الخطوط اليابانية تحاول الخروج من دوامة الخسائر
تبذل شركة الخطوط الجوية اليابانية جهودها للعودة إلى نغمة الأرباح بعد عام مثقل بالخسائر حيث تحاول الشركة و هي أقوى شركة طيران آسيوية تحقيق زيادة في المبيعات من خلال تحسين سياستها الإدارية خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتنوي الشركة استحداث برنامج توفير صارم مع تشكيل مجلس إدارة جديد. وكانت الشركة اليابانية للطيران قد أشارت مع انتهاء عامها التجاري في آذار (مارس) الماضي إلى تراجع في حصصها بما يعادل نحو 47.2 مليار ين (350 مليون يورو). بينما حققت العام الماضي ما يعادل 220 مليون يورو إضافية، وبالتي فقد ارتفعت الإيرادات لعام 2005 نحو 3 في المائة إلى 16.3 مليار يورو. وبرغم هذا، بلغت قيمة خسائر التشغيل نحو 200 مليون يورو. ولكن على ما يبدو أن المجموعة تضع نصب عينيها تحقيق الأرباح خلال عام 2006 من جديد.
ولكن حملة أسهم الشركة ينظرون بشك إلى مثل هذه التوقعات، فقد تراجع سعر الأسهم أخيرا شيئاً طفيفاً. أما في مجريات التداول الحالي للأسهم، فقد خسرت السندات المالية للمجموعة نحو 4 في المائة من قيمتها. وهذه تُعتبر أول مرة تقل قيمة أسهم الخطوط الجوية اليابانية في السوق عن الشركة المحلية المنافسة ( أول نيبون أيرويز- All Nippon Airways ). وبينما تحقق مجموعة الخطوط الجوية اليابانية اليوم قيمة في البورصة تبلغ نحو 4.5 مليار يورو، تمكّنت الشركة المنافسة من تحقيق قيمة في البورصة بلغت نحو 6.2 مليار يورو. ولا عجب: في أن مجموعة ( أول نيبون ) تحقق أرباحاً عالية، وهي تُعد واحدة من الشركات التابعة لائتلاف النجمة- Star Allianz الذي أطلقته شركة لوفتهانزا الألمانية، والتي حققت خلال العام التجاري الماضي، إيرادات بلغت نحو 10.1 مليار يورو، وربحاً تشغيلياً بلغ نحو 651 مليون يورو، وأشارت إلى فائض في حصص الأرباح بلغ نحو 192 مليون يورو.
وبسبب نجاح الشركة المنافسة والخسائر المالية الواضحة شنّت شركة الخطوط الجوية اليابانية حملة تغيير وتطوير بدأت بإعفاء توشيوكي شينماجي الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، ومنذ ذلك الحين يُدير هاروكا نيشيماتسو شركة الخطوط الجوية اليابانية، كما تمت إحالة نائب الرئيس كاتسو هانيدا و عشرات المسؤولين الإداريين إلى المعاش المبكّر بضغط من أصحاب الحصص في المجموعة.
وفي إطار الرغبة في العودة إلى الأرباح مرة أخرى تم تقليص أجور الموظفين نحو 10 في المائة مباشرةً في نيسان (أبريل) الماضي. ومن المفترض أن يتم تقليص حجم النفقات نحو 50 مليون يورو سنوياً. وتقدّر الرئاسة الجديدة فائضاً من الأرباح بما يعادل نحو ثلاثة مليارات ين (أي 22 مليون يورو). ومن المفترض أن يتم خلال الأشهر القليلة المقبلة العمل على إعادة هيكلة الأسطول الجوي بهدف تقليص الخسائر وإغلاق ثغرات التأمين بالغة التكلفة. وحتى عام 2008 ستعمل الخطوط الجوية اليابانية على إلغاء نحو ستة آلاف وظيفة على أمل أن تصل الشركة إلى تحقيق صافي أرباح يعادل نحو 400 مليون يورو بحلول عام 2010.