الباحة واحة غناء تغري رجال الأعمال بمواقعها السياحية

الباحة واحة غناء تغري رجال الأعمال بمواقعها السياحية

تتميز الباحة بكونها واحة غناء إذ ترتدي حلتها الخضراء وتتزين بأجمل الورود بشتى ألوانها والتي تفوح بعبقها الساحر استعداداً لقدوم الضيف الكبير خادم الحرمين الشريفين.
وتتفرد الباحة بالطبيعة الخلابة المرصعة بالشواهد التاريخية والآثار كالقلاع والحصون والقرى القديمة وعدد هائل من المدرجات الزراعية التي تعود لآلاف السنين خلاف الأودية والأنهار التي تغسل شلالاتها قمم الجبال و يغلب على تضاريس منطقة الباحة الصفة الجبلية لوجود جبال السروات الممتدة من الجزء الشمالي الغربي إلى الجنوب الشرقي ورغم انعدام الشريط الساحلي المباشر إلا أن الأرض المنخفضة في أسفل جبال السروات ذات مناخ حار ورطب، وبشكل عام تتمتع المنطقة بمناخ جبلي معتدل صيفاً، وبارد شتاء، وانتشار الغابات الكثيفة وقابلية لتطوير الزراعة في قاع الوديان، والباحة هي احدى المناطق الرئيسية في المملكة العربية السعودية وتقع في الجزء الجنوبي الغربي وهي منطقة ذات مناخ معتدل بسبب ارتفاعها عن سطح البحر وتشكل منطقة الباحة ثاني أعلى كثافة سكانية في المملكة نسبة إلى صغر مساحتها حيث يزيد عدد السكان على 600.000 نسمة يقطنون ما يزيد على 1200 قرية وأهم المدن في المنطقة هي: ( الباحة ـ بلجرشي ـ المندق ، قلوة ـ المخواة ـ العقيق ـ القرى ـ بني كبير ) مع تجمعات حضرية كبيرة في بني حسن وبني ظبيان، كما تمتاز المنطقة بتضاريسها ومتنزهاتها وغاباتها الرائعة التي تتنوع فيها النباتات الطبيعية، كما تزخر المنطقة بالعديد من الإطارات الرائعة على قمم المنحدرات وانتشار المباني والمناطق ذات الطابع الأثري الجميل وتعتبر الباحة من المناطق السياحية في المملكة حيث تنتظر المنطقة مشاريع ومدنا سياحية جاذبة للمصطافين وسيشاهد خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة عددا من المواقع السياحية في المنطقة القابلة للتطوير أمام القطاع الخاص وركزت الخطط الاستراتيجية لتنمية السياحة لمنطقة الباحة التي تنجزها الهيئة العليا للسياحة مع شركائها في المناطق ضمن خطة العمل الخمسية (1423-1428هـ) والهادفة إلى تنمية السياحة المستدامة للمملكة العربية السعودية، التي تتضمن إعداد خطط واستراتيجيات السياحة الإقليمية وخطط تطوير المناطق والمواقع السياحية، حيث وضعت الاستراتيجية هدفاً عاماً وهو المساعدة في تنمية صناعة السياحة في الباحة، وبالتالي الإسهام في تنميتها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، بما يتفق مع أهداف التنمية الوطنية للتنوع الاقتصادي، وزيادة التنمية الإقليمية، وتوفير فرص عمل ونشاط سياحي للمواطنين، وذلك من خلال تطوير الفنادق والمرافق السياحية الأخرى في المنطقة، الانتفاع من المباني والقصور القديمة وترميمها والاهتمام بإنشاء المتاحف الثقافية التقليدية، الاستخدام الأمثل للبحيرات والسدود وبناء مرافق ترفيهية حولها، توفير الخدمات المساندة مثل الكهرباء والمياه والاتصالات وشبكات الصرف الصحي. ولم تغفل الخطة أهمية المحافظة على المواقع التاريخية، والطبيعية المهمة، والعمل على إنشاء مكاتب للإعلام للتعامل مع وسائل الإعلام وتولي مهام الترويج والتسويق وكافة الأمور التي تنمي السياحة في مناطق جذب الزوار والمرافق الأخرى، علاوة على