مغربي حج على حساب المملكة قبل 30 عاما فرجع إليها مستثمرا أجنبيا
كثيرة هي المواقف الإنسانية التي تسطرها مناسك الحج، وكثيرة هي القصص التي تحبكها هذه الأيام المقدسة المعدودة، وعديدة هي روايات الصدف التي تنسجها حكمة الخالق خاصة في هذا الموسم بين ملايين البشر.
فمن بين هذه القصص قصة شاب مغربي قدم من بلاده إلى المملكة قبل نحو 30 عاما، لم يكن يدري ما يخبئ له القدر من مفاجآت وأقدار.
كان كما يقول صاحب الرواية قصة بداية حياة جديدة وزاوية حجر الانطلاقة التي غيرت مسيرة أيامه ولياليه كليا، من شاب يافع يبحث على الإثارة والخوض في عالم آخر، إلى تحقيق هذا الحلم بعد أن عاش أحداث تجربة لم تكن أبدا في الحسبان.
يقول المهاجر العربي محمد الزكريوي كما يحب أن يسميه الآخرون، "كنت في شبابي أعشق لعبة الكاراتيه، وأنا من المؤسسين لها في مدينة مراكش وبسبب هذه العلاقة الحميمية معها أحببت اليابان فأردت السفر إليها، وكانت تنقصني النقود".
ويكمل قائلا "بدأت في التفكير الجدي كيف انطلق إلى اليابان، إلا أن والدي رفض الفكرة تماما وأراد أن يزوجني، فحاولت أن أتهرب بأني أريد الذهاب لأداء مناسك الحج فسمح لي بذلك وهو سعيد ومن هنا بدأت القصة".
ويروي الزكريوي، راوياً ذلك بقوله " لما تأخرت رحلتي التي يفترض أن تقلني من باريس التي وصلت إليها من المغرب إلى جدة، اضطررت أن أنتظر رحلة باريس – بيروت - جدة والتي كان على متنها شخصية سعودية مهمة ولم أكن أعلم بذلك، وبالفعل وصلت إلى مطار جدة آنذاك، فقابلني أحد المسؤولين السعوديين الكبار ولم أعرفه، فقال لي: "لقد رأيتك من الشباب الخيّر وبصفتك آخر حاج وصل إلى المملكة واجب علينا الاحتفال بك, بأن تنزل ضيفا على وزارة الحج والأوقاف"، ففرحت جدا بهذه البشارة وحمدت الله على هذا الكرم السخي من أهل هذه البلاد الطاهرة، فاحتفظت بنقود الحج وبعدها انطلقت لليابان لأول مرة، وعلمت فيما بعد أن هذا المسؤول الكبير هو الأمير مساعد بن عبد الرحمن آل سعود وزير المالية والاقتصاد آنذاك, الذي كان على متن الطائرة التي أقلتنا من بيروت".
ويضيف "كنت أخطط للبقاء في اليابان أسبوعين فقط فبقيت فيها 30 عاما بعد أن من الله علي بالتجارة هناك ورزقني الله بفضله ثم بفضل حكومة المملكة وأصبحت أحد أشهر التجار العرب في اليابان".
ولم يجد الزكريوي شيئا يكافئ به حكومة المملكة أفضل وأحسن من أن يعود مجددا بعد 30 عاما من تلك الحادثة إلى مدينة جدة التي يصفها بمحطة انطلاقته الحقيقة للتجارة ليكون الآن مستثمرا أجنبيا في المملكة عرفانا وردا لجميل - كما يقول - لهذه الدولة المباركة.
وأوضح أن نشاطه التجاري في جدة هو تشغيل وإدارة المراكز التجارية والمنتجعات السياحية والمتاحف، وهو يتجه حاليا لإنشاء مشروع مركز تجاري ياباني في جدة كبديل في إحدى بنايات المراكز التجارية القائمة حاليا, كما أن هناك مشروعا لقرية يابانية في المملكة.