تشديد الرقابة على منافذ مكة وإعادة من لا يحمل تصريحا للحج

تشديد الرقابة على منافذ مكة وإعادة من لا يحمل تصريحا للحج

أعلن الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام، اكتمال الاستعدادات الأمنية اللازمة لحج هذا العام لتوفير الأمن للحجاج والمحافظة على سلامتهم حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر واطمئنان, وتأمين تنقلاتهم في التصعيد والنفرة والجمرات وفي منى وعرفات بكل انسيابية. وذلك إنفاذا لتوجيهات الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وبمتابعة مستمرة من لدن الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.
وكشف الفريق القحطاني عن تطوير مركز القيادة والسيطرة الذي سيحدث نقلة نوعية في أداء الأجهزة الأمنية والذي من المتوقع البدء في تنفيذه بعد موسم الحج مباشرة. إلى نص الحوار:

ما أبرز ملامح الخطط الأمنية لحج هذا العام؟
خطة الحج لهذا العام يوجد فيها الكثير من التغيرات في هذا الجانب منها ما كان قائما في العام الماضي في منطقة منى خصوصا وعند جسر الجمرات يضاف لها المشاريع التطويرية التي تنفذ حاليا في منطقة الجمرات وتعديل بعض الطرق وحفر عدد من الأنفاق وإجراء بعض التعديلات لطرق المشاة وتمت دراسة ما يترتب على هذه المشاريع وتعديل خطط التشغيل وتم التنسيق مع المؤسسات المشاركة في هذا الشأن لبحث تأثير هذه المشاريع في حركة الحجاج ونؤكد الكيفية التي سيتم بها التشغيل وإدارة الحشود المتوقعة سواء على حركة المركبات والمشاة وهذه النقاط هي ما يشغل قيادة قوات أمن الحج في الأمن العام في الوقت الحالي بهدف الوصول إلى أفضل الخطط التشغيلية اعتمادا على التجارب وما تم في الأعوام الماضية لبناء أفضل خطة تنفذ هذا العام تراعي الاختلاف والمتغيرات الموجودة على الطبيعة.
* يشارك في خطط الحج طلاب مدن التدريب والكليات العسكرية كيف تقيمون أداءهم خلال الموسم؟
الأمن العام يحرص على الاستفادة من جهود الطلاب المنتسبين إلى مدن تدريب الأمن العام في خدمة الحجيج إيمانا من الأمن العام بالدور الذي يمكن أن يؤدوه ولكي ينعكس ذلك على حياتهم العملية في المستقبل ولكي يستفيدوا من هذه الفرصة لتطوير مهاراتهم من خلال الاحتكاك بزملائهم رجال الأمن الذين لديهم الخبرة الميدانية في مثل هذه المناسبات المهمة. ولا نغفل الدور الذي يبذله طلاب كلية الملك فهد الأمنية لمساندة زملائهم رجال الأمن المشاركين, مؤكدا استحقاقهم هذا التقدير, وكذلك الجهود التي تبذلها القوات العسكرية المساندة للخطة ومجموعات الكشافة المشاركة. إن دورهم مهم جدا, فهم مشاركون ومساندون للحجاج وإرشادهم إلى الأماكن التي تستهدف من الحجاج داخل المشاعر أو خارجها فلهم منا الشكر والتقدير على ما يبذلونه من جهد مثمر.
* التوعية في الحج.. ما جهود الأمن العام في هذا المجال؟
جهود التوعية التي يقوم بها الأمن العام في الحج تأخذ نصيبها من الاهتمام والعناية وبالذات توعية منسوبي الأمن العام بالأدوار التي يجب القيام بها إنفاذا للتوجيهات الكريمة، لكن لنا مزيد من التطلع في هذا الجانب في المستقبل والذي أود أن أؤكده أن هناك مسؤولية مشتركة تقوم بها مؤسسات الطوافة ومطلوبة من مؤسسات حجاج الداخل ومطلوبة من جميع قادة الرأي والمفكرين ألا وهي توعية الحجاج بشكل مدروس لكي يؤدوا حجهم بكل يسر وسهولة, مع أنني أركز في هذا الجانب على أهمية احترام المشاة داخل المشاعر المقدسة وطرق السيارات والساحات المخصصة لأغراض أخرى وألا يتم افتراشها من قبل بعض الحجاج.

