رسالة إلى جياع الأرض
"سهل أن تكتب عن الشعر العظيم، وصعب أن تنصفه"! هذه الجملة تصف حال أي "مقدمة" ستكتب لهذا "النص" الذي يدفع الحياة بأغصان أرهقها الجدب، إلى أبعد مما يمكن أن يتخيله "شاعر"! نص "يحمل المصباح من بيتٍ إلى بيت" وما لم يكن "درويش" يعتقد أنه سيكون في شعر المعاصرين، يفعله هذا البدوي المتورط بالشعر الصادق!
هو يقول: "ما يقتل الشعر يا كود افتعاله"، ونحن نقول: والله يا سعد زبن لا يرفع قيمة التلقي إلا التلقائية، كما هو حال موسيقاك غير المفتعلة التي طارت بأرواحنا معها إلى الأعلى رغم أن هذا النص بالذات يدغدغ "التراب"، وبعلم اليقين لا التخمين، إن لم تكن أنت أحد أهم الشعراء الذين أنجبتهم هذه المرحلة بـ "صدق"، فالمرحلة "تكذب"!
أكتب لكم يا أحبة يا مساكين
يا أصدقاء الأماني والبطالة
يا طين ملكيته ترجع إلى طين
يا رمز قتل التساوي والعدالة
أنتم ضحية خطيئة عام 90
ولاّ ضحيّة قوانين الكفالة!
نكسة حزيران ولا هم تشرين
منهو جعلكم على هالأرض عاله؟
يا شمع ما ينصهر بالشمعدانين
يا رفقة الحق في رحلة نضاله
هذا أنا جرح عمري ينزف سنين
ابكي على الحلم من لحظة زواله
منهار.. واستجدي ابواب المُرابين
أصبحت افكر أتاجر بالعماله!
صرت العناوين لا قيل العنا.. وين؟
إنسان حاله عن الأحلام حاله!
وتدور في راسي المُثقل طواحين
إلين ما تجعل عناده نخاله
مغرم, وفي صدري تغنّي دواوين
غزل..وملهمتي اجمل من غزاله
تقول بسمع شعر واقول: بعدين!
ما يقتل الشعر يا كود افتعاله
انا فقدت الأمل بملامس التين
ولاني بداله ولا أرضى بداله
بالله يا صاحبي عندك أمل دين
ودي اشوف امنياتي من خلاله!