مساهمة أمريكية قوية في نشاط الأسواق المالية الأوروبية

مساهمة أمريكية قوية في نشاط الأسواق المالية الأوروبية

حققت الاستثمارات التي نفذها المودعون في منطقة اليورو عائدات إيجابية بشكل نادر الحدوث بما في ذلك أنشطة الأسهم والقروض والمواد الخام أو العملات الأجنبية . وسجلت الأوراق المالية في الدول الصناعية المتقدمة نتائج إيجابية لمجمل نشاطات العام ولو بنسب بسيطة بعد الخسائر الطفيفة التي منيت بها في الربع الأخير من العام .
ومثلت سنة 2005 نقطة تحول في أسعار الفائدة. وحققت الأسهم عائدات لا يستهان بها. ففي اليابان تخطى مؤشر نيكاي للمرة الأولى منذ خمس سنوات حاجز 16 ألف نقطة مسجلا نسبة نمو بلغت 40 في المائة وهي أفضل نسبة نمو حصلت منذ عام 1988. وفي كوريا الجنوبية بلغت الزيادة 33 في المائة تقريباً بعد أن وصل مؤشر كوسبي إلى مستوى جديد. وأظهرت الأسهم الأوروبية مرة أخرى نسب ارتفاع بمتوسط أكثر من 20 في المائة, وبذلك اقتربت من أفضل سنواتها عام 1999.
وفي ألمانيا ارتفع مؤشر داكس الذي يعد من المؤشرات الأوروبية الممتازة ليحقق نسبة نمو بلغت 27 في المائة, وحقق داكس تفوقا بواقع نحو خمس نقاط مئوية علي مؤشر 50 Euro-Stoxx, مضيفا الأهمية الكبيرة نسبياً للقطاعات الدورية مثل الصناعة الكيماوية، وصناعة السيارات، والسلع الاستثمارية .
وتبلغ حصة هذه القطاعات في مؤشر داكس نحو 45 في المائة ، بينما لا تتعدى نسبتها في مؤشر 50 Euro-Stoxx المقارن الآخر نسبة 16 في المائة، إذ أثبتت أن لصعود الأسهم أساساً جيداً, وهي محملة بنسب ارتفاع الربح التي خرجت في ألمانيا بنصيب أعلى من المعدل الأوروبي. ومن أجل الوصول إلى هذا المستوى، يجب أن يرتفع داكس إلى 6.300 نقطة. وكان التقييم الملائم والمقارن دولياً دفع العديد من المودعين الأمريكيين أيضاً إلى السوق الألمانية قي هذه السنة. وعلى الرغم من ارتفاع قيمة الدولار مقابل اليورو فإنها جلبت للأوراق المالية الألمانية عائدات أعلى مما هي عليه في السوق المحلية. وأصبح مضاربو الأسهم يجيدون التعامل في ظل تذبذب أسعار العملات.
وإذا وضع المرء قيم الطاقة جانباً، فإن الأسهم الأمريكية تكون هبطت قليلاً في عام 2005. وهنالك أيضاً رقم متصاعد من جانب أبطال السوق في وول ستريت، حيث يتوقع سباق انتعاش حالما يعطي بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع المقبلة إشارة إلى نهاية دورة رفع الفوائد. وكانت الأسهم الأمريكية قد ارتفعت عندما كانت أرباح الشركات آخذة في الارتفاع. وعلى العموم، فإن أرباح الشركات يمكن أن تكون المفتاح لتطور سوق الأسهم في الأسابيع المقبلة.

وفي الولايات المتحدة ارتفعت أرباح الشركات الكبرى, التي يضمها مؤشر ستاندرد آند بورز خلال الأرباع التسعة المتتالية بمعدلات عالية. وهذه كانت هي الحالة التي سادت للمرة الأخيرة في بداية التسعينيّات الماضية. وتسود شكوك في إمكانية استمرار المعدل المتنامي الحالي في عام 2006 .
والإشارة الدالة هي أن تراجع الأرباح يمكن أن يُحدث تغيراً في المزاج العام لا في أسواق الولايات المتحدة فقط بل في السوق العالمية أيضا.ولذلك فإن الأسهم في الأسابيع الأولى من عام 2006 ستكون عرضة لتقلبات السوق حين تقوم الشركات بتقديم توقعاتها وتقديراتها لأعمال الربع الأول من العام الجديد .

الأكثر قراءة