* ما أهم الظواهر السلبية التي تواجه رجال الأمن ميدانيا من قبل الحجاج؟
بدأت هناك ظواهر تتمثل في استخدام الخيام المنقولة التي يستخدمها بعض الحجاج لافتراش الأرصفة وإعاقة حركة المشاة وإعاقة الطريق أمام الحجاج دون شعور بالمسؤولية, ونحن هذا العام حرصاء على التعامل مع هذا الأمر وألا يحدث كما كان يحدث في الأعوام الماضية, فالافتراش صورة غير حضارية وفيها أذى للسالكين الذين يقصدون الوصول إلى الجمرات, كما أنها تحمل الكثير من الأضرار التي تؤثر في صحة الحاج وقد تعرضه للخطر خاصة في الممرات المخصصة لسيارات الخدمات وتعوق حركة انتقال سيارات الإسعاف وما شابه ذلك, لذلك فنحن نأمل من لهذا هذا الأمر, كما نعلم أن ما يحدث من افتراش فيه مخالفة للهدي النبوي لأن فيه إعاقة لحركة الحجيج، والرسول صلى الله عليه وسلم, يحث على إماطة الأذى عن الطريق, فكيف يقوم المسلم بإعاقة هذا الطريق في مشعر محدود المساحة؟ فالحج تكامل وتعاون على البر والتقوى. إنني من منطلق المسؤولية أتوجه إلى الراغبين في الحج إلى التوجه إلى البدائل المتاحة التي تكفل لهم أن يؤدوا حجهم بكل يسر وسهولة وألا يعرضوا حياتهم وحياة الآخرين للخطر من خلال الافتراش الذي يشكل صورة غير حقيقية لجل الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة لخدمة الحجاج, فالنتائج التي يخلفها الافتراش دائما غير مرغوبة, وطموحنا أن يكون هناك تعاون من قبل من ينوي الحج لتلافي هذه الظواهر, والافتراش أمر غير مقبول من الناحية التنظيمية لكن الذي نود التركيز عليه أن أغلب من يقوم بالافتراش هم أولئك الحجاج الذين لم ينتسبوا إلى حملات الحج أو من تخلف من المعتمرين ولم يغادروا مكة, فوقائع العام الماضي تؤكد أن هناك أكثر من 400 ألف من متخلفى العمرة ومعهم أعداد أخرى كثيرة أدوا فريضة الحج وهم غير خاضعين لتنظيمات سواء بالنسبة إلى السكن أو النقل أو خلافة وبالتالي تعمدوا الافتراش وربما شاركهم أيضا بعض الحجاج النظاميين الذين يريدون أن يختصروا الوقت كما يعتقدون, لذلك فنحن نطالب ونؤكد بضرورة التقيد بتنظيمات الحج وعدم اللجوء إلى الافتراش لأمنهم وسلامتهم, ولدينا تدابير عدة لمنع دخول المتسللين إلى المشاعر المقدسة وكذلك دخولهم مكة المكرمة, فالسيارات الصغيرة التي ستنقلهم إلى المشاعر المقدسة سيتم منع دخولها وكذلك الحال في مداخل مكة المكرمة, هناك العديد من نقاط الفرز ومنع التسلل التي تم إيجادها لمتابعة ومراقبة هذا الأمر وسنعيد أي حاج لا يحمل تصريح حج.

