علم الاقتصاد الجزئي: السلوك والمؤسسات والتطور!
يعود الكتاب بالقراء إلى موضوع ثروة وفقر الناس والدول؛ وعمل المؤسسات في الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية؛ والتطور المتشارك للتفضيلات الفردية وهياكل الأسواق والشركات والمؤسسات الأخرى. كانت هذه الموضوعات تعد محور الاهتمامات التقليدية لعلماء الاقتصاد.
يقدم هذا الكتاب مقدمة جديدة لنظرية الاقتصاد الجزئي الحديثة، حيث استعان الكاتب بمجموعة من التطورات الحديثة في مجالات متعددة مثل نظرية اللعبة والتجارب السلوكية ونموذج العمليات الديناميكية.
استخدم الكاتب كل هذه النظريات في تطوير نظرية تشرح كيف تشكل المؤسسات الاقتصادية السلوك الفردي وكيفية تطور المؤسسات بفضل الإجراءات الفردية والتغير التكنولوجي والأحداث التي تقع صدفة.
من الموضوعات التي يتناولها الكتاب الابتكار المؤسسي والمرجعيات الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية غير المتعلقة بالسوق ورأس المال الاجتماعي والبطالة المتوازنة والقوة الاقتصادية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالاقتصاد الجزئي.
يبدأ كل فصل من فصول الكتاب بلغز تجريبي أو حادثة تاريخية تشرحها النماذج التالية لها، ويحتوي الكتاب في نهايته على مجموعة من المشكلات ليحلها القراء المهتمين بتحسين مهاراتهم الحسابية.
تطور نموذج التنافس التقليدي الكلاسيكي الجديد للسلوك الاقتصادي في الخمسين عاما الماضية وأصبح يركز على التفاعلات بين الجماعات الصغيرة (نظرية اللعبة)، وعلى النماذج الموسعة لدوافع البشرية التي تعتمد جزئيا على التطور البشري، وكذلك على قواعد المعلومات المتنوعة للمشاركين.
يعد الكتاب مدخلا جيدا لدراسة الاقتصاد الجزئي، كما أنه ينتقل بهذا المجال إلى ما هو أكثر من النماذج التقليدية للأسعار والأسواق تجاه توصيف أكثر دقة وتخطيطا للسلوك البشري الاجتماعي.
يركز الكتاب منذ الصفحات الأولي على أن نظرية الاقتصاد الجزئي في الأساس تعد محاولة لفهم المؤسسات الاقتصادية من أجل الوصول إلى اقتراحات وأساليب لتحسين وتطوير العالم من حولنا. ومن هنا يدعو الكتاب إلى القيام بحركة تصحيح لمسار علم الاقتصاد وإعادته إلى الجذور السياسية الاقتصادية الأولى له.
يستعرض الكتاب كيف يمكن إيجاد صيغة ثورية لعلم الاقتصاد الجزئي تجيب عن التساؤلات المهمة التي غالبا ما يتم طرحها عند مناقشة موضوع النمو الاقتصادي والمؤسسات. يختتم الكتاب باجتياز التحدي الخاص بتصحيح القواعد مقدما تقييما للأسواق والدول والمجتمعات كهياكل للحوكمة قد تكون متناقضة إلا أنها أحيانا تكون متناسقة مع بعضها.