إفريقية تعثر على والدها المسن .. والجوالة يوصلون آسيوية تائهة إلى مخيمها

إفريقية تعثر على والدها المسن .. والجوالة يوصلون آسيوية تائهة إلى مخيمها

استقبلت مراكز إرشاد التائهين في المشاعر المقدسة أعدادا كبيرة من التائهين تجاوزت 20 ألف حاج يسألون عن مواقع الحملات الخاصة بهم ويستدلون عن طريق مراكز الإرشاد بذويهم ومواقع حملاتهم عبر الخرائط الموجودة في المراكز.
وقال عمران محمد نور ولي مدير مركز إرشاد التائهين التابع لوزارة الحج، "إنه شرف لنا أن نعمل في خدمة حجاج بيت الله الحرام ونقف يدا بيد مع رجال الأمن وتوجيه الحجاج التائهين مع العاملين في المركز من قبل الوزارة يساندنا طلاب الجامعة وهم الجوالة ومهمتهم القيام بالجولات الميدانية تدعمهم الخرائط والإرشادات بعدة لغات مختلفة نظرا لاختلاف لغات الحجاج وجنسياتهم ولدينا خرائط وإرشادات باللغتين العربية والإنجليزية، ولغات شرق وجنوب آسيا وإفريقيا وعدة لغات أخرى مختلفة ويقومون بتوجيه الحجاج إلى مواقعهم الرئيسية ويساندهم في المركز مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية لديهم دورات للتعامل مع الحجيج وتدريبات على تطبيق الخرائط وطريقة التعامل مع الحجيج، إضافة إلى ممرضين لإسعاف بعض الحجيج الذين يأتون المركز وعليهم الإجهاد والتعب من البحث عن مواقع الحملات الخاصة بهم".
وأضاف عمران نور ولي أن عدد المراكز في منى 20 مركزا ويعمل فيها موظفون على ثلاث فترات وتختلف جنسيات التائهين حسب المواقع المخصصة لمكاتب إرشاد التائهين, حيث يكثر عدد التائهين من إندونيسيا بجوار مؤسسات الطوافة الخاصة بشرق آسيا، بينما يكثر عدد التائهين السعوديين بجوار مسجد الحيف والحجاج العرب أكثر التائهين في حدود المسجد, ويواجه المكتب صعوبات مع الحجاج كبار السن الذين يفقدون البطاقات الخاصة بحملاتهم ولا يستطيعون القراءة أو تحديد الموقع عبر الخرائط وأيضا الأطفال صغار السن الذين لا يستطيعون تقديم أي معلومات تساعد المركز على إرجاعهم إلى ذويهم.
وتتنوع أغلب الجنسيات العربية من دول مصر، الأردن، سورية، والمغرب ونقوم بعمل اللازم وتوصيلهم إلى مخيماتهم وذويهم في أسرع وقت نظرا للخبرة التي اكتسبها فريق العمل خلال مواسم الحج الماضية.
واطلعت "الاقتصادية" على بعض المواقف الإنسانية من خلال الجولة التي قامت بها في مراكز إرشاد التائهين وصادف الزيارة للمركز وجود رجل مسن من دولة إفريقية لا يكاد يستطيع الوقوف وضعيف النظر وفقد التصريح الخاص بالبعثة والبطاقة التي توضع في معصم اليد وقد وجده أفراد الجوالة في منطقة منى لا يدري أين يذهب وأخذوه إلى المركز وهناك تم تقديم المأكولات والمشروبات ووضع داخل إحدى الصالات ليستريح من الجهد والتعب الذي لحق به وقد ذهبت ابنته إلى جميع مراكز الإرشاد وقدمت صورة والدها في جميع المراكز, وخلال وجود "الاقتصادية" داخل المركز جاءت السيدة تسأل عن والدها وفي هذه الأثناء طلب منها موظف المركز مشاهدة الرجل المسن للتأكد منه وهناك انطلقت السيدة باتجاه والدها ولم تتمالك نفسها من البكاء بعد أن استدل عليه الجوالة في الساحات وهناك لم تجد ما تقدمه للرجال المخلصين غير الدعاء لهم ولحكومة المملكة على ما قدمته من الرعاية والاهتمام لحجاج بيت الله.
وأثناء الجولة في ساحات مشعر منى شاهدت "الاقتصادية" رجال الأمن وفي أيديهم امرأة مسنة من جنسية آسيوية يحافظون عليها من الازدحام وعند سؤالها أفادت أنها فقدت ذويها في إحدى الساحات وأخذت تبحث عنهم في كل اتجاه ولكن بدون جدوى وهناك اتجهت لرجل الأمن الذي قام بدوره بإيصالها إلى أحد مراكز الإرشاد وهناك تولى الجوالة إيصالها إلى المخيم في غضون نصف ساعة وقدم ذويها.

الأكثر قراءة