الاهتمام بتفعيل الموارد الثقافية في مجال السياحة والتي تضم الحرف والصناعات التقليدية، الأسواق الشعبية، التراث غير المادي (الفنون الشعبية، العادات لتشجيع الاستثمار في المنتجات المحلية وإقامة المهرجانات الخاصة بذلك مثل: العسل والفواكه المحلية، بجانب تركيز استراتيجية التنمية السياحية لمنطقة الباحة على قطاع السياحة إلا أنها لم تغفل القطاعات الأخرى حيث وضعت العديد من العناصر للاستفادة من هذه القطاعات، فعلى سبيل المثال توجب الاستراتيجية الاستفادة القصوى من هطول الأمطار والمناخ المناسب في قطاع الزراعة. كما حددت فرص الاستفادة من قطاع الصناعة باستغلال الفرص الاستثمارية في تعبئة المياه المعدنية، وإعداد ثلاجات لحفظ الفواكه والخضراوات، علاوة على تطوير فرص الاستفادة من الصناعة القائمة مثل العسل والمخللات والمعجنات والحلويات والجرانيت والرخام، والأثاث والقرميد والمنتجات الجلدية وترتكز الرؤية التي تعتمد عليها استراتيجية تنمية السياحة في الباحة على جعل المنطقة الوجهة الجبلية السياحية الرائدة في المملكة طوال العام لقضاء العطلات العائلية، والقيام بنشاطات متنوعة، عن طريق توفير مرافق ايواء مختلفة ذات جودة عالية، ونشاطات ترفيهية عديدة، والاستفادة من تقديم تراث المنطقة وتعتمد هذه الرؤية على مقومات المنطقة الرئيسة، خاصة موقعها الجبلي باستغلاله بشكل أفضل عن طريق إنشاء مرافق متنوعة. ولتحقيق هذا الهدف حددت الاستراتيجية أهدافاً مأمولة ومتفقاً عليها، وقابلة للقياس في إطار هذه الخطة. وتشير هذه الأهداف إلى الحالة المتوقعة للسياحة في الباحة بعد انتهاء تطبيق برنامج السنوات الخمس، كما رسمت الخطة الأهداف المأمول تحقيقها في نهاية هذا البرنامج والمتمثلة في تعريف الأسواق السياحية الوطنية المهمة في الباحة كوجهة جذب سياحية ذات هوية مميزة ومختلفة بشكل واضح عن المنافسين لها وهما: الطائف، وأبها، مع العمل على إنشاء منظمة سياحة إقليمية فعالة للقيام بتوجيه عمليات التسويق والتطوير، تأسيس قطاع سياحي قابل للاستمرار يعتمد على نفسه وذلك ببناء مرافق سياحية حديثة وتهدف الهيئة كذلك إلى تمديد الموسم السياحي بتمديد الفترة لتصبح ثمانية أشهر بدلاً من ثمانية أسابيع، وتوفير مجموعة مختلفة من النشاطات الرياضية والترفيهية الخارجية ذات الجودة العالية، إلى جانب تقديم المنتجات التراثية المتنوعة، واستغلال مناخ المنطقة وموقعها الجبلي، علاوة على توفير خدمات مساندة متنوعة ذات جودة عالية ومحسنة تشمل (الإيواء، ومنظمي الرحلات السياحية، والمطاعم تتوافق مع الأسواق المستهدفة والتوقعات المتزايدة، وتجذب الشرائح المهتمة بالتسوق مثل العائلات، والشرائح التي تسافر بغرض زيارة الأقارب والأصدقاء، وجذب الأسواق الجديدة النامية بشكل سريع، وتوفير استثمارات أكثر، ومن المهم كذلك حماية التراث (الطبيعي وغير الطبيعي) وإعادة ترميمه وتأهيله سياحياً باستخدام قرية (ذي عين) كمثال تجريبي على المستوى الوطني. وكذلك العمل على زيادة فرص التوظيف والتدريب، وتوفير فرص جديدة لتأسيس مشاريع وأعمال تجارية لرجال الأعمال الوطنيين ولتنفيذ مثل هذه الخطط الطموحة وضعت الاستراتيجية العديد من الخطط الطموحة لإنشاء العديد من المشاريع السياحية في المنطقة، أشهرها منتجع الباحة، غابة رغدان، النشاطات الترفيهية الرياضية، قرية ذي عين، جبل شدا، وبلجرشي.
