رسالة مفتوحة للدكتور عبد الرحمن التويجري
<a href="[email protected]">[email protected]</a>
الرياح التي عصفت بسوق الأسهم السعودية هبوطاً منذ نهاية شهر شباط (فبراير) الماضي صاحبها انهيار "أرقام" الشركات وبالنسب الدنيا في معظم التداولات. مع تولي الدكتور عبد الرحمن التويجري رئاسة هيئة سوق المال، يتحتم طرح بعض التساؤلات – ولعلها لا تصل لمستوى المساءلات – عن خطة هيئة سوق المال للفترة المقبلة.
1. نريد من هيئة سوق المال أن تؤكد أنها ستطبق القوانين الصارمة التي لم تستطع الإدارة السابقة - لسبب أو آخر - تطبيقها وخاصة ما يخص مخالفات السوق. بعض الشركات يضع علاوات إصدار مبالغا فيها وغير منطقية والبعض الآخر لا يتعاطى مع السوق بشكل صريح وشفاف. مازالت هناك سيولة متوافرة في السوق السعودية والحمد لله ومازال المستثمرون يتطلعون لفرص استثمارية جديدة. نحن نعلم أن هيئة سوق المال لا تمتلك العصا السحرية ولكننا نطالب بتفعيل القرارت الاقتصادية بكل حزم وصرامة وبطريقة علمية متأنية لإعادة بناء الثقة.
2. أين هو صانع السوق؟ نأمل أن تراقب الهيئة عمليات الشراء بحيث تكون مستندة إلى أسس علمية حسابية. كما نأمل أن تكون الهيئة فعلا منظمة للسوق، ومثلما تدخلت الدولة عند انهيار السوق الأخير نتوقع أن تتدخل الهيئة عند الصعود العشوائي.
3. ما خطة هيئة سوق المال لمنع انهيار جديد في الأسعار (بغض النظر عن أسطوانة مرحلة التصحيح في الأسعار)؟ وما القرارات التي ستتخذها الهيئة لدعم السوق؟
4. كلنا أمل أن المصارف المحلية ستعمل على المحافظة على استقرار السوق بالشكل الذي يحمي استثمارات المساهمين وليس فقط لدر الأرباح الهائلة. ولكن، ألم يحن الوقت لدخول شركات الوساطة المالية؟
5. فقد معظم المستثمرين في سوق الأوراق المالية مدخراتهم منذ بدء انهيار السوق في شباط (فبراير) الماضي. رافق ذلك عمليات التسييل المستمرة لمجموعة من أصحاب المحافظ لأسهمهم وخروج عدد كبير من المستثمرين الكبار من السوق. ماذا ستفعل هيئة سوق المال لتغيير النظرة التشاؤمية للمستثمرين؟ وكيف ستعمل الهيئة على الحد من عمليات البيع العشوائية نتيجة لموجة الذعر التي انتابت معظم المستثمرين؟
6. كيف تعلل استمرار انخفاض سوق المال رغم مواصلة ارتفاع أسعار النفط العالمية، ورغم إيجابية جميع المؤشرات والتوقعات الاقتصادية بلا استثناء، ورغم توافر السيولة الكافية، ورغم تسجيل غالبية الشركات المدرجة أرباحاً جيدة خلال الربع الأول وهي – كما يقال لنا - شركات جيدة وذات جدوى عالية وتاريخ مالي "أخضر" وسجل استثماري جيد؟
7. إن أحد أسباب الخلل الهيكلي الموجود في أسواق المنطقة عامة والسوق السعودية خاصة هي قلة الشركات المدرجة، بحيث يصعد المؤشر (أو يهبط) بصعود (أو هبوط) شركة قيادية واحدة. نأمل في أن الاكتتابات الجديدة ستسهم في تعميق السوق وتنوع الشركات وتضيف قطاعات جديدة للتمكن من قياس الأداء الفعلي للسوق. نأمل أن تضع الهيئة جدولا زمنيا واضحا للاكتتابات المقبلة فقد حان الوقت لتسريع الموافقة على إدراج شركات جديدة لتحفيز السوق. لا نريد أن يفقد المستثمرون ثقتهم بالاكتتابات كما فقدوها في سوق الأسهم نتيجة عدم اتخاذ آليات واضحة في طرح بعض الاكتتابات.
8. الحكومة سعت – بما كان يقدم لها من نصائح واستشارات – للخروج من أزمة سوق الأوراق المالية، والتي لم تتعرض لها أي سوق في العالم الحديث. هل تستغل الهيئة فترة الصيف لدراسة الوضع حتى لو تتطلب ذلك تأخير الاكتتابات الجديدة إلى أن يستعيد السوق أنفاسه؟
9. لقد فقدت الشركات قيمتها السوقية لأسهمها المدرجة للتداول مما أضر بتوزيع الأرباح لبعض الشركات. فهل تحبذ الهيئة التدخل الاقتصادي مدعوماً بسيولة مالية عالية أم بتطبيق أنظمة اقتصادية ومالية صارمة لإعادة الهيبة للسوق؟
لن تكون مهمتكم سهلة ولهذا السبب تم اختياركم. المزيد من التوفيق والنجاح.
باحث اقتصادي