78 % من المعلمات يطالبن بإلغاء دفتر التحضير اليومي

 78 % من المعلمات يطالبن بإلغاء دفتر التحضير اليومي

شرعت بعض مكاتب خدمات الطالب وبعض المواقع على الشبكة العنكبوتية، في طرح خدمة تحضير الدروس المدرسية الجاهزة لجميع المناهج والمراحل التعليمية، التي تلقى رواجاً كبيراً بين المعلمات بشكل خاص.
وأصبح من المألوف في هذه الأيام أن نشاهد على واجهات تلك المكاتب لوحات ملونة تعلن عن وجود تحاضير لجميع الدروس بل وصلت إعلاناتهم إلى الصحف المحلية لتعرض على طالب التحضير خدمة التوصيل إلى المنزل، فهل أصبح دفتر التحضير كالوجبات السريعة ؟.
وحول هذا الموضوع أوضح ماجد وهو أحد أصحاب مكاتب خدمات الطالب التي تقدم هذا النوع من الخدمات, أن الفكرة بدأت لما لمسناه من خلال احتكاكنا بشريحة كبيرة من المعلمين حيث وجدنا أن المعلم والمعلمة بعد مرور خمس سنوات على العمل في التدريس يصابان بالملل من تكرار التحضير الذي يصبح مجرد روتين إضافة إلى متطلبات الحياة والضغوط التي يتعرضان لها وخاصة المعلمات اللاتي يعملن في مناطق بعيدة عن مقر سكنهن ويضطررن إلى السفر كل يوم فلا تصل المعلمة إلى منزلها إلا في آخر النهار وتكون في هذه الحالة منهكة لذا لا يتوفر لديها الوقت لكي تقوم بالتحضير.
أما عن الإقبال فأشار إلى أن بداية التجربة كانت قبل عام وبعد أن لاقت الفكرة استحسان شريحة كبيرة من المعلمين والمعلمات دفعنا ذلك إلى تطوير عملنا وتقديم خدمات أفضل, ونوه بأنه تلقى طلبات من معلمين في إحدى دول الخليج المجاورة لإعداد تحضير بحسب مناهجهم وهذا دليل على أن الفكرة تلائم جميع المعلمين.
وبالنسبة إلى الأسعار ذكر ماجد أن الأسعار تتفاوت بحسب المادة فهناك مادة يقوم بإعدادها مدرسون متميزون لذا تكون أسعارها أغلى, وتراوح أسعار التحضير عادة بين 25 و100 ريال للمنهج الواحد.
وفي مسح أجرته "المرأة العاملة " شمل مائة معلمة من مدارس أهلية وحكومية تراوح فترات خبرتهن بين السنة الواحدة والعشرين عاماً، وبسؤالهن عن أهمية دفتر التحضير أجابت 78 في المائة بأن دفتر التحضير ليس له أهمية مقارنة بـ22 في المائة ممن أكدن أهمية دفتر التحضير لترتيب أفكار المعلمة رغم اعتراضهن على شكله الحالي وعبرن عن رغبتهن بأن يقتصر دفتر التحضير على النقاط المهمة في الدرس فقط.
وأوضحت فاطمة الحمدان معلمة لغة إنجليزية أن دفتر التحضير لا يشكل أهمية للمعلمة بل هو عبء يومي إضافي لما يتعين على المعلمة إعداده من الوسائل التعليمية الأخرى، فأحيانا نتيجة لضغط العمل تضطر المعلمة إلى تحضير أكثر من خمسة مناهج في الفصل الواحد ولكم أن تتخيلوا العبء الذي يقع عليها في هذه الحالة إضافة إلى الأعباء المنزلية.
أما مها إبراهيم معلمة تربية فنية فتقول إن التحضير لا يشكل أهمية خصوصاً لمادتها التي تعتمد بشكل أساسي على الجانب العملي أكثر من النظري, وبينت أنه بعد خبرة أربع سنوات في مجال التدريس أعد التحضير أحيانا بعد الانتهاء من الدرس فهو مجرد روتين شكلي لا يمثل أهمية لي أثناء شرح الدرس كما كان الحال عليه في بدايات حيث كنت أعتمد على التحضير بشكل كبير لترتيب أفكاري.
بينما اقترحت نوف الشمري معلمة اجتماعيات أن يقتصر دفتر التحضير على توزيع المنهج ورؤوس أقلام تشمل النقاط الأساسية عن الدرس لاختصار الوقت والجهد الذي يهدر بلا طائل أو أن يتم وضع تحضير موحد من قبل المشرفات التربويات ويوزع على المعلمات.
كما أوضحت مها " أن هناك ازدواجية في طرق التحضير فلا توجد طريقة ثابتة للتحضير, فكل مشرفة تعطي تعليمات تختلف عن الأخرى حول أسلوب وطريقة التحضير مما يجعل المعلمة تشعر بالارتباك وكذلك إدارة المدرسة قد لا توافق على الطريقة التي وضعتها المشرفة التربوية وفي هذه الحالة لا تعرف المعلمة ترضى من الإدارة أم المشرفة التربوية"
وفي سؤال آخر طرح على العينة التي شملها المسح عن استخدام التحضير الجاهز من مواقع على الشبكة العنكبوتية أو مكاتب خدمات الطالب أجابت 28 في المائة من المعلمات بأنهن يستخدمن هذا النوع من التحضير مقارنة بـ 72 في المائة لم يستخدمن التحضير الجاهز حتى الآن إلا أن بعضهن أبدين رغبتهن في استخدامها في السنوات المقبلة.
وذكرت المعلمة نوال العبد الله أنها كانت تحصل على تحضير الدروس الجاهز من مكتب خدمات الطالب من إحدى المدن المجاورة لذا كان يصلها عن طريق البريد السريع، أما الآن بعد توفر التحضير في خدمات الطالب في المدينة التي أسكن فيها سهل علي الحصول على التحضير الذي أرغب به على أقراص ليزر وكل ما علي هو طباعتها، أما عن سبب استخدامها لهذا النوع من التحضير فتقول "إن التحضير الجاهز يوفر علي الوقت والجهد الذي كنت أقضيه في كتابة التحضير في كل فصل وحقيقة لا أعتمد على محتوى التحضير عند شرحي للدرس، فتفاعل الطالبات عند إلقاء الدرس يولد أفكارا جديدة لم أتطرق إليها في التحضير".
ومن جانبها ذكرت سلطانة الدهامي معلمة تدبير منزلي أنها لم تستعن بالتحاضير الجاهزة ليس لعدم موافقتها على الطريقة التي تستخدم في التحضير بل لان مادتها لا تتوفر لها تحضير جاهز في مكاتب خدمات الطالب أو على الشبكة العنكبوتية وتقول في كل فصل أنقل من تحضير العام السابق وأشعر أن هذه العملية مملة لا تعود علينا بالفائدة بل هي مجرد تضييع للوقت, فبما أني درست المنهج أكثر من مرة لماذا اضطر إلى إعادة كتابة التحضير مرة أخرى.
وحول رأي مديرات المدارس عن هذه الظاهرة ذكرت حصة الحديثي مديرة مدارس الجزيرة الأهلية " أن دفتر التحضير مهم لإثبات عطاء المعلمة, صحيح أنه لا يعكس العطاء بشكل دقيق إلا أنه في النهاية إثبات للمعلمة بأنها أعطت الدرس كما أنه يساعد المعلمة على ترتيب أفكارها، وبينت أن الشكل الحالي للتحضير أفضل من الطريقة التي كانت تتبع سابقاً"
وأضافت الحديثي "من واقع تجربتي وجدت أن المعلمة التي تهتم بدفتر التحضير تكون غالباً من المعلمات المتميزات".
أما عن التحاضير الجاهزة فعلقت الحديثي بقولها " أؤيد أن تطلع عليها المعلمة للاستفادة ولكن أنا ضد أن تعتمد عليها بشكل كلي"
وتتفق نعيمة الجويسم مشرفة لغة عربية مع الحديثي بأن دفتر التحضير شهادة إثبات للمعلمة بأنها أعطت الدرس فيما لو تمت مساءلتها في هذا الجانب.
وتقول الجويسم " أتفق مع المعلمات أن دفتر التحضير عبء وخصوصا بعد أن ألزمت المعلمة بعمل نشاط يتعلق بالمادة التي تُدرسها والذي يحتاج إلى بذل جهد ووقت لإعداده بالصورة الصحيحة, فأنا أشجع معلماتي على القيام بالتحضير الجماعي ليستفدن من خبرات بعضهن البعض ووجدت أن هذه الطريقة مجدية حسنت من أداء المعلمة"
إلا أنها أكدت ضرورة وجود دفتر التحضير وأشارت إلى أنها تشجع معلماتها على الاطلاع على ما يقدم في الشبكة العنكبوتية للاستفادة منه فقد يحوي أفكارا جديدة لم تخطر على بال المعلمة"
أما حول التضارب الذي يحدث في الآراء بين المشرفة التربوية وإدارة المدرسة فيما يتعلق بأسلوب التحضير فنوهت الجويسم بأن "المعلمات يحضرن دورات تدريبية يطلعن فيها على طرق جديدة للتحضير أو قد يتفقن مع المشرفة على طريقة تحضير مختصرة حسب ما تراه المشرفة وحسب معرفتها بالمعلمة وخبرتها، إلا أن المعلمة مع الأسف تصطدم بالمديرة التي غالباً ما تصر على إتباع الطرق التقليدية في التحضير وهذا ما يجعل المعلمة تشعر بالارتباك".
أما بدرية الصويان مشرفة تربوية لمادة الاجتماعيات فتقول "إن التخطيط للعمل كما هو معمول به في دفتر التحضير يساعد المعلمة على تجنب الوقوع في الأخطاء"
وأضافت " لا بأس في أن تستعين المعلمة بما هو موجود في "الإنترنت" لكن يجب ألا تعتمد عليه اعتمادا كليا فمن خلال ما اطلعت عليه من تلك التحضير على "الإنترنت" وجدت أنها لا تتبع الطريقة السليمة في التحضير".
وفي النهاية الكلمة الأخيرة متروكة للمسؤولين للنظر في هذه المسألة حول جدوى دفتر التحضير بشكله الحالي، فلا مديرة المدرسة ولا المشرفة التربوية تملكان القرار للفصل في هذا الأمر.

الأكثر قراءة