رسالة الخطأ

Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


"أصدقاء السعودية" ورسالة التعايش السلمي

التقيت أثناء انعقاد ندوة اقتصادية في البحرين أخيرا مايكل سابا المدير التنفيذي لرابطة "أصدقاء السعودية" التي أخذت على عاتقها تعزيز العلاقات بين الشعب السعودي وشعوب الدول الصديقة وتوثيقها. تتعرض السعودية - كلما سنحت الفرصة للصيد في الماء العكر - لضغوط من مراكز قوى معينة ومؤثرة في القرار السياسي في بعض دول العالم تؤدي غالباً إلى سوء الفهم بين السعودية وهذه الدول. لا يمكن حصر مستقبل العلاقات السعودية الدولية بخطة عامة، بل يتطلب الأمر أيضاً التزاماً بالتعايش السلمي مبنياً على معطيات أساسية من أهمها أن نحافظ على عقيدتنا وهويتنا وتراثنا قبل أي شيء آخر. يجب ألا نتقاعس عن تولي أدوارنا المناسبة، أحياناً كقادة وأحياناً أخرى كداعمين ومساندين لقادتنا ووضع التعاون مع العالم ومصالحنا الوطنية نصب أعيننا.
عندما أسس المواطن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز رابطة "أصدقاء السعودية"، كان هدفه الأول تفعيل العلاقة الاستراتيجية مع شعوب العالم الصديقة. وقد انضم إلى عضوية الرابطة دونالد روزفلت حفيد الرئيس الأمريكي السابق والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ونخبة من القادة والمثقفين. حكيم العرب الملك عبد الله بن عبد العزيز، أضاف بعداً إنسانياً جديداً عندما دعا أمام المثقفين والمفكرين والإعلاميين في مهرجان الجنادرية هذا الأسبوع، إلى التعايش السلمي البناء بين الحضارات، وأن تكون العلاقات بين الدول والأمم مرحلة حوار حقيقي يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته. من هذا المنطلق أدعو مرة أخرى إلى التسامح بين الأديان واحترام الآخر بكل أنواعه وألوانه.
لعلنا ننجح من خلال رابطة "أصدقاء السعودية" في التعامل مع الحملات الإعلامية ضد المملكة بالحوار الهادف والاتصال البناء. لعلنا ننقل الصورة الإيجابية عن إسهام المملكة في استقرار الوضع النفط في العالم. الدليل على ذلك هو أن السعودية تعمل حالياً لتطوير مشاريع نفطية ضخمة تشمل زيادة الطاقة الإنتاجية من النفط ومضاعفة طاقة مصافي تكرير النفط لتصل إلى ستة ملايين برميل يومياً خلال السنوات الخمس المقبلة. لعلنا نعقد ندوات ثقافية في جميع بلدان العالم نتحدث فيها عن تراثنا وحضارتنا وأهدافنا للتعايش السلمي وبناء جسور علاقات تفاهم وصداقة مع دول العالم. المثال الناجح هو منتدى "تعرف على السعودية" الذي أقامته رابطة "أصدقاء السعودية" بالتعاون مع جامعة نورث تكساس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي قدم نبذة عن عادات وتقاليد وثقافة المملكة ومد جسور الصداقة مع شعوب العالم.
العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبعض الدول قد تصل إلى منحنيات مهمة تشوبها تحديات وضغوط معينة. قد تؤدي هذه التحديات لأن تتأثر علاقاتنا مع هذه الدول والتي تأسست على مبدأ المصالح المشتركة لا القيم المشتركة، أن تنحو منحىً أكثر تعقيداً في بعض الأحيان. ولا بد من التنويه أن العلاقات السعودية ـ الدولية أثمرت عندما كانت بمنأى عن الرأي العام إلا أنه في ظل الأزمات الإقليمية، عانت هذه العلاقة من صعوبات، ولا سيما أن بعض القوى يعمل على إدانتها بدلاً من ترسيخها. في الواقع، كلما ازدادت التحديات في وجه العلاقات السعودية - الدولية ازدادت الصعوبات في الدفاع عن هذه العلاقة.
الصورة المعهودة عن "برود" العلاقة بين أي بلدين تنتج عن قلة الحوار بينهما مما قد يؤدي للدخول في دائرة مغلقة تعظم من حجم المشكلة. هنا يجب التدخل للحد من الاختلاف في وجهات النظر ومنع وصوله إلى مرحلة التباعد والتنافر. لن تكون مواجهة التحديات المطروحة على الواقع بالأمر اليسير، فالطريق لعلاقات استراتيجية قوية بين الدول طويل جداً. ومن هنا كان لا بد من تأسيس رابطة "أصدقاء السعودية" كخطوة أولية للتعامل مع هذه التحديات وتوطيد العلاقة بين شعب المملكة العربية السعودية وشعوب العالم الصديقة مع المحافظة على المصالح الوطنية للمملكة العربية السعودية.

دعوة إلى التعايش السلمي
لعلنا نكف عن بث رسائل الكراهية والبغضاء تارة باسم القومية وتارة أخرى تحت مظلة الانعزالية ومحاربة الآخر. إن أمامنا فرصة تاريخية لتجديد وتفعيل الحوار البناء والعلاقة الاستراتيجية مع شعوب العالم لما فيه خير ومصلحة الإنسان والإنسانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي