ندوة الجوف تثير التساؤل: هل شجعت قروض المزارعين على تدمير الجمعيات التعاونية؟

الجوف محطة جديدة لجهود التوعية بأهداف الجمعيات التعاونية، وحشد القوى لتفعليها، حيث عقد اللقاء التوعوي الخامس للجمعيات التعاونية الزراعية والسمكية الذي أقيم في مقر الغرفة التجارية الصناعية في سكاكا، برعاية أحمد بن عبد الله آل الشيخ وكيل إمارة منطقة الجوف وعدد من مندوبي الوزارات والأجهزة ذات العلاقة.
فيما شهد اللقاء، حضور عدد كبير من مزارعي منطقة الجوف وقدمت الجهات الحكومية والأهلية المشاركة أوراق عمل عن دورها في عمل الجمعيات التعاونية، تميزت بالتقليدية والسرد التاريخي.
وأشعل أحمد السماري رئيس اللجنة الوطنية الفرعية ورئيس الجمعيات التعاونية شرارة النقاش عندما حمل وزارة الزراعة مسؤولية تعثر دور الجمعيات التعاونية خلال الفترات الماضية "بل كانت تنافس الجمعيات من خلال تقديم القروض الميسرة للمزارعين والتسهيلات التي يقدمها البنك الزراعي لهم. ، وهو ما دفع كثيرين إلى الخروج من الندوة بتساؤل هو: هل فعلا شجعت القروض التي تمنحها الدولة للمزارعين على هجر الجمعيات والعمل بمعزل عنها؟
وعرج السماري على الأدوار الاقتصادية والاجتماعية للعمل التعاوني ، مشيرا إلى مفهوم التنمية الحقيقي وهو النمو الاقتصادي المجرد موضحا سلبيات هذا النمو والإيجابيات الناتجة عن الأدوار الاقتصادية والاجتماعية للعمل التعاوني ومخرجات التنمية ، كما قدم بعض المشاريع التسويقية المقترحة للمنطقة.

وتواصل مسلسل الأوراق من خلال ورقة مندوب وزارة الشؤون الاجتماعية عن أنظمة ولوائح الجمعيات وهو النظام الموحد لها بدون استثناء والذي يختص بإنشائها بدءاً من الشؤون الإدارية والمالية وما يتبعه من تنظيمات التأسيس. كما تطرق إلى نشأة الجمعيات التعاونية في المملكة منذ عام 1382هـ حيث كانت أولى هذه الجمعيات في القريات حتى وصل عددها الحالي إلى 156 جمعية تعاونية تختص 24 منها بمجال الزراعة.
من جانبه، قدم البنك الزراعي ورقة عمل تبين دوره في إنشاء ودعم الجمعيات من قروض وتسهيلات حيث أوضح مندوب البنك أنه يتم تقديم تسهيلات للجمعيات التعاونية بما فيها قروض إنمائية وتمويليه بنسبة تصل إلى 100 في المائة، مشيرا إلى أن إجمالي مبالغ القروض تجاوز 100 مليون ريال في طبرجل في منطقة الجوف فقط، لافتا إلى قرار مجلس الوزراء الذي ينص على دعم الجمعيات التعاونية في التسويق الزراعي وتخصيص الأراضي لها بأجور رمزية.
من جهته، تطرق رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية متعددة الأغراض في الجوف إلى دور الجمعيات التعاونية في التنمية وقدرتها على قيادة أنشطة تنموية هادفة مستدلا بمشروعات جمعية الجوف وتجربتها في مشروع الدواجن ونجاحها في هذا المشروع وذلك منذ تأسيسها في العام 1982هـ، وإسهامها في مجال الاستثمار، مؤكدا أن ذلك نتاج العمل الجماعي.
وقدمت وزارة الزراعة ورقة عمل تحدثت عن تطور الإنتاج الزراعي في بعض محاصيل الفاكهة في منطقة الجوف ومنها زيت الزيتون حيث أشار إلى أن إنتاج المملكة 29610 أطنان وتغطي منطقة الجوف 46 في المائة من هذا الإنتاج. وتم من خلال الورقة استعراض أهداف الجمعيات التعاونية التسويقية والتي منها رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمزارعين .
وفي مداخلة لوكيل الإمارة أحمد آل الشيخ عن دورة مجلس إدارة الجمعيات وتحديد ثلاث سنوات له، أكد أن الفترة تعتبر قليلة ولا تعطي الفرصة للمجلس لمواصلة المشروعات التي تم طرحها، في حين أشار مندوب الزراعة إلى أن الجمعية العمومية في إمكانها التمديد للمجلس.