الملك يطلق مشروع التنمية المتوازنة في المناطق
<div>زيارة الأب القائد كانت فاتحة خير على المناطق التي قام، حفظه الله، بزيارتها، حيث دشن مشاريع كبيرة في كل من المنطقة الشرقية وحائل والقصيم والمدينة المنورة، دشن الجبيل 2 ومجموعة مشاريع في المنطقة الشرقية تزيد على 62 مليار ريال، ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل قفزة اقتصادية هائلة لمدينة حائل وللمملكة بشكل عام وطريق المدينة حائل وجامعة حائل ولا ينسى المواطنون هناك مكرمة الوالد القائد بحل مشكلة المنح بتنازل وزارة الدفاع عن 80 مليون متر مربع، وفرح كثير من الأسر بمكرمته بالعفو عن كثير من السجناء، وحظيت القصيم بالعديد من المشاريع التعليمية والتنموية, ولا ينسى أبناء القصيم خاصة والمملكة والعالم تلك الدموع التي ذرفها عند لقائه أبناء الشهداء، حيث تجلت تلك الأبوة الحانية من صاحب القلب الكبير على أبنائه وأسرهم بطريقة مسحت أثر فقد آبائهم. وطيبة الطيبة كان لها نصيب كبير من مكارمه، حفظه الله، بتوسيع الحرم النبوي بمبلغ ستة مليارات ريال وتحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز إلى دولي بخطوة ينتظرها أهل المدينة المنورة من والدهم وتم تأسيس مستشفى الحرس الوطني ومستشفى النساء والمرحلة الأولى من المدينة الجامعية. التقت "الاقتصادية" نخبة اجتماعية واقتصادية لبحث آثار هذه الجولة الأبوية التي أفرحت ونثرت الخير حيث حلت.. وإلى التفاصيل: دشن خادم الحرمين الشريفين مشاريع صناعية في مدينة الجبيل ووضع حجر لاستثمارات تفوق 62 مليار ريال في الشرقية ما أثر ذلك في البنية الاقتصادية للمملكة والمنطقة الشرقية بشكل خاص. الأنصاري: حقيقة جولة خادم الحرمين الشريفين إلى مدن المملكة ليست غريبة فقد تعودنا في هذه الدولة الفتية على أن يرعى المسؤولون وعلى رأسهم ملوك هذه الدولة شؤون المجتمع ويحاولون قدر الإمكان التعرف على مشاكله عن قرب وهذه الطريقة أذكر أنها بدأت منذ عهد الملك عبد العزيز، قد لا يعرف الكثير أن الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ زار كثيرا من مناطق المملكة المختلفة وزار المدينة نحو ست إلى سبع مرات وهذا يجهله الكثير من المؤرخين ثم بعد ذلك عهد الملك سعود وأنا ممن عاصر هذه الفترة وكان الملك سعود ـ رحمه الله ـ يقوم بجولات مختلفة إلى المدن المختلفة والبوادي وكان مروره خيرا على الناس في ذلك الوقت ثم بعد ذلك استمر النسق في عهد الملك فيصل الذي زار الكثير من المناطق في جولات لأنحاء المملكة ثم في عهد الملك خالد وعهد الملك فهد، رحمهم الله جميعا، والملك عبد الله يسير على هذا النهج ولحسن الحظ أن الملك عبد الله يقوم بهذه الجولة فيما يمكن أن نطلق عليه اقتصاديا بالطفرة الثانية وهذه الطفرة أتت بكثير من الأموال والكثير من الخير في عهده فتحت ولله الحمد هذه الخيرات وبدأ توزيعها على المناطق طبعا الصناعة والتعليم هما أساس ركيزة أي مجتمع في تقدمه نحو التطلع للمستقبل وبذلك نجد أن التوزيع لهذه الأموال جاء في جهات مختلفة سواء في المنطقة الشرقية وما قام به خادم الحرمين من افتتاح كثير من المشاريع في الجبيل والقطيف والأحساء وأيضا في منطقة حائل والقصيم وأعتقد أنه اكتشاف جديد لمنطقة حائل وما فيها من إمكانات ونكتشف بقدرة قادر أن خادم الحرمين الشريفين وضع ثقته في هذه المنطقة لتكون برعما جديدا يتفتح ويأتي بالكثير من الثمار في هذه المنطقة. الآن تركيز قوي على حائل ونرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون محل ثقة وبالتالي يمكن أن يأتي منها الخير العميم وخاصة أن حائل قد تكون من المناطق التي تمر عليها السكة الحديد التي تأتي من الشمال ثم بعد ذلك تأتي عبر وسط المملكة إلى المنطقة الشرقية ومنها سوف تذهب إلى المدينة ومكة ثم إلى عسير ، إذن هناك الاقتصاد القوي والمليارات التي وضعت في هذه المدن التي نشعر أنها مدن خير ومدن حاولت الدولة أن تجمع الأمة على الصناعة وأرجو أن تكون هذه المدن هي مدن لنقل التقنية إلى المملكة ليست مجرد مدن لشركات تقوم فيها ولكننا نحن الآن في مرحلة يجب أن تنقل التقنية إلى هذه الدولة لأن الأساسيات الموجودة لأي مجتمع متقدم الطرق موجودة ولله الحمد ووسائل الاتصال متيسرة، إذن نحن يجب نتجه لنقل التقنية إلى هذه المدن سواء كانت في الشرقية أو حائل أو القصيم أو المدينة المنورة وهذه المدن الصناعية أو العلمية يجب أن تكون هي بدايتنا لنقل التقنية إلى هذه الدولة، لأننا بدون نقل التقنية سوف نستمر عالة على الأمم المتقدمة وسوف تتحكم هذه الدول في عدم إعطائنا هذه التقنيات وسوف نكون في حالة ليست كما يجب. البازعي: في البداية، لعلي أشير إلى بعض الجوانب التي يمكن أن يستنتجها الإنسان من هذه الجولات، لا شك أن الجولات لها أهداف تتراءى، منها الاطلاع عن كثب على الأوضاع في هذه المناطق، وتلمس كذلك احتياجات المواطنين في تلك المناطق وحقيقة هي تأكيد للمبدأ الذي تحدث خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، في كلمته إنه ليست هناك تفرقة بين منطقة وأخرى ولا بين مواطن وآخر، فهذه الجولات هي تأكيد عملي لهذا المبدأ وبالتالي نجد أن ما دشن من مشاريع وهذه الزيارات أساسا تأتي تطبيقا وممارسة كلما ذكرت عمليا لذلك وإذا استعرضنا حقيقة كما ذكرته في المقدمة المشاريع نجدها مشاريع ثم تدشينها ووضع حجر الأساس لها وعرضت على أنظاره ـ يحفظه الله ـ نجد أنها تنتظم في مجالات عدة فهناك مجالات التنمية الاقتصادية لأبعادها المختلفة سواء بشرية أو بنية أساسية أو كذلك في المشاريع الصناعية، فهناك مشاريع تعليمية ومشاريع مياه وصحة. وهذه الأمور حقيقة فيها تأكيد أيضا على أن اقتصادنا متين وسائر على طريق مزدهر وكذلك نتطلع، إن شاء الله، أن تثمر كما ذكر خيرا للوطن والمواطنين ليس فقط في المناطق التي فيها فقط لأن آثارها، إن شاء الله، ستعم الوطن بشكل عام فهناك فرص عمل وهناك ما يرتبط بها من صناعات وخدمات مباشرة أو غير مباشرة فهي الحقيقة تأكيد في هذا الاقتصاد وثقة في متانته ومسيرته المستقبلية خاصة ونحن نرى الحديث ومقارنات اقتصادنا بالاقتصادات من حولنا ونجد ولله الحمد أن اقتصادنا يسير، إن شاء الله تعالى، على طريق مرسوم، وواعد ونتفاءل جدا بالمستقبل ورعايته حفظه الله، وسمو ولي عهده خير دليل على ذلك وخادم الحرمين هو رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى ورعايته هذه المشاريع دليل على اهتمامه0 الزامل: الحقيقة زيارة خادم الحرمين الشريفين لمناطق المملكة وقيامه، حفظه الله، بافتتاح عدد من المشاريع أعطتنا كرجال أعمال في الاقتصاد رسائل واضحة منه، حفظه الله، لجميع من رأى وسمع عن هذه الزيارة وتتلخص في تأكيده، حفظه الله، على ما قامت به هذه الدولة برعاية مصالح المواطنين وتأكيد مبدأ قوي جدا وهو أن الراعي مهتم ومسؤول عن رعيته، ويرعى أوضاعهم ويزورهم في أماكنهم ويتلمس حاجاتهم. المريخي: إنني أنظر إلى هذه الزيارة استكمالا لما طرحه الإخوة من أبعاد تاريخية وتنموية، والبعد الأول الذي أشير إليه هو الإدارة بالقدوة بمعنى أن القيادات على المستويات المختلفة يجب أن تخرج من المواقع المركزية وتزور المناطق، وهذا بعد إداري أسميه الإدارة بالقدوة، والبعد الثاني يتمثل في طرح الفلسفة التنموية في المملكة، حيث إن البعد الجغرافي صار عاملا أساسيا في التنمية، فالكل يذكر أن السنوات الماضية كانت التنمية القطاعية هي المسيطرة، فكانت الخطط والبرامج التنموية في المملكة تركز على التنمية الصناعية والزراعية إلى آخره، وكان البعد المكاني إلى حد ما غير مرئي، هو موجود ولكنه ليس في حجمه وموقعه الأساس. والزيارات هذه تقول إن لدينا في الطفرة الجديدة اهتماما بالبعد المكاني في التنمية وليس التنمية القطاعية، وهذا ما يسمى التنمية المتوازنة وهي مطروحة في الخطط الخمسية في السابق واستراتيجية التنمية ولكن وقتها الآن مناسب للتطبيق، والمناطق التي يجب أن تدعم هي التي نصيبها أقل إلى حد ما، وهذا ما أستنبطه من جولة خادم الحرمين الشريفين, ويستثمر هذا في أنه يعطي فرصة حقيقية لاستثمار الطاقة البشرية في المملكة، فالطاقة البشرية الآن إذا حللنا الإحصائيات سنجد أن المناطق الريفية والمناطق النائية نسبة السعوديين فيها أعلى، ولا يعني هذا نقدا لوجود الإخوان غير السعوديين في المناطق المركزية من المملكة، ولكن المناطق المركزية بسبب التركيز عليها في التنمية في السابق صارت نسبة غير السعوديين فيها عالية وأعتقد أن العائد على المواطن السعودي من مشاريع التنمية عندما توجه إلى المناطق النائية أكبر من المدن الكبيرة. التويجري: حقيقة أن جولة الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز على مناطق المملكة، هي فعلا امتداد للنهج الذي سارت عليه الدولة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز، يرحمه الله، وأبنائه من بعده كانوا يزورون المناطق، وكان الملك عبد العزيز يأتي إلى منطقة القصيم سنويا ويقيم فيها لمدة شهر، فهذه الجولة أكدت مدى التلاحم بين القيادة والشعب، وما وصلت إليه ثقافة الإنسان وهي تأتي في بداية عهد وحقبة طفرة جديدة من الخير والنماء، ركزت هذه الجولة على عدة أمور جميعها على العنصر البشري وتنمية الإنسان شريك أساس فيها في جميع المحطات التي شملتها الجولة. واكب جولة خادم الحرمين الشريفين للمناطق أمره الكريم بإخراج الكثير من السجناء رأفة بأبنائه في كل المناطق ورحمة بالظروف التي آلت إليهم كيف ترون تلك اللفتة؟ الأنصاري: الحقيقة أنها لفتة كبيرة جدا كانت محل تقدير من المجتمع كله أن يفرج عن سجناء الحق الخاص الذين لم يتورطوا في عمل إجرامي أدى لسجنهم, ولهذا نحن نقدر لخادم الحرمين الشريفين هذه البادرة التي أدخلت البهجة والسرور على كثير من البيوت. والحقيقة أن سجن الإنسان ليس عقوبة بحق السجين فقط ولكنها تتعدى لأسرته ولأبنائه، فيفرج كرب هذه الأسر وإدخال البهجة على نفوسهم ولم شملهم، هو عمل خير سيكون في ميزان حسناته، بإذن الله، والشيء الآخر الذي أعتبره اهتماما من خادم الحرمين الشريفين بالإنسان هو أنه وضع الوزراء أما مسؤولياتهم حين قال للوزراء في إحدى جلسات مجلس الوزراء ليس لكم عذر بعد الآن بعد أن وضعت لكم هذه الميزانيات ولن تجدوا عذرا بأنه ليس لديكم الأموال، وأنا أعتقد أن هذا التوجيه وضع المسؤول أمام مسؤولياته، يجعل كل مسؤول في الدولة يحاول قدر الإمكان أن يوصل هذه الفكرة ويحقق رغبة ولي الأمر وحرصه على مصالح مواطنيه في كل مناطق المملكة وتلك مسؤولية رسمها القائد ووضعها