الخميس, 13 مارِس 2025 | 13 رَمَضان 1446


كبش الفداء المحللون

انتهت أزمة آذار (مارس) ومع بداية شهر نيسان (أبريل)، وعودة اللون الأخضر للمؤشر وعودة الحياة في سوق الأسهم السعودي نسينا الحدث والمسببات وتم إسدال الستار على الأزمة التي مر بها السوق. وأصبح المستثمر ينتظر تحسن سعر السهم حتى يستعيد خسارته وكله ترقب للسعر وأمل ربما في تحقيق الربح. ولم تعد أحجام التداول بنفس أحجام ما قبل الأزمة بل لا تزال بأحجام أقل ربما بسبب الترقب وربما لأسباب أخرى. ولا نزال نترقب تفسيرا لما حدث وهل يمكن أن تعود مشكلة السيولة للسوق وبالتالي ينجرف السوق للأسفل، على الرغم من أن مستوى المؤشر وأسعار الشركات أقل من أعلى نقطة وصل إليها السوق وحول الحدود المقبولة في نظر البعض من المستثمرين وليس المضاربين. ولا يزال الانتظار ربما طويلا أو قصيرا، وذلك حسب نتائج الشركات وأدائها خلال الربع الأول من عام 2006 والذي يبدو من خلاله أن الأداء سيكون أعلى من المتوقع وأن مسلسل نمو الأرباح نتيجة للتوسع في الطاقة الإنتاجية خلال عام 2005 سيبدأ يجنى ثماره لمن توسع. كما أن الفرصة أصبحت أكثر من واضحة وخاصة للشركات التي تسعى إلى إحداث تغير 180 درجة في أدائها واتجاهها من خلال الاندماج وشراء شركات ناجحة أو استحواذها لتحسين وضع سهمها السوقي ومع قلة الأخبار والقدرة على الرؤية وفي ظل ظروف صعبة تتصاعد أصوات نشاز تطالب بكبش الفداء المحللين الماليين وتحملهم وزر وتبعات الغير، وكأنهم مَن حرك السوق بتوصياتهم وبغض النظر عنها. للأسف هذا الاتجاه بقتل الرأي الآخر وبقتل آراء فئة حاولت أن تعطي تفسيرا للسوق وحركته وربما النصح للمستثمرين غريب على مجتمعنا المتبع لديننا الحنيف. اعتاد البعض على التطبيل والدعوة لسبب أو بدون سبب وبحقيقة أو دونها لمجرد الوجود وسط الحدث وجذب الأنظار من خلال تنصيب نفسه قاضيا وحكما وهو لا ينتمي ولا يعرف ما تعنيه توجهاته. وبدلا من معرفة وتقصي الحقائق يصبح التوجه مهاجمة من خدم المستثمر. العلوم الاجتماعية لا يمكن أن تكون علوما طبيعية ودقيقة Exact Sciences. المصيبة أن حمل القلم والعلم شرف انتسب إليه البعض دون حق ويتحمل المحللون تبعات ذلك بعيدا عن السبب الحقيقي.

الأكثر قراءة