لسنا بحاجة إلى قول أستاذ إدارة أعمال من هارفارد بل إلى رسالة مفتوحة مثل رسالة الزامل إلى "ساما"

لسنا بحاجة إلى قول أستاذ إدارة أعمال من هارفارد بل إلى رسالة مفتوحة مثل رسالة الزامل إلى "ساما"

قرأت في جريدة الاقتصادية بتاريخ 1/4/1427هـ العدد 4583 مقالين من زميلين لهما مكانة أخوية كبيرة في نفسي، الأول الدكتور عبد العزيز العريعر والآخر الدكتور عبد الرحمن الزامل. فالأول الدكتور عبد العزيز يحاول أن يلوم المستثمرين جميعهم صغارهم وكبارهم على أنهم لا يعرفون متى يشترون بسعر رخيص ويبيعون بسعر عال. والدليل على ذلك قول أستاذ إدارة أعمال من هارفارد . والدليل الذي ساقه الزميل الغالي يعرفه أي مواطن عادي ولا داعي لذكر الأستاذ الذي لا يعرف اسمه.
كما ذكر أنه ليس هناك داع لذهاب الطلاب للجامعة ليتعلموا هذا الأمر، في الوقت نفسه كرر القول بأن الجامعة "كلية إدارة الأعمال" تعلم متى يكون السعر رخيصا ومتى يكون مرتفعا، أي أن هناك عوامل علمية وراء نزول السعر وارتفاعه وهذا مهم للذهاب إلى الجامعة ودراسة هذه العوامل خلافا لما أكد عليه بعدم الذهاب إلى الجامعة.
يقول المثل الشعبي التجريبي الذي عرف بالتجربة "إنْ ما طاعك السوق طعه" أي أن المستثمر يشتري بسعر السوق على أمل أن يرتفع. وقد لا يكون هذا متمشيا مع التحليلات العلمية التي انتقدها صديقي وزميلي الدكتور عبد العزيز، لأنها لا تتماشى مع ما قاله الأستاذ هارفارد البروفسور غير المعروف. وأرجو أنه لا يعني ما يقول حول ظهور عقلية القطيع التي نتجت من الخوف والهلع. والمثل الشعبي الذي نعرفه قبل أستاذ هارفارد ويقول " اشتر برخص وبع بغلاء".
ذهب الدكتور العريعر إلى إعطاء البنوك مبررا بأنها تشجع الإقراض بأسعار فائدة متدنية نسبيا لأنها مدعومة بارتفاع أسعار النفط وارتفاع الإنفاق الحكومي لميزانية توسعية وسياسة نقدية مرنة وداعمة للتوسع في الإقراض. لكن الزميل والصديق الدكتور عبد الرحمن الزامل يقول عكس ذلك كالآتي "إن البنوك تتحمل المسؤولية مع الجميع ولا يمكن قبول أن تخرج البنوك رابحة والكل خسران، فالبنوك حققت أرباحا عام 2005م تعدت 30 مليارا منها نحو 13 مليارا من رسوم التداول في البنوك حسب تقرير المحلل الاقتصادي للبنك الأهلي، عدا الفوائد التي حققتها البنوك من قروض المواطنين في سوق الأسهم التي تجاوزت عدة مليارات ريال، ومع ذلك تستمر البنوك في تصفية محافظ المساهمين دون أي اعتبار للوضع الاقتصادي والمالي للسوق ومخالفة لكل تعليمات الملك وأوامره بعدم تصفية أي محافظ .... التي كان لها الأثر الكبير في عودة تصحيحية للسوق، إذا أخي الدكتور عبد العزيز انهيار السوق ليس سببه الشراء أو البيع بالعالي قد يكون له دور نسبي ولكن لا يتسبب في انهيار السوق بالكامل لأنك تؤيد قوة السوق ومتانته، بل السبب يتعلق بقروض البنوك وفوائدها وسحبها من المستثمرين، في الوقت الذي يحتاج فيه المستثمر الصغير إلى المساعدة، وهذه هو السبب الرئيسي في انهيار السوق والعامل المساعد على ظهور عدم الثقة التي أعادها إلى السوق خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، في قراراته الأخيرة، وسبق أن ذكرت في مقال لي سابق في جريدة "الاقتصادية" الغراء بأن هذه البنوك مثل "مصاص الدم" ولا رقيب ولا حسيب على ذلك، وأشرت لو أنها تتبرع بـ 1 أو 2 في المائة من أرباحها التي تعد بالمليارات لمراكز البحوث العلمية وصندوق تنمية الموارد البشرية بدلا من تسلطها على المستثمرين الصغار وهذه رسالة أخرى مؤيدة لما ذكره الدكتور عبد الرحمن الزامل ونهيب بمؤسسة النقد بأن تولي اهتماما لدراسة هذا الأمر المتعلق بمساهمة البنوك في التنمية الشاملة لهذا الوطن ومواطنيه الذي يودعون أموالهم دون مقابل في هذه البنوك رغم استثمار البنوك لها في مصارف وبنوك أخرى.

الأكثر قراءة