مطر .. "وسالت على أثرها الشعاب"

مطر .. "وسالت على أثرها الشعاب"

عندما حذر بعض خبراء الطقس قبل أسبوعين من احتمالات حدوث سيول كبيرة على بعض مناطق المملكة، خرج من يشكك في هذه التحذيرات ويعتبرها تهويلا غير مبرر، لكن الحقيقة ظهرت وهطلت الأمطار – بأمر الله – بغزارة وداهمت المنازل والقرى وقطعت عددا كبيرا من الطرق، بل إنها كانت في محافظات ومدن مثل الدوادمي، عفيف، والمجمعة، وجازان، وعدد كبير من مدن القصيم مخيفة ومرعبة.
الأمر بيد الله أولا وأخيرا، لاشك في ذلك، لكن الاحتياط واجب، والتحرك الفوري ضرورة قصوى تحتم العمل بمهنية، واحتمال أسوأ الظروف، وذلك يعني إشراك من يتهددهم الخطر بالأمر. لا يكفي أن توضع الخطط ولا يعلم عنها السكان، نقول ذلك ونحن لا نشكك أبدا في جهود وإخلاص الرجال في الميدان من مختلف القطاعات، لكن التخاطب مع الجمهور كان مفقودا على مدى الأيام الماضية، إذ إن التحذيرات كانت تقليدية على شاكلة "التحذير من الجلوس في بطون الأودية".
السيول التي اجتاحت المنطقة الوسطى نشرت "الاقتصادية" عنها تنبؤات نقلا عن فلكيين مرتين الأولى في 23 أكتوبر الماضي، وكانت بعنوان "عاصفة مدارية تجلب الأمطار"، والمرة الثانية في تاريخ 30 أكتوبر بعنوان " أسبوع ماطر على السعودية بسبب التقاء منخفضين جوي وحركي"، لكننا لم نسمع من مختلف الجهات المسؤولة تعليقات عليها. ما الذي كان يمنع من خروج المسؤولين على التلفزيون الرسمي ويشرحون الوضع قبل حدوثه، وما الذي يمنع من متابعة الأمر أولا بأول (مباشر) عبر القنوات الفضائية الرسمية، ما الذي يمنع من إصدار تحذير مباشر للسكان، وما الذي يمنع من وقف الدراسة يوما أو يومين بدلا من فقد معلمين ومعلمات هنا وهناك.
التعلل بمخاوف نشر الرعب بين السكان غير مبررة في هذا الزمن بينما تقذف علينا وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية شكل قطرات الندى في الصين أو أمريكا، وصور من يمارسون الرياضة على شواطئ أستراليا. تغيرت الظروف والأزمان، ولا يزال هناك من يعتقد أنه بتحذير أو بيان يتسبب في مخاوف للسكان.
هذه المرة نتمنى ألا نعيد "الكليشة التاريخية "جرت على أثرها الأودية والشعاب"، إذ إن ما جرى كان أكبر من ذلك بكثير، في حين ما زال البعض يشكك في علم الفلك برمته.
أخيرا، نود أن نسأل الزملاء في التلفزيون السعودي: أين النشرة الجوية؟ وهل تعلمون أن كثيرا من سكان السعودية يتابعون تلفزيون الكويت الرسمي الذي يقدم نشرات احترافية ويحذر أولا بأول؟

الأكثر قراءة