مفاعلات نووية جديدة في ألمانيا بطاقة 40 ألف ميجا وات
في هذا الحوار يتحدث فالتر هوليفلدر رئيس المنتدى الألماني للطاقة عن تصوراته عن أزمة الطاقة و مستقبل الطاقة النووية في ألمانيا و العالم .
> سيد هوليفلدر منذ ظهور أزمة الغاز بين روسيا وأوكرانيا صار موضوع تأمين الطاقة على كل لسان. هل في رأيكم أن حل المشكلة يكمن في اللجوء إلى الطاقة النووية لتفادي أزمات إمدادات النفط ؟
- الطاقة النووية القادرة على المنافسة يمكنها لعب دور مهم لتحقيق التوازن في مجال إمدادات الطاقة بلا شك.وأوضح التطور العالمي ذلك بطريقه واضحة تماما لا لبس فيها، فهناك 444 مفاعلا نوويا موجودة في شتي أنحاء العالم كما يتم بناء 23 مفاعلا جديدا في عشر دول وهناك الكثير من الدول تدرس في الوقت الحاضر بناء مفاعلات جديدة إضافة إلى 38 مفاعلا يجري التخطيط لبنائها حتى عام 2020. إن قضية بناء مفاعلات نوويه جديدة تناقش سياسيا في العديد من دول العالم من بينها الولايات المتحدة، بريطانيا، هولندا، سويسرا، جمهورية التشيك، وبولندا. في الكثير من الدول الصناعية قدر عمر المفاعلات النووية القائمة بـ 60 عاما لكن العديد منها جرى تجديدها وتطويرها كما هو الحال في كندا.
< لكن ألمانيا قررت أخيرا التخلي عن المفاعلات النووية على المدى المتوسط فهل هذا هو الطريق السليم والمناسب حسب رأيكم؟
- هذا الطريق كما أرى قد انفردت به ألمانيا عن باقي أطراف المجتمع الدولي.لكن علينا أن نتساءل هل هذا هو الطريق الصحيح فمادة اليورانيوم عبارة عن طاقه ذاتيه كامنة و ألمانيا تلعب دورا كبيرا في إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية بنسبه تزيد عن 47 بالمائة من التيار الكهربائي على مدار الساعة وبأحمال عاديه.وهكذا تعتبر الطاقة النووية من أهم أركان إمدادات التيار الكهربائي في ألمانيا.كما أن توفير الوقود يمكن بسهوله بواسطة الطاقة النووية.
> هل تقصد أن التزود بالوقود بواسطة الطاقة النووية على النقيض من النفط والغاز أكثر سهولة وأمانا؟
- نعم أعني ذلك نظرا لأن المواد الخام تأتينا من دول أكثر استقرارا من الناحية السياسية مثل كندا وأستراليا. مصادر الطاقة لا تقتصر على منطقه دون غيرها. اليورانيوم أصبح بمثابة العنصر المورد للطاقة بالدرجة الأولى نظرا لسهولة نقله وتخزينه. كما لا توجد استخدامات منافسة لليورانيوم كما هو الحال بالنسبة إلى النفط الخام، إضافة إلى دوره الكبير في الصناعات الكيماوية أما أسعار الوقود فليست ذات أهمية تذكر.
< حسب آراء بعض السياسيين وجماعات البيئة سيكفي اليورانيوم المتوفر حاليا لفترة من 40 إلى 60عاما فقط فما رأيكم في ذلك؟
- اليورانيوم المستخدم حاليا في الوقود لن ينضب قبل مرور 200 عام على الأقل. حتى أن وزارة الاقتصاد الألمانية تنطلق في تقديراتها إلى حدود 390 عاما. الموضوع يدور أولا وأخيرا حول الأسعار.فإذا ارتفع سعر اليورانيوم في السوق فسيزداد الطلب بطريقه أوتوماتيكية على المواد الخام نظرا لاقتصاديتها في تشغيل المصانع والمحركات.
>لكن أسعار اليورانيوم المتزايدة باستمرار تؤثر سلبا على قدرة الطاقة النووية في المنافسة عالميا أليس كذلك؟
- هذا غير صحيح.دور اليورانيوم في تكلفة إنتاج توليد الطاقة الكهربائية يقدر بنحو 3 بالمائة وهذا يعود إلى الطاقة العالية التي يولدها اليورانيوم.وهذا يعني أن زيادة أسعار الوقود المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية ليست ذات أهميه تذكر.حتى أن زيادة أسعار الوقود بمقدار الضعف لن يكون له تأثير ذو بال على تكلفة توليد الطاقة الكهربائية.
< لكن المسألة الملحة الآن تكمن في كيفية تخزين المواد المشعة ودرء أخطارها الشديدة؟
- المسألة محلوله من الناحية الفنية لكن للقضية بعد سياسي آخر.ومن الجدير بالذكر أن ألمانيا أنشأت خزانات غاية في الدقة والمتانة بحيث لا يمكن من خلالها تسرب الإشعاع النووي بأية حال.فخزان كونراد الذي أنشئ في زالس جيتر مثلا قادر على التعامل واستيعاب المواد ذات الإشعاع النووي البسيط والمتوسط بكل جدارة. الترخيص الذي حصلت عليه المنشأة أخيرا من قبل محكمة المقاطعة في لونيبورج أكبر برهان على ذلك.
الطروحات التي قدمتها الحكومة الألمانية السابقة حول موثوقية المفاعلات والقدرة على تخزين المواد المشعة بطريقه سليمة أخذت أبعادا كبيرة وسويت المسألة على أساس التأكد من صلاحية الخزانات في عدم تسرب أية إشعاعات نووية خطرة.التخلص من النفايات النووية تظل المسألة الأكثر إلحاحا بلا شك.
> ما الذي تتوقعونه من السياسة بعد مؤتمر الطاقة الوطني؟
- يجب مناقشة مسألة الطاقة النووية في إطار مفهوم سياسي عام حول الطاقة بطريقة إيجابية وبناءه.مثل هذا المفهوم سيحدد الخطوط العريضة للطاقة والشروط اللازمة على المدى البعيد. على ألمانيا لعب دور رئيس في هذه المسألة الحيوية: لأسباب تعود لأمن الإمدادات والبيئة وخلو الطاقة النووية من ثاني أكسيد الكربون وكونها اقتصادية ولا تخضع للتقلبات والتوترات السياسية لذا أجد أن التنوع في استخدام الطاقة هو الوسيلة المستقبلية الأمثل لحل جميع الإشكالات العالقة.كما أن على ألمانيا بما في ذلك جميع الدول الصناعية الكبرى العمل الجاد لتحصين المفاعلات النووية وإيجاد الوسائل السليمة والآمنة للتخلص من النفايات النووية بالطرق المناسبة. كما يجب على ألمانيا عدم عزل نفسها عن الساحة الدولية والتصرف بشكل فردي في هذا الإطار البالغ الأهمية.