الجمعة, 2 مايو 2025 | 4 ذو القَعْدةِ 1446


لماذا جمعية منتجي الدواجن؟

<a href="mailto:Kalfuhaid@hotmail.com">Kalfuhaid@hotmail.com</a>

بدأت صناعة الدواجن في المملكة بطرق بدائية وشبه اكتفاء ذاتي لكل أسرة من بيض ولحوم الدواجن واتسمت هذه المرحلة بالبساطة مرتبطةً ببساطة المستوى المعيشي في تلك الفترة وعدم التعقيد حيث كان الهدف هو تأمين مخرجات مباشرة للمائدة دون حساب معايير الربحية، وفي الستينيات الميلادية بدأت هذه الصناعة بشكل منظم، فيما انتشرت مشاريع الدواجن في السبعينيات بعد تبني الحكومة السياسات التي ساعدت على انتشارها وتفاوتت أحجام تلك المشروعات، وبالتالي زادت حدة المنافسة. وأثر هذا التفاوت في القدرة الإنتاجية أو التسويقية بسبب ما ينشأ عن ذلك من تفاوت في وفورات السعة التي قد تتحقق في المشروعات الكبيرة مما قد ينعكس أثره في انخفاض تكاليف إنتاجها وبالتالي أسعار البيع وزيادة حجم هذه المشروعات يجعلها تعمل على زيادة الإنتاج لتحقق سعر التعادل للوحدة المنتجة Break even price مما ينجم عنه تفاوت أسعار ومستوى الجودة والنوعية لصالحها، إضافة إلى الفوارق في الكوادر الإدارية المؤهلة في الإنتاج والتسويق، وتوفر مصادر التمويل والقدرة على إنتاج منتجات متميزة تجعلها في وضع تنافسي أفضل سواء مع المنتج المحلي أو المستورد، في حين أن المشروعات الصغيرة تحاول مقاومة التنافس المحلي والمستورد "ومرة تصيب ومرة تخيب". وبالتالي تكون هذه المشروعات عرضة للتغيير السلبي بالإغلاق أو خفض الطاقة الإنتاجية للأصول الاستثمارية مما يؤدي إلى ارتفاع متوسط التكاليف الثابتة للوحدة المنتجة وعدم الوصول لسعر التعادل. وللاستفادة من مبدأ تزايد العائد للسعة لابد من وجود السبل التي تساعد على الاندماج والتكتل بين المشروعات الصغيرة وخاصة في مجال إنتاج دجاج اللحم للمساهمة في مواجهة المشكلات المختلفة التي قد تواجه هذه المشروعات وجعلها في وضع تنافسي أفضل، وخلال هذه الفترة تغير نمط الاستهلاك تمشيا مع التغيرات الاقتصادية التي حدثت للمجتمع السعودي اعتبارا من فترة ما يسمى فترة الطفرة (منتصف السبعينيات الميلادية) نتيجة لتحسن مستوى المعيشة للمواطنين وارتفاع مستويات دخولهم وزاد معه الطلب على لحوم الدواجن، وتغير ذوق المستهلك وصاحب ذلك تغير في الأنماط الإنتاجية وزادت وتشابكت حلقات العملية الإنتاجية التي كانت تتطلب زيادة من التعاون بين المنتسبين إلى هذا النشاط إلا أن هذا المفهوم بدأ يقل، وأضحت مؤشرات العمل التعاوني في المجال الزراعي بصفة عامة تكاد تكون منخفضة وهذا يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف الداعي إلى التعاون في الأعمال الإيجابية التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وصور العمل التعاوني في المجال الزراعي هي الجمعيات التعاونية ومن هنا تبرز أهمية جمعية منتجي الدواجن والتي تزداد الحاجة إليها كمظلة للمنتجين في مجال إنتاج الدواجن وتكون ناطقة باسمهم في القضايا التجارية والتي من أهمها الإغراق خصوصا بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية إضافة إلى دورها في الشراء الموحد لمدخلات الإنتاج ومن أهمها الأعلاف، إلا أنه في الوقت نفسه يتطلب من هذه الجمعية تطوير قدراتها وزرع الثقة لدى هؤلاء المنتجين ومحاولة تطبيق أهدافها التي رسمتها.

الأكثر قراءة