للأم دور كبير في تخفيض نسبة وفيات المواليد
أكد الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي أن معدل وفيات الأطفال يعد من أهم المؤشرات على مدى تطور الأمم ورقيها، جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها المزروع في خميسية الوفاء التي تعقد في منزل رجل الأعمال أحمد باجنيد.
وعرض المزروع إحصائيات تبين أن 4 ملايين طفل في العالم يموتون خلال الـ 28 يوما الأولى من حياتهم 99 في المائة منهم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل كما توضح هذه الإحصائيات أن هذه الوفيات تحدث نتيجة أمراض يمكن تفاديها.
وذكر المزروع خلال محاضرته العوامل المؤثرة في وفيات الأطفال التي كان من أهمها:
1- جنس المولود حيث أكدت الدراسات أن الوفيات بين المواليد الذكور تزيد على الإناث لعوامل وراثية.
2- مكان الإقامة: حيث عرض مقارنة بين الوفيات في الحضر والريف وبينت هذه المقارنات زيادة ملحوظة في معدل وفيات الأطفال في الريف وأرجع ذلك إلى تدني مستوى تعليم الأم في الريف معتبرا هذا السبب من أهم الأسباب يأتي بعده تتابع الحمل ثم عدم توافر خدمات صحية متقدمة ثم قلة التغذية المتوازنة في الريف.
3- سن الأم: فنسبة وفيات الأطفال تزيد عند الأمهات البالغات أقل من 20 سنة وعند الأمهات فوق 40 سنة، وغالبها ناتج عن تغيرات فسيولوجية.
4- أسباب اجتماعية واقتصادية.
5- تباعد الولادات: حيث تكون الوفيات أعلى فيمن بينهم أقل من عامين وتقل فيمن بينهم عامان فأكثر، ويعود ذلك لتنافس المواليد على جسم الأم، وقلة وقت الرضاعة وقلة وزن المولود نتيجة الحمل المتتابع.
وحول سبب ازدياد نسبة وفيات الأطفال عند الأمهات الأميات أوضح المزروع أن ذلك يعود لقلة العناية بصحة الطفل وتقديم التحصينات اللازمة إضافة إلى قلة التطعيمات.
وقدم المزروع في نهاية محاضرته بعض الإستراتيجيات المقترحة للتعامل مع هذه المشكلة كان من أهمها:
1- تغيير السلوكيات وذلك بالاعتناء الدائم بالبيئة المحيطة بالأم والطفل.
2- تحسين ناتج الولادات من خلال الولادات التي تتم داخل المرافق الصحية.
3- متابعة الموت الفجائي.
4- متابعة الأطفال ذوي المخاطر الطبية.
وفي سؤال للاقتصادية حول دور تغذية الأم في وفيات الأطفال الرضع أكد المزروع أهمية التغذية السليمة للأم حيث إن لسوء تغذية الأم وخصوصا في أثناء فترة الحمل دورا كبيرا في ضعف الطفل وتعرضه للأمراض، وحول السلوك الغذائي في المملكة أكد المزروع أن هذا السلوك تطور للأفضل في بعض الجوانب وخاصة في تنويع الغذاء، لكنه تراجع في أمور أخرى إلى الأسوأ وذلك من خلال الاستهلاك الكبير للوجبات السريعة التي ثبت أن الإكثار منها يشكل خطرا واضحا على الصحة.
وحول الأمراض الوراثية وإمكانية معالجة الرضيع منها قال المزروع أن هناك أمراضا وراثية يمكن معالجتها قبل ولادة الطفل ولكن لا يزال هذا الأمر في مراحله الأولى، كما أن بعضها قابل للعلاج بعد الولادة، وأوضح إن هناك جهودا حثيثة من قبل وزارة الصحة في القضاء على الأمراض الوراثية من أهمها الفحص الطبي قبل الزواج.