6000 موظف يفوجون مليون حاج عبر مدينة الحجاج في جدة
استطاعت مدينة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز في جدة إكمال نجاح خطتها الموسمية في استقبال الحجيج وأنهت الجهات المسؤولة كافة في مدينة حجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي إجراءات أكثر من مليون حاج من جميع دول العالم وتوجيههم إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، وخففت من استنفار عملياتها الخدمية في مختلف المجالات الصحية والاجتماعية والإرشادية والتجارية وغيرها بعد مغادرة العديد من الحجاج إلى المشاعر المقدسة.
وتتميز صالة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بصالات فريدة خاصة بالحجاج صممت على شكل خيام غطيت أسطحها بمادة الألياف الزجاجية Fiberglass الممزوجة بمادة التفلون، وتتكون من موقعين منفصلين يفصلهما طريق بعرض 160 م. كما صمم مدرج الطيران ليخدم عشر طائرات ضخمة. وتعتبر هذه الصالة في الواقع مطاراً قائماً بذاته مزودة بجميع الخدمات والمرافق الحكومية ووكلاء مؤسسات الطوافـة، ويتم استخدام هذه الصالة لاستقبال ضيوف الرحمن الذين يفدون سنويا لأداء فريضة الحج في الأراضي المقدسة ويمكن استقبال ما يقارب 50 ألف حاج يومياً في المواسم. وكانت صالات الحج الـ 12 قد شهدت استقبال ما يزيد على مليون حاج على متن 136 طائرة قادمة من شتى بقاع العالم.
ويوجد في المدينة كل سبل الراحة التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية من أجل خدمة الحجيج لقضاء لياليهم في أمن وراحة وطمأنينة، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات.
وصرح لـ الاقتصادية" الدكتور محمد الحارثي المشرف العام على أعمال الحجاج الصحية والمدير الفني في المدينة، بأن خطة وزارة الصحة تنقسم خلال موسم الحج إلى قسمين وقائي وعلاجي، مشيرا إلى أن الفترة الحالية وهي فترة قدوم الحجيج للمشاعر المقدسة تقتضي الجانب الوقائي التي يغلب عليها التطعيمات الوقائية والاحترازات الصحية عبر منظومة من الإجراءات الطبية للتأكد من خلو ركاب الطائرات القادمة إلى المطار من أمراض حمّى الضنك والحمّى الصفراء.
وأضاف أن بعض وجهات الحجيج القادمة لمطار الملك عبد العزيز تستدعي أخذ الحيطة اللازمة في التعامل معها طبيا، كمنطقة إندونيسيا التي شهدت عدة كوارث يمكن أن تنشر من خلال مسافريها بعض الأمراض، إلا أن جميع الرحلات القادمة منها لم تظهر حتى الآن أي أمراض موبوءة عدا حالتي اشتباه فقط.
كما قامت شركات الصيانة والنظافة في مدينة الحجاج بتوفير كل ما يحتاج إليه الحجاج من خدمات، إضافة إلى تجهيز مواقع للصلاة وتوفير الخدمات الأخرى المختلفة.
وأوضح لـ "الاقتصادية" خالد صعكان الفقيه السلمي المشرف العام على أعمال مؤسسة الصيانة الوقائية الشاملة لنظافة مدينة الحجاج، أن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وجه في وقت سابق بالقضاء على ظاهرة الافتراش، وتم بناء على ذلك زيادة أعداد الكراسي والجلسات للحجيج، كما تم العمل على نظافة وصيانة المدينة على مدار الساعة لما يخدم حجاج بيت الله الحرام والتأكد من راحتهم حتى انتهاء أعمال الحج في يوم 21 المحرم.
وقال: في مدينة الحجاج توجد أكثر من ثلاثة آلاف شركة ومؤسسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام في الصالات الداخلية والخارجية, وكرجال أمن نحافظ ونساعد قوة أمن المطار على القضاء على جميع الظواهر السلبية مثل ظاهرة الافتراش.
وأضاف السلمي أن عدد العاملين في الصالة من موظفي الصيانة الوقائية 400 عامل ولدينا إقبال شديد من قبل الفتيات، حيث يعمل لدينا 250 فتاة ويعملن في الصيانة والنظافة في مدينة الحجاج ونحن نساعد ونشجع العمالة النسائية بتوفير فرص العمل الشريف لهن، كما وفرت شركات الصيانة الكراسي العديدة لاستيعاب أعداد الحجاج الكبيرة والقضاء على ظاهرة الافتراش.
