة الكبيرة لتلك الشجرة من قبل الأهالي ويرى هذا بوضوح من خلال مواضيع الحنق الكبير في المنتديات الخاصة في مدينة بريدة ومن خلال المجالس وأطلق عليها الشجرة "الملعونة"، إلا أنها تحظى بحماية كبيرة من قبل أمانة القصيم كما يقول السكان.
وخلال الحملات الانتخابية التي أقامها بعض أعضاء المجلس البلدي كانت البرامج الانتخابية تحمل وعودا باجتثاث شجرة البرسوبس وإزالتها إلى الأبد، وهو ما جعل أسهم بعضهم ترتفع أمام زملائهم الذين تجاهلوا هذا المطلب.
صمود الشجرة أمام المطالب الكبيرة باجتثاثها وإزالتها لا يحميها في المقابل من التساقط بشكل مخيف مع هبوب الرياح وهطول الأمطار، وفي الأمطار الأخيرة التي هطلت على منطقة القصيم كان مرور القصيم على أهبة الاستعداد لاستقبال بلاغات إغلاق الشوارع بتلك الأشجار.
ويقول بعض السكان إنه على الرغم من صدور قرار من قبل المجلس البلدي باجتثاث الشجرة واستبدالها أشجار أخرى في وقت سابق، إلا أن القرار عدّل كلمة اجتثاث إلى كلمة تهذيب.
وبحسب عبد الرحمن الفراج عضو المجلس البلدي بأمانة منطقة القصيم فإن دولا خليجية اجتثت أشجار البرسوبس بعد صدور تقارير من منظمة الصحة العالمية حول الشكوك بتسببها بحساسية التنفس وأمراض الصدر. وفي هذا الجانب يفيد تقرير طبي بأن مستشفى الملك فهد التخصصي استقبل خلال أيام هطول الأمطار أكثر من 1500 حالة تعاني ضيق تنفس في مدينة بريدة، وأرجع البعض ذلك إلى تأثيرات الشجرة.
وهنا يعود الفراج للإشارة إلى أن الشجرة قدمت إلى القصيم عبر رئيس بلدية القصيم السابق الدكتور إبراهيم البليهي باعتبار أن المنطقة صحراوية وهي من الأشجار التي تعيش تحت كل الظروف.
ويقول أحد المتخصصين في مجال الغابات والأشجار إن الشجرة هي الوحيدة التي تطرح حبوب اللقاح مرتين في العام وبكثافة عالية، ومن المعروف أن حبوب اللقاح تسبب الحساسية لدى البشر، وهذا يجعل الشجرة من الأشجار التي تسبب الحساسية.
ويشير السكان إلى أن الشجرة متعبة حيث تساقط أوراقها وبكثافة عالية وأشواك تتساقط وتؤذي المارة، فضلا عن عدم جمالية منظرها وإضرارها بالصحة العامة.
بينما يرى آخرون أن الشجرة تخفي كل الجماليات التي خلفها وتحجب الإنارة واللوحات الإرشادية بعض الطرقات والإشارات المرورية، وتساقطها الكامل بسهولة مع هبوب الرياح.
الشكوى تتجاوز السكان إلى أصحاب المحال التجارية حيث يقول أحدهم تكبدنا لوحات محالنا التجارية مبالغ سنوية تدفع للبلدية والأمانة المنطقة، ومع هذا يتم حجبها ببعض الأشجار ولو تم قطعها من قبلنا لتمت معاقبتنا بغرامات مالية، وأضاف: "استغرب المبالغة في حماية هذه الشجرة رغم أن منظرها غير جميل ولا يعطي أي إضافات لشوارعنا". ويضيف: "لدي لوحة أدفع لها مبلغ يصل إلى 15 ألف ريال سنويا ومع هذا لا يمكن أن تتم مشاهدتها من الطريق القريب بسبب تلك الأشجار".
وقال إنه ينوي رفع قضية لتعويضه عن المبالغ التي دفعها في السنوات الخمس الماضية، وتلك الأشجار تحول بين رؤية تلك اللوحة الدعائية لمحلة التجاري.