التنوع الإنتاجي يبقي مجموعة BOC في مقدمة الشركات الأوروبية

التنوع الإنتاجي يبقي مجموعة BOC في مقدمة الشركات الأوروبية

تحظى مجموعة BOC Group البريطانية لإسالة وتعبئة الغازات الصناعية بتاريخ عريق حيث يعود تاريخ تأسيس المصنع إلى مائة عام, إضافة إلى هذا فإن المجموعة تتمتع بثقل ووزن لا بين باقي الشركات العاملة في هذا القطاع فقط، بل أيضا في إطار مقارنة إجمالي الأداء الاقتصادي المحلي في بريطانيا. وتستحوذ هذه المجموعة (ومقرها مدينة ويندلزهام البريطانية) على حصة من السوق تبلغ قيمتها نحو 7 مليارات جنيه إسترليني (10 مليارات يورو) لتصبح من بين أكبر 50 شركة من الشركات المساهمة في مؤشر معدلات الصناعات البريطانية داخل البورصة الإنجليزية.
وشهدت المجموعة تقدماً كبيرا في عصر توني أيزاك الذي تولى رئاسة مجلس إدارة الشركة منذ عام 2000، لتصبح الشركة ثاني أكبر مجموعة في هذا القطاع الصناعي في أوروبا بعد شركة (ريفالين أير ليكويد Rivalen Air Liquide) الفرنسية. وتشغّل مجموعة BOC حالياً ما يزيد على 46 ألف موظّف في نحو 50 دولة. ورفعت المجموعة من حجم مبيعاتها العالمي في غضون 4 أعوام من 3.6 مليار إلى 4.6 مليار جنيه إسترليني في العام التجاري 2004. وتنتج وتوزّع هذه الشركة المتخصصة غازات صناعية مثل: الأوكسجين، والنيتروجين، والأرجون إضافة إلى مواد أخرى تستخدم في صناعات الحديد و الصلب و الفولاذ والألمنيوم، وكذلك مواد لتبريد المواد الغذائية، ومعادلة المواد الضارة لتصبح قابلة للاستخدام.
وبالنظر إلى هذا التنوّع الإنتاجي الكبير، تُدير المجموعة قائمة طويلة من الزبائن، والمستهلكين. وتُقدّر BOC عدد زبائنها بنحو مليوني حول العالم. وتترد شائعات كثيرة منذ عامين حول خطط اندماج مع الشركة الألمانية المنافسة ليندي لكن أيزاك نفى هذه الأخبار مع الإشارة إلى أن المجموعة تفضل النمو الداخلي لها بدلا من اللجوء إلى أساليب أخرى للنمو في إشارة إلى مشروع الاندماج. وتبدو هذه الثقة ترتكز على حقيقة أن مجموعة BOC بوك تمتلك ملفات مكتظة بطلبات الاستهلاك ولا يزال هناك نمو واضح في حجم الطلب من جانب شركات تصنيع الغازات بصورة ثابتة، وبالأخص من قبل مجموعات شركات تصنيع النفط، وشركات صهر الحديد، وشركات إنتاج صفائح الفولاذ حسبما ورد عن إيزاك.
وتتسم العلاقات ما بين مجموعتي بوك، وليندي بقَدِمِها، وعمقها، وحتى على المستوى التجاري، فإن كلتا الشركتين تتعاون ضمن علاقات تزويد وطيدة. وتزوّد شركة ليندي شركة بوك ببعض الآلات والموجودات بصورة أساسية. ويتعلّق الأمر بما يُسمى بـ "وحدات فصل الهواء"، التي تنتجها مجموعة ( فيزبادن) الألمانية في مرافقها الإنشائية من القطاع. حيث لا يملك البريطانيون هذا النوع من المهارات الاختصاصية، لأنهم يُكرسون أنفسهم لإنتاج المواد الغازية.
وأعلنت شركة BOC منذ فترة وجيزة عن توقيع عقد تزويد مع شركة صهر الحديد ( كوروس، Corus ) ومجموعة شركات إنتاج النفط البريطانية BP. وصرّح إيزاك أخيراً أن حدة الطلب التي شهدتها المجموعة خلال الأشهر الأخيرة الماضية وحدها قادرة على تحقيق حجم مبيعات إضافي للمجموعة يُقدّر بـ 140 مليون جنيه إسترليني سنوياً.
وينوي توني أيزاك مدير المجموعة الاحتفاظ بالسياسة الإستراتيجية التجارية التي تتبعها المجموعة في السنوات المقبلة، حسب بعض التفاصيل التي وردت عن المجموعة. وهو ينأى عن الظهور التجاري لدى المقاطعات المالية اللندنية. ويفضل أن ينفذ هذه المهمة بدلا عنه مديره المالي ألان فيرجسون الذي كان يعمل لسنوات في شركة الاستشارات والدراسات الاقتصادية KPMG قبل أن يتولي في أيلول (سبتمبر) عام 2005 منصبه كمدير للشؤون المالية في مجموعة بوك.
ويمتدح شركاء المجموعة، والموظفون اتخاذ إيزاك دوماً قراراته بحرص وثبات لدى مواجهته مواقف صعبة. وتتمسك المجموعة منذ بداية عام 2005 ببرنامج توفيري شامل، بهدف تحسين كفاءة المجموعة، وتخفيض التكاليف الثابتة بنسبة 5 ملايين جنيه إسترليني على الأقل سنوياً، وتتجنب المجموعة اتخاذ خطوات صارمة أو عنيفة فيما يخص شؤون الموظفين، والعمال وفق برنامج الترشيد الوظيفي الحاد الذي تتبعه المجموعة من المفترض ألا يتم إلغاء سوى نحو 150 وظيفة فقط من إجمالي خمسة آلاف وظيفة توفرها المجموعة.

الأكثر قراءة