كيف تتمكن من التفكير في أوقات التغيير؟
يهدف الكتاب إلى مساعدة القارئ على التخلص من الغشاوة التي تمنعه من رؤية حقيقة ما يدور من حوله ليتمكن من توقع موجات التغيير وامتطائها لتحمله إلى آفاق جديدة من النجاح غير المسبوق, فنحن الآن في عصر التغيير الذي يحدث الآن بسرعة لا يستطيع ملاحقتها إلا من يمعنون النظر في المستقبل ويتوقعون التغيير ويكونون على أهبة الاستعداد له.
يكشف الكتاب تقنيات جديدة للتفكير يمكنها تحرير عقل الإنسان من الافتراضات المسبقة القديمة التي قد تعوق التفكير وتجعله منتبها لعلامات التغيير الأولى ليبدأ في التفكير واتخاذ رد الفعل المناسب تجاه التغيير في الوقت الذي يكون فيه منافسوه لا يزالون في سبات عميق.
يتعرض الكتاب لكيفية التغلب على التحيزات الشخصية والمؤسسية ليتمكن المرء من تكوين رؤية كاملة للموقف، وفي الوقت نفسه عدم إغفال التفاصيل الدقيقة ليتعرف على علامات التغيير قبل حدوثه واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الاستفادة الكبرى منه وتجنب أي خسائر قد تنتج من عدم مواكبته بالصورة السليمة وبالسرعة المطلوبة.
من الواضح أن التفكير في المستقبل قد صار يعني التفكير في التغيير، والنظرة الواقعية للتغيير تخبرنا أن معرفتنا للمعلومات الصحيحة عن المستقبل لا تكفي وحدها، إذ يجب علينا ليس فقط توقع التغيرات المستقبلية وإنما أيضا الثقة في أهميتها لاستمرار الحياة والأهم من ذلك معرفة كيفية الاستجابة الصحيحة لتلك التغيرات.
يؤمن العديد من الناس بأنهم إذا ما ربحوا إحدى المسابقات التي تعد الناس بجوائز مالية ضخمة سهلة بمجرد قيامهم بمكالمة هاتفية فإنهم يكونون قد أمنوا مستقبلهم المالي، إلا أن الإحصاءات تقول إن نسبة عالية جدا من أولئك الذين يربحون في مثل هذه المسابقات يعلنون إفلاسهم بعدها بسنوات قليلة. يرجع السبب في ذلك إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالمال، وإنما بالتفكير السليم.
هناك الكثير من مصادر المعلومات عما يدور من حولنا في العالم، وتدفع المؤسسات والشركات الكثير من الأموال مقابل هذه المعلومات، إلا أن المال المنفق والوقت والموارد المستهلكة يمكن أن تضيع دون جدوى إذا ما تجاهلت المؤسسة التركيز على التفكير السليم في هذه المعلومات.
بينما يقرأ القارئ الكتاب يكون عليه أن يطرح جانبا كل العوامل المتراكمة التي تمنعه من الرؤية بوضوح، على أن يستمر في تذكير نفسه بأنه في عالم اليوم وعالم الغد أيضا يكون إيقاع التغيير سريعا، لذلك فإن ما يهم حقا هو ليس ما يعرفه المرء ولكن ما بإمكان المرء أن يتعلمه، وكذلك ما يمكنه أن يضعه في مكانه الصحيح ويستغله في الاستخدام الأمثل له الناحية العملية.