التحذير من تونة معلبة تحتوي على مستويات خطرة من الزئبق
قالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إنها ستفتح باب التحقيق في إمكانية إذا ما كانت مئات الملايين من علب التونة التي تباع سنويا تحتوي على مستويات خطرة من مادة الزئبق السامة mercury.
فلقد قالت الهيئة الأمريكية في سياق إجابتها عن استفسارات صحيفة "تشيكاجو تربيون" إنها ستعيد النظر في احتواء معلبات "التونة الخفيفة" على مستويات عالية من الزئبق في بلد يعد فيه لحم سمكة التونة المعلبة أحد أفضل المنتجات البحرية مبيعا في أمريكا.
وكشفت الأرقام الصادرة عن الصحيفة الأمريكية أن صناعة التونة الأمريكية تستهلك من فصائل سمك التونة ذات المستويات الرفيعة من الزئبق، ما يصل إلى 15 في المائة من إجمالي الـ 1.2 مليار من التونة الخفيفة المعلبة التي تباع سنويا. وتحظر التونة الخفيفة المعلبة في العادة من سمكة "الطفّّار" وهي سمكة صغيرة تحتوي على مستويات أقل من مادة الزئبق بخلاف شقيقاتها من أبناء عمومتها كسمكة "البكورة" أو سمكة "يلوفن" ذات الزعانف الصفراء التي تعد أكثر عرضة للإصابة بالمعادن السامة المقبلة من المخلفات النفطية على سطح البحر أو تلوث المياه. إلا أن معظم الملصقات على هذه المعلبات لا تكشف عن نوع سمكة التونة مما يضع المستهلك في حيرة من أمره عند عملية الاختيار أو معرفة المستويات المنخفضة أو المتوسطة أو العالية لمادة الزئبق وفقا لفصيلة السمكة.
وفي مقابلة مع ديفد أتشيسون رئيس القسم الطبي بهيئة الغذاء والدواء الأمريكية قال إن الهيئة لم تكن على دراية أن علب التونة الخفيفة يتم تحضيرها بفصائل من الأسماك تحتوي على كميات عالية من مادة الزئبق.
وأضاف: "سننظر إلى هذه المسألة بالتأكيد عبر مكتبنا الإقليمي وتحديد إذا ما كان هذا الأمر يتطلب متابعة أخرى" ولم يفصح عما إذا كانت الهيئة تنوي إجراء اختبارات إضافية على التونة المعلبة.
من جهته صرح المدير التنفيذي في مؤسسة التونة الأمريكية التي يقف وراءها كبريات شركات التونة الأمريكية مثل ستاركيست وبومبل بي، ديفيد بورني أن التونة المعلبة الخفيفة لا تشكل خطورة صحية وأن مستويات الزئبق تعد أقل من النطاق الأقصى المفيد من قبل الحكومة. وفي مقابل ذلك تدعو الجماعات البيئية وحماية المستهلك قطاع صناعة التونة بالتوقف عن استخدام سمكة "اليلوفن" بعلب التونة الخفيفة.
تقول ليندي جرير، وهي إخصائية في علم السموم في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية: إنه تصرف لا يمكن التساهل أو التعاون معه.
ويمكن أن يتعرض الأطفال الذين يصابون بمستويات خطيرة من الزئبق إلى صعوبات حادة في التعلم بينما يتعرض البالغون إلى الإصابة بالصداع والإعياء وفقدان الحس في الأيدي والأرجل.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن نحو 180 مليون من التونة الخفيفة المعلبة تعد وتجهز بسمكة "اليلوفن" سنويا.
ووفقا للسجلات الفيدرالية فلقد عارضت صناعة التونة الأمريكية في السنوات الماضية، بسبب خوفها من الدعاوى القضائية وحدوث انخفاض في المبيعات، الجهود الحكومية لتحذير المستهلكين بشأن مادة الزئبق بالتونة ويرجع السبب وراء خشية صناعة التونة من هذه التحذيرات نظرا لاستحواذ التونة المعلبة الخفيفة على 65 في المائة من إجمالي مبيعات التونة في أمريكا.