إذن كيف يتم التعامل من قبل رجال الأمن مع ظاهرة الافتراش وغيرها من الظواهر السلبية؟
هناك قوة من رجال الأمن تعمل بكل اقتدار لمنع الافتراش في الأماكن التي قد تعوق حركة المشاة والمركبات, خاصة في الأماكن التي توجد فيها حشود كبيرة, كالطرق المؤدية إلى جسر الجمرات, وتراقب وتمنع دخول حاملي الأمتعة إلى مقابل جسر الجمرات لأن الأمتعة تسبب عرقلة للمشاة في حالة الازدحام والدين ولله الحمد فيه يسر كثير ويستطيع الحاج أن يُوكل فيما يجوز فيه التوكيل كما وضح ذلك الشرع ولدينا فرق متخصصة للتعامل مع كل ظاهرة فهناك فرق للقبض على النشالين ولدينا كاميرات منتشرة في أماكن متفرقة من المشاعر المقدسة نستطيع من خلالها القبض على النشالين وإحباط مخططاتهم وتقديمهم للمحاكمة بشكل عاجل، حيث إن هناك قضاة في المشاعر المقدسة من وزارة العدل للبت في قضايا النشل بشكل عاجل, ولدينا كاميرات منتشرة في مواقع عدة من مشعر منى وكذلك في الحرم المكي الشريف، كل هذه الكاميرات الهدف من وجودها إحباط عمليات النشل والسرقة التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس.

الخطة المرورية هي من أوليات الحج ما أبرز ملامحها في حج هذا العام؟
رجال الأمن المشاركون في مهمة الحج يبذلون جهودا جبارة وذلك لإنجاح الحركة المرورية داخل المشاعر لتنظيم حركة السير التي تشهد كثافة في أعداد السيارات الداخلة إلى مكة أو الخارجة منها والتعاون مطلوب في هذه الناحية من قائدي المركبات مع جهود رجال الأمن خاصة أن ظروف الحج دائما غير عادية نتيجة للكثافة العديدة التي تزداد سنويا, وهذا يحتاج إلى وضع خطط مساندة وبديلة, ونشير هنا إلى الدور الذي تقوم به الشركات المختصة بنقل الحجاج وأن تلك الجهود مملوسة ونقدرها, لكن ما نود الحديث عنه هو تعطيل حركة السير نتيجة توقف إحدى الحافلات التي تقل الحجاج وقت الذروة نتيجة عطل فني ما، لذلك على الشركات المختصة القيام بتنفيذ الاشتراطات اللازمة لوسائل النقل التي تقل الحجاج من خلال التأكد التام من الصيانة الشاملة وما قد يلزم الحافلة من تغيير للإطارات لأننا كما أشرنا قد نواجه مشكلة تعطيل الحركة في بعض الأحيان بسبب عطل الصيانة لذلك وحرصا من الأمن العام على هذا الأمر فقد تم التأكيد على الشركات المختصة بالنقل منذ وقت مبكر وكذلك مراكز الفحص الدوري بضرورة العمل سويا لتجنب توقف المركبات نتيجة للأعطال الفنية وربط ذلك بالتصريح الممنوح للمركبة وكما هو معلوم فإن طبيعة مناطق المشاعر جبلية وتوقف حافلة أو حافلتين يسبب عائقا كبيرا ومثار قلق لرجال الأمن رغم أن مركز القيادة والسيطرة بقيادة قوات أمن الحج الذي سيشهد عقب موسم الحج تطوير الإمكانيات يتولى بشكل عاجل إجراءات إعادة الحركة إلى طبيعتها من خلال التنسيق مع جميع الجهات ومع العاملين في الميدان ولدينا قوات مهمتها تسيير الحركة المرورية في المشاعر المقدسة ووضع الخطط المرورية المحكمة لذلك, وهذه الفرق ولله الحمد أدت دورها ووضعت الخطط الكفيلة بوصول الحجاج إلى مواقعهم سواء أثناء عملية التصعيد من مكة المكرمة إلى منى أو من منى لعرفات وكذلك لعملية النفرة من عرفات. وسيتم نشر رجال الأمن لتسيير الحركة المرورية وكذلك معالجة حالات تعطل الحافلات من خلال سحبها عن الطريق ومتابعة حركة السير, ونتوقع أن تكون حركة السير هذا العام سواء في منى أو عرفات أو مزدلفة أكثر انسيابية بفضل المشاريع الكبيرة التي نفذت في المشاعر المقدسة, خصوصاً امتداد طريق الملك خالد شمالاً وجنوباً الذي سيسهم في تفريغ منى بشكل جيد من المركبات.

الأكثر قراءة