البناء من أجل التغيير: تحقيق الفاعلية المؤسسية المستدامة!
يستشهد الكتاب بالكثير من الأمثلة التوضيحية للشركات التي تمكنت من الالتزام بالتغيير عبر الوقت، وبالتالي تمكنت من الوفاء باحتياجات السوق والعمل المتغيرة، ويحدد ما تحتاج إليه المؤسسة لتتمكن من ملاحقة التغيير السريع والمستمر.
يستعرض الكتاب موضوع بناء المؤسسات من أجل التغيير لتتمكن من البقاء والنجاح في الاقتصاد العالمي. يؤكد الكتاب أنه بدلا من إقامة نظام متكامل صارم محكم ينتج نفس السلوك نفسه المؤسسي بانتظام، فإن المؤسسات يجب أن يتم تصميمها بطرق تحفز وتسهل التغيير.
في الأيام الماضية كانت الأخبار تنتقل بسرعة التليكس، وكان العالم يبدو كبيرا شاسعا وكان التغيير ظاهرة تحدث للشركات كل بضعة أعوام. وبالتالي كان من المناسب أن يأخذ المديرون التنفيذيون وقتهم في تدشين برامج للتغيير لتخليص المؤسسات من العادات القديمة وترسيخ العادات الجديدة فيها.
كان هناك متسع من الوقت في الماضي لإعادة اختبار الاستراتيجيات وتحديد الأولويات وتصميم المهام، وكانت هذه المبادرات تحمل العديد من المصطلحات، ففي السبعينيات كان التنوع والإثراء الوظيفي من المصطلحات السائدة، وفي الثمانينيات انتقل الاهتمام إلى التركيز الاستراتيجي والجودة، وفي التسعينيات ظهرت مصطلحات إعادة الهندرة والتجارة الإلكترونية.
ولكن في كل هذه الحالات كان المفهوم الأساسي واحداً هو أن التغيير كان يحدث على فترات وكان يتم بعد التخطيط الجيد له وغالبا ما يتسبب في تفشي الإحساس بعدم الراحة للموظفين نظرا لطبيعة المؤسسات الثابتة والتي كانت تميل إلى الاتزان.
تكمن المشكلة أننا حاليا في عصر تنتقل فيه الأخبار سريعا وتتبدل فيه الميزات التنافسية بسرعة، لهذا فإن أسلوب التخطيط المسبق أثبت عدم فاعليته. فبرامج التغيير توضع وتتبدل بسرعة والموظفون يتمكنون بالكاد من التأقلم معها. وتكون النتيجة هي مؤسسة عاجزة تقدم خدمات دون المستوى، في الوقت نفسه فإن الشركات التي تقرر الإقلال من سرعة التغيير تجد نفسها قد تأخرت كثيرا عن منافسيها.
يركز الكتاب على تحديد الممارسات والتصميمات التي يمكن للمؤسسات تبنيها لتتمكن من التأقلم السريع مع التغير. فكما يشير الكتاب، تتميز المؤسسات التي تتبني التغير المستمر بما يلي:
* تكون على صلة وثيقة بالبيئة من حولها.
* تشجع البحث والتطوير.
* تحرص على تعلم الممارسات والتكنولوجيات الجديدة.
* تلتزم بالتحسين المستمر للأداء.
* تسعى وراء الميزات التنافسية المؤقتة.
يستشهد الكتاب بالكثير من الأمثلة التوضيحية لمثل هذه الشركات والتي تمكنت من الالتزام بالتغيير عبر الوقت، وبالتالي تمكنت من الوفاء باحتياجات السوق والعمل المتغيرة، ويحدد ما تحتاج إليه المؤسسة لتتمكن من ملاحقة التغيير السريع والمستمر.
يستشهد الكتاب بتحليل للقائمة السنوية لمجلة "فورتشن" الأمريكية لأفضل ألف شركة في الفترة بين 1973 و1983 حيث كانت 35 في المائة من الشركات العشرين الأولى حديثة الإنشاء، بينما ارتفع عدد الشركات الجديدة إلى 45 في المائة في الفترة بين 1983 و1993. وأخيرا وصلت النسبة إلى 60 في المائة بين عامي 1993 و2003.