الإثنين, 5 مايو 2025 | 7 ذو القَعْدةِ 1446


"جنة الأطفال منازلهم".. عبارة تكتب في بطاقات الأعراس وتحد من حضور الضيوف

جنة الأطفال منازلهم عبارة تكتب في بطاقات الأعراس، لكن أغلب الناس يعتقدون أنها عبارة وضعت لتزيين البطاقة، وأنها غير قابلة للتنفيذ، ولذا تجد الأطفال في حفلات الأعراس يصطدمون بك أينما تحركت رغم أنك تتوقع أنهم يجب أن يكونوا مع أسرهم في هذا التوقيت، ولأنهم أطفال لا يفقهون شيئا فإنهم يعتقدون أن أهلهم أتوا بهم لمكان للهو، فما يشاهد في كثير من حفلات الزواج من لعب وقفز على المسرح وتدمير لباقات الورد، وتدافع الأطفال حين دخول العروس مما قد يسبب لها الضرر وهي في كامل حليتها وفرحها.
بعض الأماكن لا تتحمل وجود الأطفال فيها وخاصة الصغار منهم، ذلك لأنها لا تعتبر المكان المفضل لهم، وكثير من الفتيات والشباب يفضلون كتابة هذه العبارة "جنة الأطفال منازلهم"، دون رؤية لأبعادها وحسابها جيدا، وتفهم لغير ما يقصد بها.
اقتربت آخر أيام العزوبية لعبد الله الشهراني وبادر للاستعداد لزواجه من تجهيزات أولية من حجز لصالة أفراح وشراء الولائم، إلى جانب التهيؤ النفسي لقفص الزوجية.
دعا الأقارب والأصدقاء عبر طباعة عدد ليس بالقليل من الكروت، وذلك قبل شهر من موعد زواجه، أخذ يستشير زوجته في كل صغيرة وكبيرة، وأخذت تملي عليه عبارات لابد من كتابتها في الكروت الخاصة بالدعوة، فعل كل ما أرادته دون أي استفسار، وذلك لاختلاف عادات الزواج لدى قبيلته وكذلك قبيلتها، وحسب الجذور والعادات والتقاليد، وإن كانت جميعا تشترك في بعض العموميات فإن التفاصيل تختلف جذريا وتتنوع حسب كل قبيلة ومدى قربها أو بعدها عن العمران والمدينة، الأحلام وحدها لا تكفي والأماني لا تبني عشا ولا تقيم الجدران، هذه هي القاعدة التي يدرك معناها الأسوياء وهم كثير.
يقول عبد الله "جاء اليوم الموعود وأنا منذ عصر ذلك اليوم في قاعة الاحتفال مع الأهل وبعض أقاربي أنتظر توافد الأصدقاء، إضافة إلى أقارب الزوجة، ظللت ارتقب لعدة ساعات، لكن دون علم أو خبر، وظللت أفسر عن سبب تأخرهم الغريب، لكن لم أجد ما يرضي ضميري".
قاربت الساعة التاسعة ولا يوجد في القاعة سوى العشرات فقط، بدأت حينها بالاتصال والسؤال عن عدم مجيئهم، لكن لا مجيب، إلى أن أتى ابن عمي وهو يهمس في أذني بقوله "أعتقد أن سبب عدم قدومهم، ما هو مكتوب في كروت الدعوة"، التفت إليه وسألته عما هو مكتوب ولا أعلم به، فأجاب "بما ذيلته في آخر الكرت بأن جنة الأطفال منازلهم، قلت له وما بها؟ فرد علي "لمنعك أطفالهم من المجيء، وتعلم أن الكثير من الأقارب يستطيعون ترك أطفالهم وحدهم، إلى جانب اعتبارها نقصا في شهامتك وكرمك". ويتابع "فكرت فيها كثيرا، وتذكرت أن زوجتي هي من أملت علي هذه العبارة دون تفحص لمعناها ذلك اليوم، قمت بإرسال العديد من الرسائل فيها اعتذاري لكل من لم يأت، وأكملت ليلة فرحي وسط أقرب الأقربين، وأهل زوجتي".

الأكثر قراءة