نحن فقراء لكننا كثرة .. قصة سيدات هنديات يكافحن في العمل

نحن فقراء لكننا كثرة .. قصة سيدات هنديات يكافحن في العمل

مؤلفة الكتاب إللا بهات معروفة على مستوى العالم كواحدة من أهم الرائدات في مجال التنمية المحلية. كرست المؤلفة حياتها لرفع المستوى المعيشي للمواطنين الفقراء في الهند. يعمل 93 في المائة من الأيدي العاملة في الهند في المهن الحرة، وتبلغ نسبة النساء في هذا القطاع نحو 64 في المائة، إلا أن السيدات اللاتي يعملن في المهن الحرة هناك لم يتمتعن عبر التاريخ سوى بالقليل من الحماية القانونية وقوانين حقوق العمال.
في الواقع نجد معظم أولئك السيدات أميات وواقعات تحت نير الاستغلال والمضايقات المستمرة من قِبل مقرضي النقود وأصحاب العمل والمسؤولين المحليين. بعد أن شاهدت إللا بهات الظروف الشاقة التي تواجهها السيدات في عملهن كعاملات في مصانع الغزل والنسيج وكجامعات قمامة بدأت تساعدهن على تنظيم أنفسهن.
في عام 1972 أسست إللا بهات جمعية السيدات العاملات في المهن الحرة لتجمع السيدات الفقيرات معا وتعلمهن طرقا يكافحن بها للحصول على حقوقهن ويكسبن بها دخولا أفضل، وبعد نحو ثلاثة أعوام منذ إنشاء هذه الجمعية بلغ عدد أعضائها نحو سبعة آلاف سيدة. ويبلغ عدد أعضائها اليوم نحو 700 ألف سيدة. قامت الجمعية بتأسيس بنك تعاوني عام 1974 برأسمال مشارك يبلغ 30 ألف دولار. يقدم البنك قروضا صغيرة لمساعدة السيدات على الادخار والاستقلال المالي، واليوم يصل رأس المال العامل في هذا البنك إلى 1.5 مليون دولار وعدد المودعين فيه نحو 30 ألف مودع ومعدل إعادة القروض يصل إلى 94 في المائة.
خلال الـ 30 عاما السابقة بذلت جمعية السيدات العاملات في المهن الحرة في الهند جهودا كبيرة لزيادة القوة التفاوضية والفرص الاقتصادية والأمن الصحي والتمثيل القانوني والقدرات التنظيمية لمئات الآلاف من السيدات، ما أسهم في تحسن المستوى المعيشي لهن وساعد على نجاح مبادرات كثيرة مماثلة حول العالم.
يعد هذا الكتاب الأول في تناول رؤية وممارسات ونجاح جمعية السيدات العاملات في المهن الحرة في الهند، وكذلك على المستوى العالمي. يبدأ الكتاب بسرد تاريخ الأيام الأولى من الجمعية واستعراض فلسفة غاندي التي ساعدت على تشكيل بنية ورؤية الجمعية. يلي ذلك سرد للصراعات والتحديات التي واجهت الجمعية في رحلتها وكيف تمت مواجهة هذه العقبات والتغلب عليها؟
يستعرض الكتاب بعد ذلك الخدمات التي قدمتها الجمعية للسيدات العاملات في النظام الاقتصادي غير الرسمي من خلال تقديم قصص بعض عضوات الجمعية. ويصف الفصل الأخير من الكتاب الامتداد العالمي لنشاط الجمعية والتحديات التي تواجهها السيدات الفقيرات العاملات في المهن الحرة على مستوى العالم وإمكانية نجاح تكرار الجمعية في أماكن أخرى من العالم.

الأكثر قراءة