5 دقائق تنقل خبرين .. أحدهما محزن والآخر مفرح

5 دقائق تنقل خبرين .. أحدهما محزن والآخر مفرح

في مشهد حزين تجمعت أعداد غفيرة من أسر ضحايا حادث جسر الجمرات أمس الأول، وذلك أمام مبنى مجمع الطوارئ في المعيصم في منى لتسلم الجثث تمهيدا لدفنها فيما يقف آخرون يحدوهم الأمل في نجاة من فقدوه خلال لحظات التدافع.
وأمام المبنى الذي طوق بالأمن ارتفعت صيحات البكاء والنحيب من الأسر وأقارب الضحايا الذين احتشدوا لاستقبال الجثث تمهيداً لتشييعها ودفنها، حيث هرعوا جميعاً نحو المدخل الرئيس المخصص لدخول الجثث، وسط حالة من الحزن والكآبة التي غطت جنبات المبنى، وقامت أجهزة الأمن بتسهيل الإجراءات لتسلم الجثث.
ووقفت "الاقتصادية" على اللحظات الأولى التي بدأت فيها الجهات الأمنية المسؤولة عن الجثث إبلاغ ذويهم الذين ينتظرون خارج المبنى، وتلقى مواطن سعودي كان يحتضن ابنه بجوار البوابة الرئيسية للمبنى نبأ وفاة زوجته وبدأ الموقف يزداد حزنا وألما وخرج الابن المكلوم بوفاة أمه وأصيب بحالة هستيريا.
لكن الأمر كان مختلفا لعايض عبد الله23 عاما عندما ذرف الدموع فرحا بعد أن كان يبحث عن أمه التي فقدها وسط حادث التدافع وفشلت محاولاته في البحث عنها فجاء متيقنا أنها في عداد الموتى, وفي لحظات الانتظار المرير يرن جرس الهاتف الجوّال ليحدثه أحد موظفي مراكز التائهين وينقل له خبر نجاة أمه من الحادث وأنها في أتم صحة وحال. وهنا علت صرخات الفرح التي امتزجت بدموعه فتعانق هو ومن يرافقونه من جماعته وتركوا المكان الحزين لآخرين ينتظرون مصير ذويهم.
وفي قصة غريبة أذهلت الحضور رغم انشغالهم بمصير من جاءوا يبحثون عنه، فخلال خمس دقائق ليس أكثر، كان الوقت الفاصل بين النبأين الأول فقد أمه والأخير عادت إليه أمه بعد أن ظن أنها لن تعود إلى الحياة أبدا.
وكان أقارب وأصدقاء وباقي أسر ضحايا حادث جسر الجمرات قد انتشروا حول المبنى في انتظار وصول الأنباء وإعلان الأسماء، يكتنفهم الحزن العميق وفي حالة بكاء وذهول مستمرين ويرددون "إنا لله وإنا إليه راجعون" وسط تلقي العزاء من المسؤولين والعاملين في المبنى.
محمد إسلام باكستاني الجنسية، قال إنه فقد صديقه الذي كان يرافقه عندما بدأت لحظات التدافع في الجمرات ولم تفلح محاولات في البحث عنه في المستشفيات، وأتيت هنا للبحث عنه بين الموتى, ويصف غلام أسباب الحادث الذي كاد يودي بحياته "أن أحد العربات المخصصة للمعوقين تعثرت في طريق الحجاج وبدأ التساقط والتدافع، عندها تمكنت من الهرب والخروج من الزحام ونجوت ولله الحمد، لكنني فقدت صديقي ولا أعلم ماذا حدث بعد ذلك". ويضيف أحد أقارب الضحايا أن آخر اتصال كان بينه وبين من فقده في الحادث أشار فيه المفقود إلى أنه متوجه إلى رمى الجمار، وبعدها أغلق الهاتف وترددت أنباء الحادث ولم أعرف مصيره حتى اللحظة.

الأكثر قراءة