للمقابس المقلدة دور كبير في حدوث الحرائق
أقامت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض محاضرة بعنوان: "أخطار التمديدات الكهربائية المنزلية" ألقاها المهندس: باسم سلامة المتخصص في الاختبارات الكهربائية وعضو في عدد من اللجان الأمنية الكهربائية في عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وبين المحاضر إن مسؤولية الأمان الكهربائي لا تقع على عاتق المستهلك وحده، إنما يشترك معه كل من له علاقة بتأسيس المنزل من الجهات المتخصصة والمهندسين والمشرفين والمقاولين الذين يقومون بعمليات البناء.
وأوضح السلامة في محاضرته الخريطة العامة للتمديدات الكهربائية في أي منزل حيث بين أن التمديدات الكهربائية المنزلية تبدأ من عداد الكهرباء يليها بعد ذلك قاطع عمومي يحمي هذه الشبكة ثم كابل التغذية الذي يغذي المنشأة بالكهرباء يليه لوحة عمومية تتفرع منها أسلاك بحيث تتوزع إلى المفاتيح والأفياش الكهربائية ومنها إلى الأجهزة الكهربائية كأجهزة الإنارة عن طريق المفاتيح أو أي أجهزه أخرى تتوزع عن المقابس أو الافياش الكهربائية.
وأوضح سلامة أن اللوحة العمومية هي العمود الفقري لكل دائرة كهربائية في المنشأة وهي تحتوى بشكل رئيسي على القاطع ومن ثم يتوزع منه قواطع فرعية عبر قضبان نحاسية تمرر التيار الكهربائي وهذه القضبان النحاسية تكون معزولة فيما بينها بواسطة عوازل مصنوعة من مواد بلاستيكية خاصة.
من أين تبدأ المخاطر؟
أكد المهندس سلامة أن العوازل البلاستيكية أهم عنصر في اللوحة الكهربائية من حيث خطر حدوث الحريق فيها فهذه العوازل الكهربائية يجب أن تحقق الشرط الكهربائي الأساسي لعدم تميعها من التيار الكهربائي ولكن الأهم أن تكون لها خاصية حرارية بحيث تقاوم انتشار الحريق وان لا تحترق بسهولة.
وأكد المهندس باسم أن الكهرباء طاقه خطرة بحيث إذا لامسها الإنسان بشكل مباشر سوف تؤثر عليه وهذا التأثير يعتمد على الكثير من العوامل منها: شكل التيار وقوته وطبيعته "متردد أو مستمر" ومسار مرور التيار في جسم الإنسان –فمثلا- يعتبر القلب أخطر موقع يتعرض للصعق الكهربائي.
وأضاف أن المقاومة الكهربائية لجسم الإنسان تختلف من شخص لآخر فالرجل ليس مثل المرأة، وكذلك الكبير ليس مثل الصغير.
وقال المهندس باسم سلامة "اذا كان هناك مرور للتيار الكهربائي عبر جسم الإنسان قيمته 0.5 ميلي أمبير فإنه لا يؤثر على الإنسان ولكن إذا كانت الزيادة إلى 5 ميلي أمبير فإن هذا التيار يمكن أن يحدث تشنجات وألما بسيطا في الأصابع، وإذا زاد من 5 إلى 10 فمن الممكن أن تكون هناك خطورة لحصول ما يسمى "بالتيار الماسك" الذي لا يمكن للإنسان أن يحرر نفسه بسهولة في حالة تعرضه له، أما إذا وصلت القيمة إلى 30 ميلي أمبير فهي قيمة خطرة على حياة الإنسان لأنها تؤدي إلى تشنجات وصعوبة في التنفس وارتفاع ضغط الدم ويكون هناك صعوبة في تحرير الجسم، أما إذا ارتفعت القيمة إلى 50 ملي أمبير فسوف تؤدي إلى عدم انتظام القلب وبالتالي الوفاة لا قدر الله.
وذكر المهندس باسم سلامة أن إحصائية الدفاع المدني لعام 1426هـ في المملكة أشارت إلى أن 30 في المائة من الحرائق سببها الالتماس الكهربائي.
وأوضح أن المخاطر الكهربائية نابعة من أسباب متعددة وقسمها إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى :
مرحلة التصميم: حيث يجب على المواطن أن لا يبخل على بيته عند بنائه بأن يكون مطابقا لتصميم هندسي متخصص، وهذا التصميم يجب أن يكون حاصلا على ختم من البلدية، وأن يصدر من مكتب هندسي معتمد بحيث يحقق شروط السلامة الكهربائية في المنزل، كذلك لابد من اختيار الأماكن المناسبة لوضع اللوحات الكهربائية، فيجب أن توضع اللوحة الكهربائية في مكان مناسب يسهل الوصول إليه في حالة حدوث أي مشكلة كهربائية، كذلك يجب أن يكون عدد المقابس ( الأفياش ) مناسبا حتى لا يضطر صاحب المنزل إلى استخدام الوصلات والأفياش المتعددة للتمديدات.
ونبه سلامة إلى ضرورة وضع جهاز (مانعة الصواعق) عند تصميم المباني وخاصة في المناطق التي تتعرض لصواعق بشكل مستمر.
المرحلة الثانية :
مرحلة التنفيذ: حيث بين المهندس باسم أن من أهم الأخطار في هذه المرحلة استخدام أنواع رديئة من روابط الأسلاك التي لا تتحمل درجات الحرارة العالية، ووضع عدد كبير من الأسلاك داخل المواسير التي تحملها في الحائط، إضافة إلى عدم إبعاد التمديدات الكهربائية عن مصادر المياه في المنزل حيث إن تعرض الكهرباء للماء يسبب خطرا كبيرا. ومن المخاطر كذلك تمديد أسلاك التلفزيون والهاتف مع أسلاك الكهرباء في نفس الماسورة.
المرحلة الثالثة :
مرحلة الاستخدام: وبين المهندس باسم أن من الأخطاء الشائعة في هذه المرحلة توصيل عدة أجهزة في مقبس واحد عند تشغيل أكثر من جهاز، واستخدام أجهزة كهربائية ومقابس " أفياش " مغشوشة ومقلدة رديئة الصنع، إضافة إلى عدم وضع وسائل حماية للأفياش لمنع عبث الأطفال بها، وكذلك تمديد الأسلاك تحت السجاد مما يعرضها للاهتراء، ووضع الأسلاك في الأفياش بدون رأس للسلك الكهربائي.