كيف تتعامل ألمانيا مع النفايات النووية؟

كيف تتعامل ألمانيا مع النفايات النووية؟

تنتج ألمانيا سنويا كمية تصل إلى 24 ألف متر مكعب من النفايات النووية المشعة وهو حجم يكاد يغطي مساحة ملعب رياضي بالكامل بارتفاع ثلاثة أمتار.
وفي هذا الإطار تبرز الحاجة إلى وضع حد لهذه النفايات النووية في ألمانيا في أقرب وقت ممكن وتخزينها في أماكن آمنة. لكن أين؟ لا أحد يدري ، فالائتلاف الحاكم الموسع مازال عديم الحيلة في هذه القضية. ربما تكون الصخور الملحية في منطقة جور ليبين المكان الأنسب حتى الآن لكن الحزب الديمقراطي الاجتماعي مازال يعارض هذا التوجه بشدة ويرى ضرورة البحث عن أماكن أخرى بديلة توفر السلامة للجميع.
ومنذ عام 1979 والبحث جاري لاستطلاع منطقة جور ليبين ودراسة صلاحيتها لهذا الغرض وعدم ظهور أي آثار ضارة جانبية.
وأشارت الدراسة إلى ضرورة تخزين النفايات النووية بعمق يصل إلى 840 مترا تحت سطح الأرض وأن تظل محاطة بالملح حتى تنتهي آثارها الإشعاعية في فترة قدرت بمليون سنة. لكن بعض العلماء يرون أن الأراضي الملحية غير مناسبة لدفن النفايات النووية نظرا لذوبان الملح في الماء وانحلاله وما ينتج عن ذلك من أضرار.لكن علماء آخرين يرون ذلك ممكنا من باب الأخذ بأقل الأضرار مع التأكيد علي مواصلة الأبحاث والتقصي لحين إيجاد المكان المناسب والذي تجمع عليه الآراء.
وحدد الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2000 في هذه القضية - حدد منطقة جور ليبين باعتبارها أكثر الأراضي صلاحية لهذا الغرض لكن الحزب الديمقراطي الاجتماعي و حزب الخضر وأنصار البيئة يطالبون بدراسة الوضع بتأن من أجل الوصول إلى حلول حاسمة لا حلول باهتة وقتية حسب تعبيرهم، فأي خطأ يرتكب هنا ستكون له عواقب وخيمة على الجميع. ويرون أن النفايات النووية يجب دفنها في طبقات أرضية عميقة غير قابلة للتسرب والنفاذ بأية حال.
ويقول هؤلاء المسؤولون: "مادام جيلنا هو الذي استفاد من المفاعلات النووية فعليه مسؤولية أخلاقية بدفن النفايات بطريقة مدروسة وسليمة لأن تخزين النفايات النووية بطريقة آمنة سوف يقي جيلنا والأجيال القادمة من أي أخطار غير مأمونة العواقب".
وفي الوقت الراهن يجري تخزين النفايات النووية عالية الإشعاع في صهاريج كبيرة في مناطق (أهاوس وجور ليبين), القضبان المشتعلة يجري تبريدها أولا ثم تخزن في الصهاريج ، لكن هذه العملية تستغرق وقتا طويلا يصل إلى 40 عاما وهو أمر غير منطقي.

ويسعى الحزب الديمقراطي الاجتماعي لإيجاد بديل آخر عن جور ليبين من خلال دراسة الخريطة الجيولوجية الألمانية و اختيار الأراضي الصخرية بديلا عن الأراضي الملحية آنفة الذكر حسبما أشار مانفريد فالنر المتخصص في الجيولوجيا والمواد الخام .وقام لهذا الغرض بقيادة مجموعة علمية كبيرة إلى كل من سويسرا فرنسا للاطلاع عن كثب على التضاريس الجيولوجية المناسبة لهذا الغرض. وأشار بهذا الصدد إلى أن التضاريس في شمال ألمانيا تعتبر مناسبة أكثر من أية بقعة أخرى فيها. وحتى الآن لم تقم جهة أخرى خلافا للهيئة الاتحادية الألمانية للجيولوجيا والمواد الخام بهذه الدراسة. وفي حال إجماع الآراء على جور ليبين فسيتم تشكيل مجموعة عمل لتقييم الوضع واتخاذ القرار الحاسم والمصيري. أين تدفن النفايات النووية ؟

الأكثر قراءة