السبت, 3 مايو 2025 | 5 ذو القَعْدةِ 1446


ماذا عن تسويق منتجات الألبان؟

<a href="mailto:Kalfuhaid@agrwat.gov.sa">Kalfuhaid@agrwat.gov.sa</a>

تعد صناعة الألبان الطازجة ذات كثافة رأسمالية ولا تخلو من وجود بعض المخاطر التي من أهمها التقلبات الموسمية في غزارة الإنتاج من كميات الحليب الخام، حيث تزداد كمياته في موسم الشتاء نتيجةً لإدرار الأبقار، وقد يصاحب تلك التغيرات الموسمية تغير في الأسعار نتيجةً لارتفاع الكميات المعروضة في ظل انخفاض في الكميات المطلوبة وخاصةً في المشروعات الصغيرة، نظراً لقدرة المشروعات الكبيرة على تنوع وتميز الإنتاج مما يعني تولد مشكلة تسويقية للمشاريع الصغيرة. وتسويق منتجات الألبان الطازجة في المملكة مرّ بعدة مراحل متباينة ارتبطت بالأوضاع الاقتصادية للمواطنين والنمط المعيشي لهم، وباستعراض أهم المراحل الزمنية لتسويق هذا المنتج، فقد كان السكان في المملكة قبل سنة 1950م يحصلون على منتجات الألبان من الأبقار، الإبل، الماعز، والضأن، التي تربى في مزارعهم أو منازلهم، وفي الفترة من 1950 إلى 1970م بدأت تدخل إلى المملكة منتجات معلبة من أوروبا، أستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأخذت مكانها في السوق مثل الحليب المجفف (البودرة)، الزبدة، السمن، والحليب المركز. وفي فترة ما يسمى الطفرة التي ارتبطت بأسعار النفط في السوق العالمية التي أحدثت تغيرات في ارتفاع دخول الأفراد، وتغير في أنماطهم الاستهلاكية، وفي ظل السياسات التنموية الزراعية المختلفة التي رسمتها الدولة لتحقيق الأمن الغذائي من المنتجات الزراعية الرئيسية لتلبي احتياجات السكان الذين زاد طلبهم على السلع الزراعية نتيجة لعدة عوامل، من أهمها: ارتفاع معدل النمو السكاني، وارتفاع معدلات الدخول، إضافة إلى تغير أذواق المستهلكين، مما زاد معه الطلب على منتجات القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي وفي مقدمتها منتجات الألبان الطازجة، وصاحب تلك التغيرات الاقتصادية بروز مشروعات مختلفة الأحجام متخصصة في إنتاج الألبان الطازجة حظيت منتجاتها بقبول المستهلك المحلي وأصبحت مطلبا للمستهلك في الدول المجاورة.
وتتعرض مشروعات إنتاج الألبان الطازجة بصفةً عامة إلى بعض المشاكل تختلف درجتها حسب وضع المشروع التنافسي وقدرته على التحكم في خفض تكاليفه الإنتاجية والتسويقية، ومن أهم المشاكل التسويقية، المنافسة بين المشروعات المحلية لتسويق منتجاتها، وتتضح صورة التنافس في الترويج لمنتجات هذه المشروعات من الألبان الطازجة وتتمثل بإرفاق عبوة مجانية أو هدايا مصاحبة للمنتج، ومما يزيد الوضع سوءا للمشروعات الصغيرة أن هناك احتكار قلة في سوق الألبان الطازجة يميل لصالح المشروعات العملاقة في هذا المجال. وعلى الرغم من قدرة المشروعات الكبيرة على التغلب على مشاكلها التسويقية وإيجاد الحلول المناسبة، ومن أهمها: التصنيع لمنتجات الألبان الطازجة التي تزيد من قدرتها على خلق قيم مضافة لهذه المنتجات وتنويعها، إلا أن هناك عدم وجود أو ضعف جهاز جمع وتحليل البيانات المتعلقة بتركيبة وخصائص السوق المحلية وعادات وأذواق المستهلكين وكافة المعلومات الأخرى عن الإنتاج والشحن والأسعار وحجم السوق، وكذلك ضعف الكادر الوطني المؤهل في مجال التسويق، مما يعني أن انعدام أو قلة المعلومة الاستشارية والخبرة تعد مشكلة، وبالتالي فهي حسب رأي الخبراء فرصة استثمارية سانحة في هذا المجال، ونغلق النافذة كما تم فتحها بتساؤل، فهل يبرز مستثمرون لتلك الفرصة لتوفير المعلومة وتأهيل الكادر الوطني؟ لتواكب بدورها تقدُم صناعة الألبان الطازجة في المملكة.

والله ولي التوفيق

الأكثر قراءة