خطر الفيروسات الوهمية

لقد سئمنا من كثرة الرسائل الإلكترونية التي تصلنا بشكل يومي عن وعود بالربح السريع أو طلب معونة ما يسمى بالمعوزين (المجهولين) أو الرسائل المتسلسلة أو رسائل التحذير من الفيروسات (الوهمية) التي ستدمر أجهزتنا القادمة من كل حدب وصوب، بل أحيانا من أقرب الأصدقاء ونخبة المثقفين الذين يظنون أنهم يسدون لنا النفع وينقذوننا من الأخطار المحدقة، أو أنهم استجابوا وبشكل تلقائي من الطلب في ذيل الرسالة التي وصلتهم بتمرير الرسالة إلى كل معارفهم.
ومن هنا ظهر ما يسمى بالـ Virus Hoax هوكس أو الفيروس الوهمي، ومن يكتب رسائل الفيروسات الوهمية استغلوا الهلع المتزايد من الفيروسات في نشر تحذيرات وهمية خادعة لأغراض مختلفة تعتمد على إرسال تحذيرات كاذبة عن فيروس خطير أضراره مرعبة تحث المستخدم على تمرير هذه الرسائل لأصدقائه وأحيانا القيام بعمل ما على جهازه قد يتسبب هذا العمل في إعاقة الجهاز.
فقد تأتيك رسالة - غالباً باللغة الإنجليزية - تحذرك من أنه إذا تلقيت أي رسالة إلكترونية موضوعها "موضوع معين" فلا تقم بفتحها أو تنزيلها لأن ذلك سيدمر القرص الصلب لديك، وقم بإرسال هذه الرسالة التحذيرية لأصدقائك من أجل مساعدتهم. وفي أغلب الأحيان يتم إرفاق ترجمة باللغة المحلية للرسالة قام بترجمتها فاعل خير وقع في فخ الخدعة. بل إن بعضها قد يعطيك وصفة للنجاة من دمار الفيروس هي من يفتك بالجهاز، أو بإرفاق ملف لتقوم بتنزيله ليكون مضادا للفيروس المزعوم، إلا أن المضاد قد يكون في الواقع هو فيروس حقيقي أو مفتاح لأبواب الجهاز الخلفية.
وقد يتساءل البعض عن كيفية التعرف على الرسالة التحذيرية الخادعة من الصحيحة، فمن خلال الاطلاع على الكثير من هذه الرسائل، فإنها عادةً ما تحتوي على سمات مشتركة. إذ علينا أن نتمعن في أي رسالة تحذيرية نتلقاها ونفتش عن العبارات اللافتة للنظر فيها، مثل كلمات كلها بالحروف الكبيرة باللغة الإنجليزية، أو وجود عدد من إشارات التعجب، أو وجود ما يحث على تمرير هذه الرسالة إلى الأصدقاء والزملاء. ومن العبارات المستخدمة بكثرة في هذه الرسائل التحذيرية "قم بتمرير هذه الرسالة لجميع أصدقائك"، أو تم إعلان هذا الأمر في "سي إن إن"، بل إن بعضها وبشكل يبعث على الضحك مذيل بعبارة "هذا ليس بتحذير وهمي" .. وهكذا.
لا أستبعد على الإطلاق خوف البعض من أن هذا الرسالة التحذيرية ذات مصداقية. ففي مثل هذه الحالة نقوم على الفور بتحديث ملف الفيروسات من قبل الشركة المنتجة، بالإضافة إلى الدخول على مواقع شركات الفيروسات والنظر في مصداقية هذا الفيروس.
إن أسوأ ممارسة على الإنترنت هو تمرير الرسائل والتحذيرات الواردة إلينا من دون التأكد من مصداقية مصدر الرسالة أو صحة محتواها. ولقد أرشدنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى عدم فعل ذلك بقوله: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي