25 ألف حافلة لنقل الحجيج بعائدات تبلغ 700 مليون ريال
استحوذ قطاع نقل الحجيج داخل المشاعر المقدسة على أكثر من 25 ألف حافلة خلال أداء مناسكهم، والتي تبدأ من وصول الحاج إلى مكة، ويتخللها عادة زيارة المدينة المنورة، وتنتهي بالعودة إلى ديارهم بعد أداء المناسك.
وتبلغ عائدات هذا القطاع أكثر من 700 مليون ريال، وهي حصيلة نقل ما يقارب ثلاثة ملايين حاج من داخل وخارج السعودية، كان النصيب الأكبر منها لقطاع نقل حجاج الخارج، الذين تجاوز عددهم هذا العام مليون ونصف مليون حاج، تقلهم 15800 حافلة، بأسعار تذاكر إركاب راوحت بين 430 ريالا للتذكرة الكاملة، و180 ريالاً للتنقل في المشاعر المقدسة فقط، وتتبع تلك الحافلات لـ 14 شركة وطنية لنقل الحجاج، تحت مظلة النقابة العامة للسيارات، استطاعت ست شركات منها إضافة 572 حافلة جديدة خلال هذا الموسم بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 230 مليون ريال.
وخلا قطاع نقل حجاج الخارج من توطين الوظائف بعد عزوف السعوديين عن شغل أكثر من 18 ألف وظيفة موسمية، طرحتها شركات النقل عبر النقابة العامة للسيارات، للسائقين والفنين وما يتبع هذا القطاع من وظائف، وتوجهت الشركات إلى استقدام العمالة الوافدة من الخارج.
وواجه قطاع نقل حجاج الداخل صعوبات كبيرة، في عدم إيجاد وسائل النقل المتاحة في السعودية لنقل الحجاج، ما اضطر شركات ومؤسسات حجاج الداخل للقيام باستئجار أكثر من 3600 حافلة من خارج السعودية، لتلبية الطلب خلال الموسم، بقيمة عقود إيجار تجاوزت 100 مليون ريال، وكانت وزارة الحج قد شكلت لجنة مؤقتة لأعمال استئجار الحافلات، تضم في عضويتها عددا من أصحاب شركات ومؤسسات حجاج الداخل.
وكان العديد من أصحاب الحافلات والسيارات الكبيرة قد ملأوا شوارع العاصمة المقدسة والمشاعر، رغبة منهم في استغلال الموسم، للعمل على نقل الحجيج إلى مشعر عرفات، مقابل مبالغ مالية متفاوتة تخضع لرغبة السائق، إذ تفاوت السعر من 30 إلى 50 ريالاً، وقفز به البعض إلى 100 ريال. ويصل عائد دخل الحافلة الصغيرة التي تصل حمولتها إلى 15 راكبا بين تسعة و11 ألف ريال، فيما يصل عائد دخل الحافلات الكبيرة سعة 25 راكبا و45 راكبا بين 18 و25 ألف ريال,
وأوضح بدر القرشي رئيس اللجنة المؤقتة للإشراف على استئجار الحافلات أن عقود إيجار الحافلات التي جرى توقيعها حتى الآن بلغت نحو 4200 حافلة، بقيمة إجمالية قدرها مائة مليون ريال، تتولى أعمال نقل حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين خلال تنقلاتهم في المشاعر المقدسة لموسم حج هذا العام، لافتاً إلى أن 3600 حافلة تم استئجارها من خارج السعودية و600 حافلة من الداخل.
وأبان القرشي أن هنالك تنسيقا مشتركا مع المختصين في وزارة الحج، والنقابة العامة للسيارات، وغرفة مكة التجارية، التي تتولى تصديق وتوثيق عقود إيجار الحافلات، لتأمين المعلومات حول أحوال سوق نقل الحجاج وتوفير متطلبات العمل.
وأشار القرشي إلى أن تأسيس هذه اللجنة يعد تجربة يمكن الاستفادة منها في الأعوام المقبلة، وذلك لتذليل أعمال نقل الحجاج خلال مواسم الحج، وتخفيض أعداد الحافلات التي يتم استئجارها من الخارج عن طريق الاعتماد على حافلات المواطنين في عملية النقل.
وكانت اللجنة المشكلة قد أوصت بتخصيص ما نسبته 3 في المائة من أعداد الحافلات المستأجرة لكل مؤسسة، كخطوة أولى يتم تطبيقها خلال موسم حج هذا العام، إذ تتولى اللجنة الإشراف الكامل على أعمال نقل حجاج الداخل، وأضاف القرشي أن هنالك صعوبات تواجه مؤسسات حجاج الداخل فيما يتعلق بعملية استئجار الحافلات من داخل السعودية، نظراً لعدم توافر الاعتمادات البنكية، وعدم وجود مظلة إشرافية لسير أعمالها، إضافة إلى عدم توافر الأعداد الكافية من الحافلات داخل المملكة، على الرغم من أن تكلفة استئجار الحافلات من الخارج تكون بأضعاف قيمتها، فيما لو تم استئجارها من الداخل. ودعا القرشي أصحاب الحافلات الراغبين في تأجير حافلاتهم إلى سرعة التوجه إلى اللجنة وتسجيل بياناتهم للاستفادة منها هذا العام.
من جانبه أوضح اللواء متقاعد محمد زكريا جوهرجي الرئيس العام للنقابة العامة للسيارات، أنه ومن مبدأ حرص شركات نقل الحجاج على تحديث أساطيلها من الحافلات، وذلك استشعاراً منها بواجبها الديني والوطني لخدمة ضيوف الرحمن، قامت ست شركات من بين 14 شركة لنقل الحجاج بتعزيز أساطيلها خلال موسم حج هذا العام، إضافة إلى قيام النقابة العامة للسيارات باستكمال المرحلة الثانية من مشروع تحسين وتطوير مقر تشغيل الحافلات الناقلة لحجاج مؤسسة مطوفي تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا، إذ تمت الاستفادة الكاملة من المشروع في موسم حج هذا العام، بتكلفة إجمالية بلغت خمسة ملايين ونصفا، واستفاد أكثر من 2600 فرد من طرح وظائف موسمية من سائقين وموظفين وفنيين وعمال.
وبين الجوهرجي أن الغاية من الخطة التشغيلية للنقابة هي تحقيق النقل الآمن، من خلال الترحيل الميسر وسهولة التنقل بضيوف الرحمن أثناء وجودهم في الأراضي المقدسة، باستخدام الحافلات المجهزة بأحدث التقنيات.