الدجاج .. التغير الخطير في الطعام المفضل!
يحتل الدجاج مكانة فريدة على قوائم الطعام في معظم بلاد العالم، حيث يقدم بأكثر من وصفة وأكثر من طريقة، ومن هنا يستمد الدجاج قيمته الاقتصادية كمصدر معتدل الثمن للبروتين الحيواني سهل التجهيز في المصانع وسهل الإعداد في المنزل.
بالرغم من كون الدجاج يمثل الطعام المفضل للكثير من الشعوب وجوده كعنصر أساسي في الكثير من الوجبات الجاهزة، إلا أنه كثيرا ما تحيط به مجموعة من التساؤلات حول طرق تربيته وتجهيزه في المصانع والمطاعم.
بدأ عالم الإنثروبولوجيا ستيف ستريفلر كتابه هذا الكتاب في أحد مصانع تجهيز الدواجن من واقع خبرته كأحد العاملين هناك. يسجل الكتاب الطريقة التي تربى بها الدواجن الآن في الولايات المتحدة والطريقة التي تستهلك بها.
اكتشف الكاتب الكثير من السلبيات في إنتاج هذا الطعام المفضل، لدرجة أن عملية إنتاجه تكاد تكون عارا على نظام تصنيع الطعام ككل. لا تقتصر هذه السلبيات على طرق تربيته فقط، وإنما تتجاوزها إلى مدى تمتع المصانع المنتجة له والعاملين فيها بالاشتراطات الصحية اللازمة وحتى طريقة إعداده في المطاعم والمنازل، حيث كثيرا ما تستخدم طرقا تقلل من القيمة الغذائية له وتزيد فيها نسبة الدهون والسعرات الحرارية عن النسبة التي تضمن طعاما صحيا.
المراحل التي يمر بها الدجاج منذ خروج الفراخ من البيض وحتى يصل إلى موائد الطعام تتضمن الكثير من الممارسات غير الصحية بكل المقاييس، من مزارع الدجاج إلى مصانع التجهيز وحتى يصل إلى المستهلك.
يتتبع الكتاب تطور صناعة إنتاج الدواجن منذ الحرب العالمية الثانية محللا تأثير التغييرات التي حلت عليها مثل نهاية عهد المزارع العائلية وتغير طريقة إعداد الدجاج وتحويله إلى قطع وفطائر وتغير قوة العمالة الصناعية في هذا المجال.
يصف الكاتب حياة العمال المهاجرين وإقامتهم في المدن الصغيرة التي نزلوا فيها، حيث إن معظم العاملين في مزارع ومصانع إنتاج الدجاج من المهاجرين المكسيكيين الذين هاجروا من بلدهم خصيصا للعمل في الولايات المتحدة في مجال إنتاج الدجاج ليتمتعوا بالأجور العالية نسبيا والتي لا يمكنهم توفيرها في بلدهم.
يقترح الكاتب تغييرات جذرية ولكنها عملية في الوقت نفسه، ويقترح خطة إنتاج أكثر التزاما بالمعايير الصحية ما يجعلها تضمن طعاما أفضل للمستهلك وأجورا عادلة للعمال والمزارعين.
يستهدف الكتاب في المقام الأول جمهور الدارسين من القراء، حيث إن أجزاء من الكتاب كانت قد قدمت في مؤتمر عن الدجاج أقامته جامعة ييل. إلا أن سرد ستريفلر سريع الإيقاع الغني بالتفاصيل الشخصية سيستمتع به القراء غير الأكاديميين.