وانطلاقاً من الهدف الذي وضعته خطة السياحة الوطنية وهو الحاجة إلى توفير التوازن بين التنمية السياحية الجديدة والبيئة، فقد تم وضع مشروع غابة رغدان من ضمن الأولويات استجابة لحجم وكثافة الزوار، خاصة أن منطقة رغدان تمزج بين البيئة الطبيعية والمناظر الجبلية الخلابة. ولأن الغابة تتعرض لضغط متواصل ومعرضة للخطر نتيجة لإهمال الزوار وإساءة استخدام المرافق فقد تم وضع العديد من التوصيات لتطوير الغابة، التي منها إعادة تجديد المرافق الموجودة في الغابة، وإزالة المرافق المقامة على نحو غير ملائم، أو تلك المصنوعة من خامات غير مناسبة، واستبدال المنشآت المتوافرة حالياً بمواد وخامات أكثر ملاءمة كالأخشاب والأحجار المحلية. وإنشاء خدمات إيواء مناسبة مثل فندق مبني من المواد المحلية على الطراز التقليدي في المنطقة في أحد جوانب الغابة أو بجوارها، وكذلك إزالة أو استبدال القضبان الحديدية الموجودة في وسط الأشجار وعلى حافة الجرف ووضع نماذج خشبية تناسب البيئة المحيطة بشكل أكبر، إضافة إلى إنشاء قاعدة مناسبة وثابتة للشواء وطاولات لاستخدام العائلات، مع التركيز على بعض القضايا مثل التشجير الإضافي، توافر المصادر المائية اللازمة في المستقبل، تحديد المسؤولية الإدارية والمؤسسات الحكومية التي ستناط بها إدارة المشروع، وقيام البلدية بتطوير مرافق جديدة عوضاً عن تحسين الغابات الموجودة. وتؤكد الاستراتيجية أهمية توفير مشروعين مميزين لرفع مستوى الباحة كمنطقة رائدة في توفير الخدمات الرياضية والترفيهية وذلك لمساندة المرافق الموجودة حالياً من المدينة الرياضية، بجانب إنشاء حلبة السباق بهدف جعل الباحة أفضل وجهة للرياضات. ويتم كل ذلك بغرض الاستفادة الكاملة من المناخ والارتفاع والبيئة في الباحة لتوسيع دائرة المنتجات الترفيهية في الباحة وجذب أسواق جديدة ذات قيمة أكبر مع تمديد السوق الرسمية الخاصة بالعطلة القصيرة وأعطت الاستراتيجية أهمية خاصة لجذب النساء إلى الباحة مما يسهم في جعل الباحة وجهة مريحة ومسلية ومناسبة لتجمع العائلات والأصدقاء وذلك من خلال إيجاد فرص تستثمر بشكل جيد من الأسواق النسائية والخاصة بالعائلات والهدف من ذلك هو القيام بمحاولة لجذب النساء عن طريق توفير مرافق مرغوبة غير متوافرة في أماكن أخرى، وبالتالي زيادة الشرائح ذات الدخل المرتفع من السوق العائلية، وجذب النساء اللاتي لم يفكرن مسبقاً في زيارة الباحة. وتراعي الاستراتيجية أن يكون المركز في موقع مناسب يسهل الوصول إليه من المدينة والأسواق ومرافق الإيواء لأنه سوف يشكل دعاية ممتازة للباحة كمنتجع مناسب للعائلات. وتشمل هذه المرافق والنشاطات التي يضمها المركز مسبحاً، نادياً رياضياً، مسبحاً للأطفال، مركزاً للعناية الجمالية والتدليك، مقهى، عروضاً للأزياء، ومركزاً لاحتفالات شعبية تقليدية يقدم العروض بانتظام.

الأكثر قراءة