المساهمات الأنيقة

وعادت أموالنا المهاجرة..
وعادت أموالنا تستثمر في بلادنا..
أخيرا رجعت الروح للجسد وعادت الدماء للعروق..
ولكن مازالت المشكلة قائمة .. فمن المسؤول؟ انتهى عصر المساهمات ثم جاء عصر الاستثمار الخارجي وأقصد بذلك تأسيس الشركات في الدول الخليجية وخاصة الإمارات الشقيقة لتتضخم هذه السوق الجميلة وتتقيأ فائض الشبع من مال الفرد السعودي (الذي بدوره لم يعد فرصة السوق كما كان في السابق).
مسكين هذا التاجر السعودي ماذا يفعل؟
لم تعد الفرص الاستثمارية موجودة في الإمارات وأحدد الإمارات باعتبارها الأوفر حظا في دول الخليج، وذلك بما توفره من بيئة خصبة للمستثمرين من جهة، (ولا تهون) وزارة التجارة بعدم إعطاء التصاريح بفتح المساهمات إلا بعد تصفية المساهمات المتعثرة من جهة أخرى، ليجد هذا التاجر لسان حاله يقول (يعني ما نشتغل كل هذي الطفرة في بلدنا وندور غيرها!!)
إذن، أهلا بشركات التأسيس المغلقة، التي أصبحت بمثابة مساهمات أنيقة تفتح المجال لممارسة العمل العقاري المتحضر التي تمكنه من جمع المال الذي يساعده في تصفية ما تعثر له من مساهمات عقاريه وإرضاء قوانين الجهات المختصة! حيث أصبحت هذه الشركات حديث الصحف والمجالس وأصبح أي شخص بإمكانه عمل ذلك بقليل من الدعم!
فهل الحاجة إلى سن القوانين تعني وضع قوانين تحد من النشاط والعمل، أم تعني المساعدة وتقديم التسهيلات للتجار لدعم العمل العقاري؟
أستغرب من بعض الأنظمة غير المرنة التي تقيد التاجر وتجعله يبحث عن الحلول (أو بالأصح المداخل الملتوية للعمل).
لذا أعتقد أن وضع القوانين يجب أن يتم بعد إجراء الدراسات والبحوث وأخذ آراء رجال الأعمال المعنيين بالدرجة الأولى عن طريق الاستفتاء باستخدام استبانات يتم تفريغ معلوماتها وجمع القوانين المتفق عليها لصياغتها والموافقة عليها، كما يجب الاستفادة من تجارب الآخرين وذلك عن طريق البحث عن الأنظمة التجارية الناجحة في الدول الأخرى، والقوانين التي تنظم العمل التجاري واستخلاص المناسب منها لنا لتطبيقها، ومن الأفضل من وجهة نظري أنه قبل سن أي قانون يجب وضع فترة اختبار لتطبيق هذه القوانين وتعديلها إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
رغم أن جهود وزارة التجارة (مشكورة) واضحة جدا وحرصها الشديد على أموال المستهلك دعتها إلى وضع هذه القوانين ولكن الحرص على المستهلك يجب أن يكون بأهمية الحرص على التاجر. لأنه كما هو معروف التاجر هو عصب السوق وعقلها المدبر فهلا حافظتم على هذا العصب واحترمتم هذا العقل؟

مدير عام مجموعة إنماء للتنمية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي