شعراؤنا يهيمون في أودية الفضائيات.. ويفعلون ما لا يُحسنون!

شعراؤنا يهيمون في أودية الفضائيات.. ويفعلون ما لا يُحسنون!

بدأت الأوساط الإعلامية تتناقل خبر دخول "روتانا" إلى الساحة الشعرية بتعاقدها مع الشاعر ياسر التويجري، حيث تقول الأخبار إن مؤتمر التوقيع على العقد سيكون يوم الثلاثاء المقبل في برج المملكة، ويتضمن العقد طرح ديوان صوتي وتنظيم أمسيات للشاعر، هذا الخبر يقود الذاكرة لعرض الكثير من الأخبار والصور التي مرت من قبل وكلها تصب في خانة استثمار نجومية الشاعر الشعبي التي فاقت كل التصورات والتكهنات التي تقاذفها المتحاورون منذ ظهور مجلات الشعر الشعبي وحتى وقتنا الفضائي الراهن، ومن قدّر له أن يعد قنوات الشعر لوحدها ويتابعها ولو لنصف ساعة فقط فإنه سيصاب بدوار "البحر" لا محالة، ذلك لأن الشعر الشعبي الذي لطالما بحت أصواتنا ونحن نبحث عن إنصاف مبدعيه والتعامل معهم برقي واعتبارهم واجهة ثقافية يجب احترامها، إلا أننا الآن مجبرون على خفت أصواتنا ومتابعة ما يحدث ورصد الصوت والصدى في هذه الزوبعة غير المتوقعة، ولا مانع من تتبع خطوات نجومية الشعراء الشعبيين منذ الخطوة الورقية الأولى.

خطوة ورقية!

كان الشعر الشعبي "محشوراً" في زوايا ضيقة من الإعلام الرسمي، ففي القنوات الخليجية الحكومية لم يكن للشعر سوى برنامج أسبوعي لا تتعدى مدته ساعة واحدة فقط يشارك الموروث الشعر فيها ويزاحمه في كل فاصل وفقرة، حتى أنه في كثير من الحلقات تذهب الحلقة بكاملها في لقاء مع مالك إبل ولا يبق للشعر سوى قصة وقصيدة يرويها أحدهم على عجل، وفي الصحف لا يختلف الحال فهناك صفحتان على الأكثر من كل أسبوع تهتم بالشعر والموروث وقد تذهب نصف الصفحة في إعلانات الأفراد عن مفقوداتهم الشخصية من رخص قيادة وصكوك أراض وربما صكوك إعسار! بعد هذا الوقت الطويل من "حشر" الشعر في خانة الموروث المادي ظهرت فكرة المجلات المتخصصة في الشعر الشعبي، فظهرت "الغدير" وتبعتها "المختلف" لتتبعهما "فواصل" لتنهمر بعدهم مجلات الشعر فتختفي واحدة وتعود أخرى وتقوم قائمة الكارهين للشعر الشعبي من الذين يصنفون الشعر بحسب لغته!.. ونحسب أنهم لم يثوروا منذ أن نشأت المجلات بل منذ اللحظة التي شعروا فيها بأن الشعراء الشباب المحدثين في الشعر باتوا نجوماً.

خطوة فضائية

بعد أن نجحت مجلات الشعر الشعبي في خلق نجومية حقيقية لشعرائها غيرت الحرب الضروس من جلدها القديم الذي يعتمد على فكرة أن الشعر الشعبي سيخسر رهان الجماهيرية بعد وقت قصير لن يدوم فبزعمهم أن الذي حدث ليس إلاّ "نزوة" والنزوات لا تدوم، لكن الأمر لم يسر بهذا الشكل، بل تناسلت فكرة الصحافة الشعبية مع الاستثمار في "جيب" المتابع "العربي الأصيل" فولدت "القنوات الشعبية" ومن هنا توسعت المسألة فالذي كان بحاجة إلى النشر خمس مرات على الأقل لتحفظ صورته ويردد أسمه لم يعد بحاجة كل هذا التعب فبمجرد ظهوره ولو لمرة واحدة على شاشة أي قناة فضائية سيصبح شاعراً معروفاً باسمه ورسمه ولو لم يفقه الناس ما قاله من شعر أو أي شيء آخر.

خطوة بألف ميل

المسابقات الفضائية كانت الرياح التي أشعلت نجومية الشعراء الشعبيين وأوصلت ألسنة النار لأعلى من المتوقع، نجوم المسابقات لم ينجحوا كلهم في استبقاء "اللمعان" لفترة أطول من سنة واحدة على الأكثر، ولكن هناك من استثمرها بشكل جيد فازداد لمعاناً على لمعانه السابق، ولسنا نعني باللمعان هنا اللمعان الحقيقي الذي يراه الجميع بأعينهم المجردة ولكن نعني "لمعاناً" خاصاً يراه من الناس "خاصة" فتزداد الفرص المادية والإعلامية اتساعاً.

خارج حدود الشعر

آخر حدود الاتساع في نجومية الشعراء هو ما قامت به الكثير من الشركات الفنية وشركات الاتصالات والقنوات الفضائية من استثمار في نجومية الشعراء، العديد من القنوات ذات المجموعات المتعددة تفكر جدياً في إضافة قناة خاصة بالشعر، وهذا ما سيحصر المسألة في "الشعر" فقط وهي خطوة جيدة نوعاً ما.

إشاعة أكيدة!

الذي لا يمكن توقعه هو دخول الشعراء في مجالات لا يجيدونها كالتمثيل مثلاً فهناك أكثر من "إشاعة أكيدة" تقول إن بعض نجوم مسابقات الشعر يفكرون جدياً في دخول مجال التمثيل ومنهم الشاعر عبدالرحمن الشمري الذي شوهد في مهرجان أبوظبي للسينما ودارت حوله هذه الإشاعة، ولا أعلم بأي حجة سيقابلون بها الإعلام ولكن وتطوعاً منّا سنهديهم هذا "المخرج" البسيط.. يا ممثلينا الشعراء إن سئلتم فقولوا: "نريد أن نعيد للمسلسلات البدوية هيبتها ومصداقيتها" حينها سيصدقكم المتابع وربما يدعمكم ولو برسالة SMS.

الأكثر قراءة