وعن رؤية الحجاج وانطباعهم في المدينة، يقول ساو جول، حاج إندونيسي يبلغ 52 عاما, إن ما شاهده من إنجازات وخدمات جليلة تقدمها حكومة المملكة في مدينة الحجاج يجعله مطمئننا على أن الاستعدادات في المشاعر المقدسة ستكون على ما يرام، خاصة أن الانطباع الأول يعطى فكرة إيجابية للحاج ولا سيما أنه أول مرة يقدم لأداء فريضة الحج.
فيما أكد إمام بودي (45 عاما) أن الجهات المسؤولة وفرت كل احتياجات ومتطلبات الحجيج من خلال العمل على راحة ضيوف الرحمن وتسخير جميع الإمكانيات لهم، فكل شيء يحتاج إليه الحاج متوافر في المدينة سواء من الخدمات الصحية أو الغذائية، إضافة إلى توافر وسائل الاتصال.
وتوفر المدينة عددا كبيرا من المرشدين لخدمة الحجاج وتقديم المساعدة التي قد يحتاجون إليها في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى وضع اللوحات الإرشادية بعدة لغات لتسهيل تنقل الحاج داخل المدينة.
وهنا يؤكد المسؤولون في مدينة الحجاج أنه تم تقليص عدد ساعات العمل إلى ثماني ساعات يومياً من خلال العمل على ثلاث نوبات بدلاً من نوبتين على مدار24 ساعة.
وارتفعت نسبة العمالة السعودية عنها في الأعوام السابقة حيث وصلت في العام الحالي إلى 93 في المائة في الوظائف الخدمية ووصلت في الوظائف الإدارية والإشرافية إلى 100 في المائة.
وتصل أعداد تشغيل العمالة السعودية في الموسم إلى 3500 موظف غير العمالة الأخرى التي تصل إلى ثلاثة آلاف عامل تتولى مهمة نقل أمتعة الحجاج في جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية، كما يجري إنهاء إجراءات الحاج أمام صالات الوصول خلال دقائق قليلة ويتم إنهاء جميع الإجراءات الأخرى حتى خروجه من المطار في مدة تصل إلى عشر دقائق، بعدها يتم نقل الحجاج إلى الأماكن التي تم تخصيصها في وسط الساحات في مبنى الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة حسب جنسياتهم.
ووفرت صالة الحجاج جميع الخدمات الأمنية والصحية، إضافة إلى خدمات الإرشاد والتوجيه التي تهدف إلى تقديم المساعدات التي يحتاج إليها الحاج داخل المدينة. وتضم المدينة عددا كبيرا من المحلات التجارية والأسواق التي تتنوع معروضاتها بين المواد الغذائية والملابس الجاهزة والأجهزة الإلكترونية ويغلب على تبضع الحجاج في المدينة شراء كاميرات التصوير والمسجلات واحتياجات الإحرام وغيرها من احتياجات الحاج في المشاعر المقدسة, وتوفر المدينة خدمات الاتصالات الهاتفية بأنواعها كافة، حيث تسجل حركة الاتصال ارتفاعا كبيرا في نسبة الإقبال على الاتصالات الدولية, خصوصا أن كثيرا من الحجاج يحرص على طمأنة ذويه لحظة وصوله إلى السعودية ودفع الإقبال على الاتصالات ظهور سوق سوداء لبيع بطاقات الاتصال المدفوع للهاتف الجوال حيث تباع بطاقة شحن الجوال بزيادة عشرة ريالات على التسعيرة المحددة من قبل شركة الاتصالات، كما وفرت الشركات المطاعم الراقية لاستقبال ضيوف الرحمن والبعثات القادمة من جميع أنحاء العالم وظهرت الترتيبات التي قامت بها إدارة الصالة حيث تم تخصيص مربعات لاستيعاب البعثات وتسيير التنقل وسرعة دخول ومغادرة الحجاج وظهرت أعلام الدول والملصقات تحدد موقع بعثة كل دولة من أجل تسهيل نقلهم بكل يسر وسهولة إلى المشاعر المقدسة.
وتميز العمل في موسم حج هذا العمل بتسلسل انسيابية خروج جميع الجنسيات وفق خطة عمل تداركت سلبيات الأعوام الماضية وعكست خبرة السنوات الطويلة في التعامل مع مختلف الأجناس واللغات والأعراق، التي تحتاج إلى مجهود متميز قادر على تسيير دفة إنهاء إجراءاتهم بكل يسر وسهولة.