مساع سعودية لتوطين تقنية المكافحة للحد من أضرار المبيدات

مساع سعودية لتوطين تقنية المكافحة للحد من أضرار المبيدات

تعد المكافحة الحيوية للآفات الزراعية إحدى الطرق الزراعية الحديثة والأكثر انتشارا في العالم، وتعرف حسب مفهوم المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية OILB أنها استخدام الكائنات الحية أو منتجاتها لمنع أو تخفيف الخسائر أو الأضرار الناتجة عن الكائنات الضارة بالنباتات، ويمكن عمل ذلك بعدة طرق أهمها، استخدام المستخلصات النباتية أو ما يعبر عنها بالمبيدات الحيوية، استخدام الحشرات المعقمة، واستخدام الفيرومونات والمصائد، ويستخدم حاليا مصطلح المكافحة الحيوية المتكاملة للتعبير عن استخدام جميع الطرق السابقة بدون تأثير سلبي في الإنسان والبيئة.

الهدف من استخدام المكافحة الحيوية

لاستخدام المكافحة الحيوية العديد من الإيجابيات التي تبرر التوجه العالمي نحو استخدامها، منها تفادي إحداث خلل في التوازن الطبيعي للكائنات الحية، عدم ظهور سلالات من الآفات الزراعية مقاومة لتأثير المبيدات الكيميائية، عدم حدوث خلل في التوازن الطبيعي للآفات الزراعية وتحويل آفات ثانوية إلى آفات رئيسية، تفادي الأضرار الثانوية على خصوبة التربة وإنتاجية النباتات، وتلافي الأضرار الصحية على الإنسان من بقايا المبيدات الكيمائية في المحاصيل الزراعية.

الوضع الحالي للمكافحة الحيوية عالميا

تستخدم المكافحة الحيوية على نظام تجاري عالمي، حيث أسهمت هذه التقنية في القضاء على العديد من الآفات الزراعية الرئيسية في بعض دول العالم مثل دودة القطن في أمريكا، والذبابة القطنية البيضاء في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك آفات البيوت المحمية في هولندا.
وقد ترتفع تكاليفها في البداية حيث يتطلب الأمر إنشاء بعض التجهيزات الأساسية مثل وحدات الإكثار وغيرها، ولكن مع مرور الوقت تنخفض التكاليف، وتصبح غير مكلفة مقارنة بالمكافحة الكيمائية، أما بالنسبة لاستخدام المبيدات الحيوية وتشمل الكائنات الحية الدقيقة والمستخلصات النباتية فإنها ترش على النباتات بنفس طريقة المكافحة الكيماوية.

أعداء المكافحة الحيوية

تختلف الأعداء الحيوية للآفات من مكان إلى آخر في العالم حسب الظروف البيئية السائدة، لذلك يتطلب الأمر إجراء الدراسات والأبحاث محليا لتطوير الأعداء الحيوية المحلية وإكثارها وهذا يتم للحقول المفتوحة، أما بالنسبة للبيوت المحمية فإن الأعداء الحيوية للآفات الزراعية متماثلة، نظرا لتماثل الظروف البيئية داخل هذه البيوت في أي مكان في العالم حسب النبات المزروع، لذلك يمكن استيراد الأعداء الحيوية من الخارج واستخدامها.

المكافحة الحيوية في المملكة:

يعد استخدام تقنيات المكافحة الحيوية للآفات الزراعية في المملكة في بداياته، حيث قامت بعض شركات القطاع الخاص الزراعية، مثل مجموعة الرشيد للبيوت المحمية بإدخال هذه التقنية، وتعميمها على جميع مشاريعها، حيث تم استيراد الأعداء الحيوية من شركات عالمية رائدة في هذه التقنية، وواكبت وزارة الزراعة في المملكة هذا الاهتمام العالمي بهذه التقنيات، وأنشأت في 2004 مختبرا للمكافحة الحيوية للقيام بالأعمال البحثية اللازمة لتأسيس وتوطين تقنية المكافحة الحيوية في المملكة للمساهمة في حماية الإنسان والبيئة من الأضرار التي تنتج عن الإسراف في استخدام المبيدات الكيماوية، وبدأت الوزارة بالتعاون مع مجموعة الرشيد للبيوت المحمية في مجال الأبحاث باستخدام بعض المبيدات الحيوية والأعداء الطبيعية على الآفات الزراعية في البيوت المحمية.

الأكثر قراءة