علاج لتخثر الدم من حليب الماعز
تدرس الوكالة الأوروبية هذا الأسبوع الترخيص بانتاج دواء جديد من نوعه يعتبر فتحا في عالم الطب.
وذكر موقع BBC على الإنترنت أن الدواء الجديد يسمى أرتين، ويتم إنتاجه باستخلاص نوع من البروتين من حليب ماعز يتم التدخل في هندستها الوراثية.
ويوجد القطيع الذي يتألف من 57 عنزة ويتم استخلاص الدواء من حليبها في مزرعة تابعة لشركة ج تي سي لأبحاث العلاج الحيوي في ولاية ماساشوستس الأمريكية.
ولا يبدو على الماعز أي تغيير عن مثيلاتها، ولكن العلماء يعرفون تماما أنها تختلف عن أي ماعز أخرى في العالم.
عملية اقتصادية مجزية
قام العلماء بأبحاث استمرت عشر سنوات، واستطاعوا من خلالها حقن مادة الدي إن إيه أو بصمة الإنسان الوراثية في بويضات ماعز أثناء تخصيبها معمليا، وكانت النتيجة مذهلة.
وتمكن العلماء بهذه الطريقة من حصر إنتاج المورث المسؤول عن تخثر الدم في حليب تلك العنزات.
ويقول جفري كوكس العالم البريطاني الذي يعمل في شركة جي تي سي إن إنتاج دواء أرتين من الماعز عملية اقتصادية مجزية، فمن عنزة واحدة فقط يمكن استخلاص كمية البروتين نفسها الموجودة في دم تبرع به 90 ألف شخص.
وفي الأحوال العادية يتم إعطاء مريض تخثر الدم دواءً يسمى وورفارين، ولكن هذا العلاج يكون قاصرا إذا ما أجرى المريض جراحة، أو كان امرأة في حالة وضع.
غير أن دواء أرتين الجديد سهل الإنتاج ورخيص التكلفة ومضمون الفعالية، وهذا ما يبعث السرور في نفوس العلماء والأطباء.
آثار جانبية
والعامل السلبي الوحيد بالنسبة للدواء الجديد هو المخاوف التي تحيط بعملية استخلاصه من الحيوان، مما قد يؤدي إلى انتقال الفيروسات أو الأمراض إلى البشر.
ولكن هذا لم يثبت مطلقا نظرا لأن الدواء يعتمد على بروتين معين فقط في حليب الماعز، وبالتالي تنتفي مخاطر انتقال المرض للإنسان من الحيوان.
واستخلاص الأدوية من الحيوانات التي جرت هندستها وراثيا فكرة ليست بالجديدة، فقد بدأ العلماء تجاربهم حولها قبل أكثر من عقدين من الزمان.
ولكن ثمار هذه التجارب بدأت تظهر في الأشهر الأخيرة فقط.
ويوجد أيضا قطيع يتكون من 1500 عنزة أنتجتها شركة جي تي سي يُنتظر أن تستخدم في إنتاج علاج مضاد للأورام.
كما أنتجت شركة فارمنغ الهولندية أبقارا معدلة وراثيا لإنتاج بروتين يوجد في حليب الأم ويقوم بمقاومة الميكروبات.
كما ترعى شركة فارمنغ أيضا أبحاثا تتعلق باستخلاص دواء من حليب الأرانب لمعالجة إصابة أجزاء مختلفة في الجسم بالتورم.