اكتشاف مادة مسرطنة في مشروبات غازية
أعلنت هيئة معايير الأغذية البريطانية أنه تم العثور على مادة كيماوية مسرطنة
بمشروبات غازية تصل نسبتها إلى ثمانية أضعاف المستوى المسموح به لهذه المشروبات. وقامت الهيئة بإجراء اختبارات على 230 مشروباً غازياً يتم بيعها في بريطانيا واكتشفت وجود مستويات عالية من سائل البنزين الذي يعرف عنه تسبيب السرطان. ولم يتم الكشف عن أسماء المشروبات الغازية رغم مطالبة البعض بذلك.
تجدر الإشارة إلى أن الحد الأقصى لتواجد سائل البنزين في المركب يصل إلى جزء واحد في كل مليار من هذا المركب. كما أن لهذا السائل علاقة مباشرة بمرض اللوكيميا (سرطان الدم).
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن هذه المادة قد سبق اكتشافها في مياه "بيرير" قبل 15 سنة وعندها اضطرت الشركة إلى سحب أكثر من 160 مليون علبة على مستوى العالم. ويتم حاليا في أوروبا إجراء هذه الاختبارات بعد أن عثرت منظمة صحة أمريكية على سائل البنزين في المياه الغازية.
ولا يزال الجدل العلمي قائما حول إذا ما كانت توجد بالفعل مستويات آمنة لسائل البنزين.
من ناحية أخرى قالت هيئة معايير الأغذية البريطانية أن هذه المنتجات لا تشكل تهديدا جديا للصحة العامة إلا أنها دعت إلى إجراء تحقيقات أوسع حول قطاع صناعة المشروبات الغازية ببريطانيا وذكر المتحدث الإعلامي للهيئة أن الهيئة ستتدخل لتوعية المستهلك وحمايته لو تطلب الأمر ذلك.
ويعتقد علماء الأغذية أن مستويات سائل البنزين قد نتج عن تفاعل مكونين شائعي الاستخدام وهما صوديوم حمض البنزويك وحمض الأسكوربيك (فيتامين سي).
وقال ريتشارد لامينج المتحدث باسم الهيئة: "إن الأشخاص الذين يعيشون في المدن يستنشقون يوميا ما يصل إلى 400 مايكرو جرام من البنزين المتسرب من عوادم السيارات".
وأضاف "وهذا سيكون كافيا لمعادلة ما يصل إلى 40 لتراً يتم استهلاكها على المشروبات الغازية التي تحتوي على سائل البنزين وفق منظمة الصحة العالمية".
ويذكر البروفسور جلين لاورينس من جامعة لونغ آيلند البريطانية الذي كان أول من أجرى الاختبارات المتعلقة بالعثور على سائل البنزين قبل نحو 13 سنة (خلال فترة التسعينيات) أن السبب وراء رغبة الشركات في وضع فيتامين سي في مشروباتها يهدف إلى تشجيع الآباء والأمهات على شراء هذه المشروبات بغرض تحسين صحة أطفالهم إلا أنهم بتصرفهم هذا قد يفعلون عكس ذلك.