في أولوياته ونصب عينيه من أجل خير كل مواطنيه ورفاههم. البازعي: حقيقة هي لفتة إنسانية تدل على أن هناك نظرة شاملة لدى خادم الحرمين الشريفين لكل أوضاع الوطن والمواطنين سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، وبالتالي لا شك أن رفع المعاناة وفك أزمات السجناء الذين لم يقوموا بأعمال تسيء لأمن الوطن وكذلك ممن عليهم حقوق من المعسرين وغيرهم من هؤلاء الذين يحتاجون إلى نظرة عطف من المجتمع، فلا شك أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تأتي في سياق هذا النهج الشامل، حيث يوجد هذا التدشين للكثير من المشاريع وهناك ابتهاج في المناطق بمقدم خادم الحرمين الشريفين وتضيف إلى شمولية الفرح بمثل هذه المشاريع ومثل هذه الزيارات. الزامل: حقيقة إن هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين تدل على مكانة القائد العظيم وبإنسانيته أنه يهتم بالصغير والضعيف قبل الكبير والقوي، وهذا اهتمام ينم عن رؤية ونظرة اجتماعية للإنسان كإنسان في أي مكان في العالم خاصة في بلادنا المباركة. و في بداية الزيارة تكون هذه الهدية والعفو عن السجناء المعسرين، وأنها رسالة لجميع المواطنين في كل المناطق وأنه سيقول لهم "أنا آت إليكم وأستمع لمطالبكم وأتحسس حاجاتكم" وهذه تعطي الناس شعورا أكبر بالتلاحم والتعاطف الذي يربط بين القائد وأبنائه المواطنين، وهي تلخيص لهذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين. المريخي: طبعا يظهر الجانب الإنساني في هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، وهذا أمر تعودنا علينا كمواطنين، ولكن أعتقد أن علينا أن نحول دائما المبادرات الخيرة إلى برامج حقيقية مستدامة، فمبادرة خادم الحرمين الشريفين أعطت فرصة لكثير من الناس أن يبدأوا حياة جديدة ومعالجة مشكلة وقعوا فيها، ولكن لكي يكون العمل حقيقيا، فيجب أن تكون هناك برامج السجناء وإصلاحهم، أعتقد أنها قضية كبيرة جدا يجب أن تحول إلى برامج حقيقية وتكون لدينا برامج لرعاية السجين عندما يخرج وبرامج وقائية قبل وقوع المشكلة. التويجري: الإفراج عن السجناء طبعا له مردود إنساني واجتماعي واقتصادي، ولذلك ليس غريبا على عبد الله بن عبد العزيز ملك مملكة الإنسانية، أن يراعي هذا النهج. مشروع جامعة حائل التي تضم عددا كبيرا من الكليات تم توقيعه وإنشاء بعضها مثل كليات الطب والحاسب الآلي والعلوم وكلية المجتمع، ماذا تضيف لمنطقة حائل؟ الأنصاري: الحقيقة إن الاهتمام بحائل شيء لا يستغرب وأعتقد أن افتتاح كليات الطب وغيرها من الكليات في هذه المنطقة أمر طبيعي ومهم، نظرا لاحتياج المنطقة الشديد إلى هذه الدراسة الجامعية المتعمقة، وأعتقد أن حائل تمثل الأطراف الشمالية أو البعد الشمالي للمملكة. ولذلك سوف يكون لديها الكثير من الإمكانيات التي ستعطي الفرحة لأبناء الشمال في تبوك والجوف وغيرها، مما يجعلها مركزا للدراسات الطبية في هذه المنطقة وبالتالي أعتقد أنها إضافة رائعة لكوكبة الجامعات الطبية التي تحتويها المملكة وعلى مدى قصير سوف تصبح المملكة، بإذن الله، مركزا طبيا عالميا بفضل الاهتمام الكبير من الدولة في هذا الاتجاه. البازعي: فيما يتعلق بتدشين مشروع جامعة حائل، فحقيقة آخذة في سياق الاهتمام بالتعليم الذي هو اهتمام بالتنمية البشرية في مختلف وجوهها ومجالاتها وكذلك هو تجسيد عملي لمبدأ نشر التعليم الجامعي بالذات والتعليم بمراحله المختلفة وتخصصاته في جميع مناطق المملكة، ولذلك هناك توجه لإنشاء الجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة، وهذا ما تتطلبه عملية التنمية والتزايد السكاني في المملكة حاليا والمتوقع في المستقبل، وبالتالي ستكون هناك جامعات وكليات ومراكز للتدريب المهني والتعليم الفني وكليات تقنية في مختلف المناطق مما يفيد في نشر التعليم ورفع مستويات التنمية الاقتصادية والبشرية في المناطق المختلفة ومنها منطقة حائل، وأيضا أنظر إليها نظرة أخرى تتمثل في التنافس الشريف بين هذه الجامعات والكليات مما ينعكس على المستويات التعليمية لدينا ويجعل التعليم في المملكة رائدا ومنافسا ليس في المنطقة، وإنما كذلك على مستوى العالم. الزامل: التعليم مصدر ورافد رئيسي لأي اقتصاد في العالم، ولكي تنمي الاقتصاد لا بد من تنمية العناصر البشرية، وإقامة مثل هذه الجامعة في بوابة الشمال يعني الشيء الكثير. إن المملكة تهتم بالإنسان في كل منطقة من مناطقها، والجامعة بشقيها الأولاد والبنات تعتبر نظرة ثاقبة ونؤكد أن التعليم حق للجميع في هذا البلد وأنه فتح عظيم للأهالي الذين يضطرون للسفر طويلا من أجل العلم في مناطق أبعد في المراكز الرئيسية للتعليم، لكن مثل هذه الجامعة ستوفر الفرصة لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة دون تجشم عناء السفر. المريخي: التعليم الجامعي من أهم العناصر التي توطن التنمية، ولا شك أن جامعة حائل سيكون لها انعكاسها الجيد على منطقة حائل، ولكن المهم أيضا انعكاسها على مستوى المملكة، لأن انتشار التعليم الجامعي في مناطق المملكة سيخلق نوعا من المنافسة وهو ما يجعل الطالب يبحث عن الجامعة المميزة، كما أن الجامعات تعطي الفرصة للمواطنين للتنقل في المناطق دون التقيد بالإقليمية، وكلنا عشنا في الجامعات، والطالب يتنقل من جامعة لأخرى بحثا عن الأفضل والأميز. التويجري: هذه الجولة تثبت أنها ليست جولة تقليدية، وأن هذا العهد يركز على بناء الإنسان وكل ما له علاقة بتنمية القوى البشرية، كان لدينا سبع جامعات حكومية، والآن لدينا 18 جامعة حكومية وعشرات الجامعات الخاصة بدعم مباشر من الدولة، وذلك خلال وقت ليس بالطويل، وهو ما يؤكد أن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين عازمة على بناء الإنسان السعودي كل في منطقته، وفي التخصصات التي تحتاج إليها بلادنا. مشاريع الطرق بلغت 1.8 مليار من ضمن عشرة مليارات خصصت من ميزانية 2004/ 2005، ماذا تضيف للطرق في منطقة حائل والمدينة؟ الأنصاري: حقيقة أعتقد أن مشاريع الطرق هي أساس التنمية، فبدون الطرق لا يتم التواصل بين المجتمعات خاصة أن المملكة عبارة عن قارة، ولهذا فإن الطرق هي الشرايين التي توصل الإنسان بأخيه الإنسان في أي منطقة، وكثيرا ما سافرت من الرياض إلى نجران وكنت أعاني كثيرا، لكن وزارة النقل تحاول بقدر الإمكان حاليا بناء هذا الطريق، ومن الجنوب أيضا إلى الشمال عبر عرعر، هناك طرق قاتلة، ونحن نأمل في الوقت الحاضر بناء طريق دولي في هذه المنطقة في القريب، ولذلك ربط منطقة حائل بالمدينة المنورة والقصيم، يمثل نقطة ارتكاز مهمة لهذا المثلث المهم، ولهذا أعتقد أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بربط حائل بالمناطق الأخرى هو بمثابة شريان جديد يضخ في حائل مما نأمل أن يجعلها في مقدمة المدن الناشطة في مجتمعنا السعودي. البازعي: لا شك أن الطرق والاتصالات بشكل عام تشكل أهمية كبرى سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي والتنموي، ولا شك أن الربط بين المناطق ييسر التواصل الاقتصادي والاجتماعي ويخفض التكاليف وتجعل من الممكن والسهل إقامة المشاريع واستغلال ما تتميز به المناطق من موارد، وأود أن أشير إلى أن بعض المحللين يعزون نسبة المعدل الكبير في النمو في الصين، الذي استمر لأكثر من عقدين، إلى ما قامت به الصين من مشاريع كبيرة وإنفاق كبير على الطرق بالذات، مما يخفض التكاليف ويجعل المشاريع أكثر جدوى اقتصاديا، وليس ذلك فقط ولكن قد تكون بعض المشاريع غير المجدية نتيجة لصعوبة التواصل مع المناطق ومراكز البيع والأسواق يمكن أن تكون مجدية إذا وجدت الطرق التي تسهل نقل المنتجات والمواد الخام إليها، لذلك نتوقع، إن شاء الله، أن ربط منطقة حائل لا شك أننا نتوقع أن يكون له مردود اقتصادي جيد، وعلى معدل النمو الذي نتوقع أيضا أن يكون جيدا وقويا خلال الفترة المقبلة. الزامل: مشاريع طرق منطقة حائل من الأمور الحيوية لها، والحقيقة أنني كنت في زيارة قريبا للمنطقة وكان الأهالي يستبشرون بهذه المشاريع خاصة عندما يكون الحديث عن طريق الجوف الذي سيكون بوابة للمنطقة وتنمية الاستثمارات ومعلوم الأهمية القصوى أيضا للطرق بالنسبة لأي استثمارات تقام في حائل كما في غيرها، فإقامة أي مصنع يكون من الأمور الحيوية لنجاحه واستمراره وجود الطرق التي تسهل حركة منتجات المصنع والمواد الخام، ولهذا فإن مشاريع النقل هذه تمثل بشرى وفتحا لأهالي حائل ليس للنقل والحركة بين الناس فحسب ولكن أيضا بالنسبة للحركة الاقتصادية والصناعية والاستثمارية. المريخي: بالنسبة لحائل، أعتقد أن الطرق أمر مهم جدا لهذه المنطقة، ووفقا للدراسات التي أجريت للمنطقة فقد اتضح أن إحدى المزايا النسبية لها، تتمثل في موقعها المهم بمعنى أنه عندما توفر لمنطقة حائل شبكة طرق واتصال سواء طرق برية (قطارات) أو نقل جوي، فتلك إحدى الآليات المهمة لانتعاش الاستثمار في المنطقة واستغلال الميزة النسبية لحائل، أما بصفة عامة للطرق فهي معروف أنها تشكل الشرايين الحيوية للمدن كالشرايين في جسم الإنسان، هي الناقل للحياة في الجسم. التويجري: بالنسبة للطرق فلا شك أنها أحد أهم مقومات الحياة الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية، وما أقيم في حائل هو امتداد لطرق دولية وطرق موجودة في مناطق أخرى، ولكنها تستكمل شبكة الطرق التي تربط مدن المملكة في الداخل وكذلك مع دول أخرى مجاورة. مشروع مياه حائل بتكلفة 1.8 مليار يوفر 600 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا.. ماذا يضيف للمنطقة؟ الأنصاري: أعتقد أن اهتمام الدولة بالمياه لمنطقة حائل وما تنفقه من أموال هي مشكلة المشاكل لمعظم مناطق المملكة، بسبب قلة المياه الجوفية، ولذلك لا بد من نقل هذه المياه وتوفيرها من مناطق بعيدة للإنسان لكي يستقر، فالمياه هي سر الحياة وسر استقرار وبقاء الإنسان في أي منطقة من المناطق، وأعتقد أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتوفير المياه الصالحة للشرب والزراعة في حائل إلى جانب بناء السدود في تلك المنطقة يساعد على إيجاد مجتمع زراعي وصناعي في الوقت نفسه. البازعي: مشروع المياه لحائل، هو مشروع حيوي جدا للمنطقة، والماء هو الضروري للحياة، وإذا وجد وجدت الحياة, والله سبحانه يقول: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وبالتالي من المهم جدا إيجاد مشاريع للمياه تكمل مشاريع البنية الأساسية في أي مدينة أو منطقة. الزامل: مشروع المياه في حائل، كما هو مهم في منطقة حائل، هو مشروع حيوي للاستقرار والرخاء في المنطقة، وحقيقة هو مشروع استراتيجي يخدم أهالي حائل حاضرا ومستقبلا. المريخي: المياه، عصب الحياة، وفي مجتمعنا الصحراوي عندما ينزل المطر تدب الحياة ويحصل النمو، والحمد لله، أن هذا المشروع يؤكد اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتوفير المياه لهذا الجزء العزيز على الوطن. التويجري: المشروع يبين أن المشاريع التي اعتمدت لحائل درست بعناية، حيث إن الماء هو من أهم متطلبات عناصر الحياة والبنية الأساسية. مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، وهي من أكبر المدن الاقتصادية ماذا يضيف هذا المشروع العملاق لها؟ الأنصاري: هذه المدينة إلى جانب فرحتي بإنشائها، إلا أن فرحتي أكثر لأنها حملت اسم الأمير عبد العزيز بن مساعد، لأن هذا الرجل كان أحد عوامل تثبيت المملكة في هذا الجانب وتثبيت الوضع السياسي في هذه المنطقة، وعندما تسمى هذه المدينة باسمه، إنما هو عرفان بالجميل للشخصيات التي ساهمت في بناء هذا البلد، وما من شك في أن هذه المدينة التي سيقوم بها القطاع الخاص وهو موقف تحد لهذا القطاع بأنه يستطيع أن يقوم بهذا الأمل الذي وضع على أكتافهم للقيام به، وأتصور أن هذه المدينة ستكون مكانا لتجربة منطقية لأصحاب الرساميل وكيف يمكن أن يكونوا مجتمعا اقتصاديا قائما على التعاون سواء كان في التجارة أو التسويق أو التصنيع للمنتجات الزراعية أو التعدينية وتنشيط حركة النقل بين المناطق المختلفة، كل هذه الأمور أعتقد أنها مهمة جدا لخلق تنمية متوازنة بين المناطق المختلفة. البازعي: لا شك أن بلادنا تنعم بكثير من المزايا النسبية التي يوفر استغلالها دواعم وروافد أساسية للنمو الاقتصادي والتنمية في البلاد، وليس غني عن القول إن أبرز المزايا النسبية تلك هي ميزة الطاقة بأنواعها المختلفة، ولا شك أن المملكة بحاجة إلى مشاريع ذات أبعاد استراتيجية لا تستجيب فقط للحاجة الآنية فقط وإنما تكون هذه المشاريع أيضا ذات نظرة مستقبلية تعمل على إيجاد الفرص والاستجابة لها، وهناك حاجة أيضا إلى وضع أسس للتنمية من هذا المنطلق، تقوم على ميزة ديناميكية أي إيجاد هذه الميزة والاستفادة منها، ونأمل أن تكون مثل هذه المدينة ما يحقق ذلك لبلادنا الغالية. الزامل: هذه المدينة الاقتصادية تعد إضافة إلى اقتصاد المملكة، والتحدي هو في التنفيذ، ولكي تتم عملية التنفيذ بطريقة علمية لا بد أن تكون الآلية بطريقة مدروسة ونستفيد من تجارب سابقة وأفضل تجربة مرت على المملكة تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع، هذه التجربة أعطت المملكة ميزة في مجال الطاقة والتصنيع لا تضاهيها تجربة في العالم وعلى مستوى الشرق الأوسط. والآن مثل هذه المدينة تتطلب من المسؤولين التفكير في آلية العمل وتهيئة الكوادر المهمة البشرية إداريا كي تجذب القطاع الخاص للاستثمار في هذه المدينة، فمن الأشياء الحيوية الآن ضرورة الاهتمام بطريقة إدارة هذه المدينة وإيجاد مزايا جاذبة لاستثمارات القطاع الخاص، وبالإمكان إنشاء هيئة ملكية على غرار الهيئة الملكية للجبيل وينبع، تقوم بالتوجيه المباشر لتهيئة هذه المدينة وأيضا غيرها من المدن الصناعية حسب الحاجة إلى ذلك. المريخي: أهنئ حائل على الهدية الكريمة في هذا الوقت الجيد، والأمل أن تكون داعما جيدا للتنمية في منطقة حائل، وأعتقد أن المدينة الاقتصادية مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل هي جزء من منظومة متكاملة في ذهن خادم الحرمين الشريفين، وفي تقديري أنها قائمة على الميزة النسبية لموقع منطقة حائل، وآمل ألا تترك مثل هذه المشاريع التنموية العملاقة للقطاع الخاص، لأن هذه المناطق لم تحصل على نصيبها من التنمية في فترة سابقة، وإعطاء التنمية بشكل كامل للقطاع الخاص في هذه المناطق قد يكون فيها نوع من المغامرة ولهذا يجب أن تكون الدولة شريكا أساسيا في التنمية. التويجري: إنشاء هذه المدينة يقدم رسالة وهي ديدن دولتنا الرشيدة في الوفاء، وتسميتها رمز للوفاء، وهو وفاء غير مستغرب من خادم الحرمين الشريفين والمدينة تعتمد 100 في المائة على القطاع الخاص، وتلك رسالة إذا وفرت لها البيئة الصحيحة فستنمو وستقوم، بمعنى أنه لا بد أن تتكاتف الجهود كافة، وحتى الجهات الحكومية لتوفير بيئة ملائمة ومشجعة للمستثمر، ابتداء من الحاكم الإداري إلى جميع الإدارات في توفير بيئة خصبة تساعد المستثمر وتجذبه للمجيء إلى حائل ليستثمر في هذه المنطقة، وإن كنت أنا أؤيد بالكامل دور القطاع الخاص في هذا المشروع ولكن إدارة القطاع الخاص تحتاج إلى قوة من القطاع العام لكي تنمو وتنجح ، ولهذا يجب أن نوفر البيئة السليمة لنموها ونجاحها. القصبي: هذه المدن الخمس فيها التوزيع الجغرافي للتنمية والتوزيع القطاعي، للقطاعات المختلفة والخروج من البيروقراطية التي تعوق كثيرا من جهود التنمية ، وفكرة المدن هذه فكرة رائدة للخروج من القمقم الذي وضعتنا فيه البيروقراطية وهذه المدن ستكون محركات خمس للتنمية في مناطق موزعة توزيعا جغرافيا في أنحاء المملكة وستكون محركا ليس للتنمية الاقتصادية المتوازنة فقط، وإنما للتنمية الاجتماعية، والتوزيع السكاني، وتوفير فرص متساوية في التعليم والصحة والاقتصاد للمواطنين في مناطق المملكة المختلفة. افتتح خادم الحرمين الشريفين ووضع حجر الأساس لمشاريع تعليمية وإسكانية وتنموية في منطقة القصيم ماذا تضيف هذه المشاريع للمنطقة؟ الأنصاري: أعتقد أن منطقة القصيم تتميز بميزات كثيرة جداً قد لا تبدو في مناطق أخرى وهي منذ القدم كانت منطقة عمل وإنتاج وهذه المزايا التي تنطوي عليها المنطقة فإن مواطن تلك المنطقة كان دائماً واعياً بأن يستمر في عمله داخل المناطق وحريصاً على ممارسة العمل في القطاعات المختلفة. ومن هنا كان اهتمام الدولة بوضع هذه المعاهد التدريبية والاهتمام بالتعليم الجامعي في هذه المنطقة، ولهذا فهو اهتمام ليس بغريب بل وضع في مكانه، ولا بد أن هناك دراسات سكانية كثيرة استطاعت أن تقدر هذا المكان وإنسانه وأن تقدر بناء هذه المؤسسات التنموية المختلفة في منطقة القصيم. البازعي: ما أشير إليه من المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين يأتي تأكيداً وتجسيداً واستمراراً للاهتمام بالتنمية، المتوازنة المختلفة سواء كانت بشرية أو التنمية الأساسية. ولا شك أن الاهتمام بالتعليم، كما ذكرنا عن منطقة حائل، فإن الاهتمام نفسه في القصيم، بالتنمية البشرية والاقتصادية. ما هي الميزة النسبية في التركيز على منطقة القصيم بتوسيع ونشر وتكثيف التدريب المهني؟ البازعي: قد تكون إجابة أو رؤية اجتهادية وهو أن هناك في السنوات الماضية كان هناك تركيز على التعليم في الجوانب النظرية والأدبية، وصحيح أن التعليم الفني والتقني كان موجوداً آنذاك، لكنه لم يكن بالصورة المطلوبة، ومن هنا جاء الاهتمام بهذا الجانب التدريبي والتأهيلي لإعادة التوازن للاهتمام بجوانب التعليم المختلفة. الزامل: إن فتح مثل هذه المعاهد التدريبية والمهنية، مسألة مهمة لسد النقص في هذا المجال. واختيرت منطقة القصيم كغيرها من المناطق التي تحظى بالرعاية ولتوفر الكوادر البشرية المؤهلة، وهو ما يمكن أن يكون أحد العوامل البشرية التي جعلت منطقة القصيم محط اهتمام قيادتنا الرشيدة، لإيجاد مثل هذه المعاهد، والتي جاءت كإضافة جديدة للمنطقة. ولذا فإن التعليم المهني في المملكة يلبي بعداً آخر وإضافة جديدة للمنطقة، وكان التعليم الجامعي متوافراً في المنطقة والآن أوجد التعليم المهني ليواكب احتياجات المنطقة من الكوادر المهنية. المريخي: أعتقد أن الزيارات القادمة ستجد أشياءً متشابهة، لكن فيما يخص منطقة القصيم فهي استكمال للحلقة، فهي منطقة فيها الكثير من الأنشطة الاقتصادية الجيدة، وفيها قطاع خاص فاعل، ولكي تستكمل البنية الأساسية للتنمية الاقتصادية تحتاج إلى كوادر قادرة على العمل في القطاعات الاقتصادية وأعتقد أن هذا هو المبرر الأساسي. التويجري: منطقة القصيم تتميز بنمو سريع ومضطرد للقطاع الخاص، وهو يتطلب توفر كفاءات في جميع التخصصات. وأيضاً القصيم اشتهرت منذ القدم، بكون أبناء المنطقة من رجال الأعمال، وهم من أول من سافر لطلب المعيشة أو الرزق خارج المملكة والتركيز على مثل تلك العوامل من أجل توفير القوى والعقول البشرية وتوفر القطاع الخاص القادرة على استيعاب الأيدي العاملة الوطنية. وأيضاً وقوع منطقة القصيم في وسط المملكة كما ركز كثير من الأعمال في هذه المنطقة. كيف ترون وجدان القائد خادم الحرمين الشريفين تجاه أبنائه، أبناء الشهداء الذين قتلوا في هجمات إرهابية؟ الأنصاري: من المشاهد التي لا تستغرب أن يستقبل خادم الحرمين الشريفين هؤلاء الفتية والصغار الذين حرموا من نعمة الأبوة، وكان هو الأب بالنسبة لهم، وكان الشعب السعودي هو الذي ضمن لهؤلاء الأبناء الذين نضعهم في شغاف قلوبنا، مستقبلهم بإذن الله. وكانت الدولة حفية بهم سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. وعلى أي حال المملكة مجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، ولهذا لا يستغرب أن يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عبد العزيز باستقبال هؤلاء. وشعرنا بالمشاعر الأبوية الفياضة حينما دمعت عينا خادم الحرمين الشريفين عندما رأى هؤلاء الصغار الذين حرموا نعمة الأبوة. وهذا درس نتلقاه من خادم الحرمين الشريفين بأننا يجب أن نعتني بالصغير منا ابنا وبالكبير أخاً وأباً وهذا هو الطريق الذي وضعه الإسلام طريقاً للمجتمع الواحد الذي يشد بعضه بعضاً. البازعي: ما شاهدناه ورأيناه وشعرنا به من خادم الحرمين الشريفين في اللقطة الإنسانية الرائعة، يوضح بجلاء إنسانية الملك ومشاركته هؤلاء الأبناء في مصابهم، وأن مصابهم هو مصاب الوطن جميعاً وبالتالي تأكيد منه - حفظه الله - أنه معهم بمشاعره وشعوره بمصابهم، وأن القائد والوطن لن ينسياهم أو يهملاهم بل سيظلوا دوماً في قلب اهتمامهما وجديرين بعطفهما وعطائهما. الزامل: حقيقة إنه موقف إنساني مؤثر يهز المشاعر، وفيه تجسيد لثوابت المملكة ومبادئ الإسلام وتحقق مصالح الشعب والمسلمين، وهذا ما نأمله دائما من لدن خادم الحرمين الشريفين كراعٍ مسؤول عن رعيته كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". وهنا تجسد النموذج والقدوة، من الراعي الذي يهتم بالصغير قبل الكبير والضعيف قبل القوى. المريخى: أنا لا أستغرب هذه المشاعر الإنسانية الفياضة ومن العطاء الإنساني لولاة الأمر في المملكة، وقيادتنا وتعاطفها مع أبنائها ومواطنيها، ولكني أقول دائما ما هو الدرس المستفاد من ذلك؟ وأعتقد أن هذه هي الرسالة التي ينبغي على كل مواطن أن يتفاعل مع أبناء رجال الأمن الذين يضحون بأرواحهم حماية للوطن وأمنه واستقراره وحماية أمن كل مواطنيه، وأنه ليست القيادة فقط هي المطالبة بالرعاية، ولكن كل إنسان في موقعه وبما يستطيع أن يكون أبا أو أخا لكل ابن شهيد قدم حياته فداء للوطن. التويجري: حقيقة ليس غريباً على عبد الله بن عبد العزيز ملك مملكة الإنسانية والملك الإنسان هذا الشعور وهذا التفاعل الإنساني لأبناء من استشهدوا دفاعاً عنا جميعاً وذوداً عن مجتمعنا الغالي. أنشأ الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم لجنة نسائية برئاسة الأميرة نورة بنت محمد تحت اسم "اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء" وكانت بحق ترعاهم يوماً بيوم وليس أسبوعاً بأسبوع وترعى احتياجاتهم وتتابعهم في مدارسهم. وهذا شيء أنا مطلع عليه، وبحكم أنني منم قدمتهم إلى خادم الحرمين الشريفين عندما التقى بهم، وكنت على بعد سنتميترات من مقامه الكريم، كان موقفاً مهيباً ومفعماً بالمشاعر الإنسانية الراقية والحانية، ونابعة من قلب مليء بالرحمة قلب عبد الله بن عبد العزيز، وتقديره لهذه الفئة التي ضحت من أجل المملكة وطناً ومواطنين، منهم أبناء من فقد حياته ذوداً عن دينه ووطنه ومليكه ومجتمعه، فواجب علينا أن نتفاعل جميعاً ونكون جميعاً آباءً لهؤلاء. بحكم أنك كنت قريباً من خادم الحرمين الشريفين، فماذا كان يقول لأبنائه؟ التويجري: كان يتحدث معهم ويقول لهم: إن عبد الله بن عبد العزيز هو والدكم، عبد الله بن عبد العزيز مسؤول عنكم مدى الحياة، عبد الله بن عبد العزيز لم ينته موقفه عند ذلك، وإن كنت غير مصرح لي بما أصرح به، قدم من حسابه الخاص بعد ذلك مبالغ إضافية رغم أن الدولة منذ البداية لم تقصر معهم، بل قدمت لهم ووفرت المنزل والمصروف وراتب الأب مع ترقية مدى الحياة. ومع ذلك قدم عبد الله بن عبد العزيز الملك الإنسان من حسابه الخاص مبالغ فورية لأبناء الشهداء قمنا بتسليمها في اليوم نفسه. القصيبي: أعتقد أن هذه الدمعة الحانية من خادم الحرمين الشريفين كشفت حقيقة جوهر ملك القلوب عبد الله بن عبد العزيز ومشاعره تجاه أبناء الشهداء، شهداء الوطن، مع وجود وسائل الإعلام، لكن طغت حقيقة وجوهر الملك الرؤوف الرحيم على كل المظاهر الأخرى. دشن خادم الحرمين الشريفين في المدينة مشاريع صحية، وتعليمية، وتنموية، ماذا تضيف هذه للمدينة المنورة والمملكة بشكل عام؟ الأنصاري: ليس بغريب على خادم الحرمين الشريفين هذا الاهتمام بالمدينة المنورة، وسبق أن عرفنا مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله، كان يأتي ويمضي أشهراً في المدينة المنورة يراقب بنفسه عمارة المسجد النبوي الشريف. ولذلك فهذا الاهتمام من دولتنا بالمدينة المنورة هو اهتمام نفخر به جميعاً كمواطنين لأن الحرمين الشريفين هما واجهة المملكة أمام العالم الإسلامي. ولهذا فإن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو اهتمام بكل مسلم على وجه الأرض لأن هذا مثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي لا بد أن يهتم بها وأن يضع الغالي والنفيس في سبيل أن تبدو في أجمل صورة. ولذلك كان الاهتمام بها من النواحي الصحية والتعليمية والفكرية لتصبح فعلاً ملتقى للفكر والثقافة للمملكة بصفة عامة والعالم الإسلامي بشكل عام. البازعي: ما تم خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المدينة المنورة هو تأكيد واستمرار لنهج قيادة المملكة في الاهتمام بالحرمين الشريفين، والحقيقة أن ما حظيت به مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من اهتمام ومشاريع هو تجسيد لذلك لتكون هذه المدينة الطيبة حقيقة متطورة من جميع النواحي. الزامل: ندخل الآن إلى البعد العالمي لهذه المناشط الاقتصادية، وما يستثمر فيها يتعدى حقيقة النطاق الإقليمي ويمتد إلى النطاق العالمي، لأن المدينة يمكن أن تكون مصدراً كبيراً للاستثمارات العالمية خاصة من المسلمين الذين يرغبون في أن تكون لهم استثمارات في هذا البلد المبارك، إضافة إلى أن المدينة هي ميزة نسبية للمملكة مثل مكة المكرمة، فالتركيز على الميزة النسبية سيعطي بعداً عالمياً آخر إذا أديرت بإدارة سليمة وصحيحة وتوجه علمي. المريخي: المدينة المنورة كمنطقة مثلها مثل بقية مناطق المملكة تجد الدعم والرعاية من القيادة، طبعاً المدينة المنورة تحظى بأبعاد عالمية ويجب أن تبرز على وجه الخصوص. ومنطقة المدينة تجد بشكل عام اهتماما من القيادة، وينبع ذلك من إمكانات اقتصادية واعدة لدور اقتصادي كبير، وما يقدم للمنطقة من مشاريع صحيحة وتعليمية هي بنية أساسية لإيجاد قاعدة بشرية قادرة على الإنتاج. التويجري: المدينة المنورة تحتاج الكثير والكثير وليس غريباً ما ينفق عليها من أموال ومشاريع، فاهتمام الدولة منذ القدم بالحرمين الشريفين يوفر لهما من سبل الخدمة. وهذه الجولة هي جولة خير وعطاء فكل محطة يحط فيها خادم الحرمين الشريفين نجد مشاريع وتنمية ورؤية ثاقبة لتنمية كل منطقة. القصبي: أعتقد أن ما رصد للمدينة المنورة في زيارة خادم الحرمين الشريفين، هو تجسيد لاهتمام القيادة منذ عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله بالحرمين الشريفين والذي أصبح اسما لملك البلاد خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله. في زيارته للمدينة المنورة تجسيد لهذا التوجه الاستراتيجي من العناية بالمسجد النبوي ومدينة طيبة الطيبة وجعلها محط أنظار العالم الإسلامي وقادرة على القيام بدورها لكل المسلمين في بقاع الأرض. وهذا يكمل السياسة التي رسمها خادم الحرمين الشريفين لإعمار الحرمين الشريفين. تحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة من إقليمي إلى مطار دولي ماذا يضيف للمدينة المنورة ؟ الأنصاري: تحويل مطار المدينة من مطار إقليمي إلى مطار دولي كانت أمنية كبيرة يتمناها كل مواطن في المدينة المنورة، والحمد لله تحققت هذا العام، ذلك لأن هذا المطار سوف يخفف العبء على مطار جدة، والمطارات الدولية الأخرى في المملكة، وبالتالي فإن من يريد أن يأتي لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بالضرورة أن يأتي إلى جدة أو أية جهة أخرى، بل يمكن أن يأتي مباشرة إلى المدينة المنورة ومنها ينتقل بالطرق البرية الجيدة ولله الحمد لأي مكان في المملكة. وطبعاً من الوجهة الاقتصادية، فإن خطوط الطيران التي ستنقل المسافرين إلى المدينة المنورة بقدرة واستيعاب أكبر مما هو عليه الآن كمطار إقليمي ستسهم في تنشيط حركة النقل والسفر والحركة الاقتصادية والتجارية والبيع والشراء في المدينة المنورة. وهذا ما سوف يحدث تحولاً اقتصادياً مهما في المنطقة بسبب وجود هذا المطار الدولي، خاصة وهو يصاحب كل الإضافات الجديدة للنشاط الاقتصادي في المدينة المنورة وخصوصاً مدينة المعرفة الاقتصادية التي أعلن عن إنشائها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين كذلك. البازعي: بالنسبة للمطار لا شك أن المدينة المنورة هي وجهة للزائرين، وبالتالي وجود مطار كبير ليستوعب رحلات أكثر وأكبر من دول ومناطق مختلفة لا شك سيضيف بعداً مهما للحركة الاقتصادية في المدينة وكذلك الحركة الاجتماعية، كما يوفر للزائرين بديلا عن مطار جدة المزدحم، ويخلق منافسة مع المطارات القريبة منه، كما يسمح بوجود خدمات أفضل للمسافرين والزائرين. وأتوقع أن يضيف - بإذن الله – إلى معدلات التنمية في المدينة المنورة والمناطق القريبة منها. الزامل: هذا يؤكد ما ذكرته من ميزة نسبية للمدينة المنورة، وهو يشكل تفعيلاً استراتيجياً لهذا المبدأ، فوجود هذا المطار الدولي يبرز هذه الميزة ويحقق الكثير والكثير من الفوائد للمسافرين وإنعاش الحركة الاقتصادية، كما يعطي البعد العالمي للمدينة المنورة. وأود أن أشير أيضاً إلى ما كان قد ذكره خادم الحرمين الشريفين في المدينة المنورة، حين قال "إن خدمة الحرمين الشريفين عندي لا يعادلها أي مجد من أمجاد الدنيا الزائلة". المريخي: ذكر الإخوان الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي ستعود على المدينة المنورة والمنطقة من تحويل المطار إلى مطار دولي، وهذا لا يحتاج مني إلى إضافة، لكن أنظر إلى أنه يمثل خدمة من خادم الحرمين الشريفين أكثر من أي شيء آخر للمسلمين، وراحتهم، وهو أهم بكثير من الأبعاد الاقتصادية للموضوع. التويجري: المطار الدولي سيضيف الكثير للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة المدينة المنورة بل وللمناطق المجاورة أيضاً0 القصبي: تحويل المطار إلى مطار دولي هو نقلة نوعية في استراتيجية الدولة تجاه الحج والعمرة وتسهيل الزيارة لزوار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، كذلك تعتبر زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار إضافة للطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة استعداداً للنمو المتوقع في عدد الرحلات الدولية القادمة إلى المملكة. </div><div> </div><table style="width: 521px; border-collapse: collapse; height: 179px;" bordercolor="#111111" height="179" cellspacing="0" cellpadding="0" width="521" align="center" bgcolor="#3399ff" border="1"><tbody><tr><td width="583" height="177"><p dir="rtl" align="center"><b><font size="2">التوصيات</font></b></p><p dir="rtl" align="right"><b><font size="2">1 ـ قيام المسؤولين بزيارات مستمرة لكامل مدن المملكة وقراها، اقتداء بما قام ويقوم به خادم الحرمين الشريفين.<br>
2 ـ إعطاء البعد المكاني للتنمية أهميته بحيث يكون الوجه الآخر للبعد القطاعي.<br>
3 ـ وضع آليات لمتابعة تنفيذ المشاريع لضمان تنفيذها بأحسن صورة ممكنة وفي الوقت المناسب.<br>
4 ـ التركيز على الميزة النسبية لكل منطقة وتنمية الموارد البشرية من الجنسين، وإنشاء هيئة ملكية لتنمية الموارد البشرية.<br>
5 ـ اهتمام المسؤولين بالمناطق المختلفة بالمشاريع ذات الأبعاد التنموية والاجتماعية.<br>
6 ـ إزالة العوائق التي تعترض التنمية وتجاوز الروتين بإسراع إنجاز المعاملات والاهتمام بالتنفيذ بشكل متقن ولمدى طويل.<br>
7 ـ الاستفادة من الموقع الجغرافي لكل مناطق المملكة واستثماره.<br>
8 ـ التركيز على المدن المتوسطة والصغيرة لدعم التنمية والحد من الهجرة للمدن وإيصال ثمار التنمية إليها.</font></b></p></td></tr></tbody></table><div>__________________________________________________</div><div> </div><div> </div>