2.5 مليون حاج يستقرون على صعيد عرفات وينفرون منها بسلام

2.5 مليون حاج يستقرون على صعيد عرفات وينفرون منها بسلام

سجلت خطة تصعيد ونفرة الحجاج من منى إلى عرفات ونفرتهم إلى مزدلفة نجاحا كبيرا, وفقا للبرامج المعدة من قبل لجان الحج, المتضمنة سلامة وراحة الحجاج أثناء تنقلهم بين المشاعر واستقرت جموع حجاج بيت الله الحرام أمس على صعيد عرفات الطاهر بعد أن تدفقوا إليها صباح أمس التاسع من شهر ذي الحجة وشهد نحو مليوني ونصف مليون حاج الوقفة الكبرى وأداء الركن الأعظم من مناسك الحج في مواكب إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار في هذا اليوم المبارك, وتابع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تنقلات الحجيج، فيما أشرف الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة على تنفيذ الخطط.
وانتقل حجاج بيت الله الحرام من منى إلى عرفات بسهولة وانسيابية, وهم ينعمون بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين من إمكانيات ضخمة وترتيبات متميزة.
وقبيل غروب الشمس بدأ حجاج بيت الله الحرام في مغادرة عرفات أو ما يعرف بـ «النفرة» متجهين إلى مزدلفة ومنها إلى منى. وكان الحجاج قد توافدوا قبل يوم أمس إلى منى المعروف بيوم «التروية» للمبيت فيها.
وقدمت مختلف الأجهزة الحكومية ذات الصلة بخدمة الحجاج عملها في تقديم الخدمات وتوفيرها لضيوف الرحمن الذين وفدوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وليذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما هداهم, تحفهم عناية المولى تبارك وتعالى.
وتشير التقارير من المشاعر المقدسة إلى توافر جميع الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وما يحتاجون إليه من المواد الغذائية والتموينية والمياه بدرجة تفوق الاحتياجات الأساسية لجموع الحجيج رغم الأعداد الكبيرة التي تقف على صعيد عرفات.
وأفادت التقارير أن كميات المياه الواردة عبر الشبكة العامة في مشعر عرفات بلغت 160 ألف متر مكعب، ويبلغ عدد مجموعات دورات المياه في مشعر عرفات 1280 مجموعة تحتوي كل مجموعة منها على عشرين دورة مياه عشر مخصصة للرجال وعشر مخصصة للنساء, منها أكثر من 60 مجموعة جديدة يتم الاستفادة منها في موسم حج هذا العام. كما تم تركيب أربعة آلاف كرسي حمامات من النوع الإفرنجي في دورات المياه في مناطق المشاعر المقدسة لخدمة كبار السن من الحجاج.
كما شهد يوم عرفة استقرارا في الأوضاع التموينية والغذائية فقد تم توفير كميات كبيرة من المواد والسلع الغذائية لضيوف الرحمن، وأظهرت الجولات التي نفذتها الفرق الرقابية لوزارة التجارة والصناعة على المباسط والبرادات والسيارات الجائلة المحملة بالسلع الغذائية وجود فائض من المواد والسلع الغذائية وبأسعار ملائمة جدا. ووفقا لمصادر في وزارة التجارة والصناعة فإن الوزارة حرصت على تأمين احتياجات ضيوف بيت الله الحرام من جميع السلع الغذائية وتوفيرها في المشاعر المقدسة بأسعار مناسبة بما في ذلك السلع الأساسية ومنها الخبز حيث تم تأمين كميات إضافية منه من مخابز مكة المكرمة وجدة بلغت نحو مليوني رغيف، مشيرة إلى أن عدد البرادات المحملة بالسلع الغذائية الموجودة على صعيد عرفات كانت متوافقة مع المستهدف في خطة الوزارة لموسم حج هذا العام.
وأضاف المصدر أن فرق الوزارة الرقابية في مشعر مزدلفة تعمل على رقابة المواد الغذائية وضبط المواد غير الصالحة للاستهلاك ومصادرتها وإتلافها واتخاذ العقوبات المقررة ضد مرتكبيها.
ووزعت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة في مشعر عرفات أكثر من عشرة آلاف حقيبة طبية على حجاج بيت الله الحرام، تحتوي كل حقيبة على مطويات إرشادية تثقيفية وبعض الأدوية مثل الأدوية المخفضة للحرارة وأدوية العناية بالجلد.
ورصدت "الاقتصادية" جهود رجال الأمن والمرور وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة الذين انتشروا على جنبات الطرق المؤدية إلى عرفات من كل اتجاه لأداء الواجب الذي خص الله به هذه البلاد قيادة وشعبا.
وأقيم على صعيد عرفات عشرات المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية للقوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة الداخلية وجمعية الهلال الأحمر السعودي لتوفير الخدمات الصحية لكل محتاج لها.
كما انتشرت مراكز الاتصالات لتربط بين الحاج وأهله وذويه في مختلف أنحاء الأرض وأقيمت مراكز التموين للمواد الغذائية وبرادات المياه وما يحتاجه الحاج لمعاشه وساعدت وسائل المواصلات الحديثة والمريحة على نقل الحجاج وتأمين تنقلاتهم لأداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة، كما أن الخطة التشغيلية التي أعدتها النقابة العامة للسيارات التي وضعت بعناية وروعى فيها الدقة والحرص, فضلا عن دقة تنفيذ الخطة المرورية من قبل رجال الأمن كان لهما الأثر الكبير في نجاح عملية الوقوف في عرفات
وقد شهدت الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة من جميع المداخل كثافة مرورية أدت إلى ارتفاع مؤشرات الحركة المرورية.
وكانت الحالة الصحية لعموم الحجاج مطمئنة, حيث أكد الدكتور حمد المانع وزير الصحة، أنه لم تسجل أي حالة وبائية أو محجرية بين الحجاج. وأشار المانع إلى أن الوقوف في عرفة لم تسجل فيه أي حالات تساقط وجميع الحالات التي أدخلت إلى المستشفيات في عرفات هي حالات طبيعية وصعدت وزارة الصحة جميع الحجاج المنومين في مستشفيات المشاعر وكذلك حجاج المبنى المنهار المنومين في المشاعر, الذين وجه خادم الحرمين الشريفين بتحجيجهم على نفقة المملكة، وشاركت ثماني طائرات عمودية في مراقبة تحركات الحجاج عبر مراقبة جوية تنقل إلى مركز القيادة والسيطرة تحركات الحجاج.

الأكثر قراءة