المرأة أول اهتماماتنا والنوادي الصيفية نجاح للشباب
نجح جامع الدخيل بحي الشهداء بالرياض في أن تكون لها أنشطة متعددة لإفادة المجتمع والعمل على تحصين الشباب من الأفكار الضالة والمحدقة بهم. وكان للمرأة نصيبها من هذا الاهتمام، فقد أكد الشيخ ياسر الدوسري إمام جامع الدخيل بحي الشهداء بالرياض الذي يشرف على جميع الأنشطة بالجامع أن هذه الجهود تأتي في إطار عمل وخطط مبرمجة ومدروسة بدأت ولله الحمد تؤتي ثمارها. وأوضح في حديث لـ "الاقتصادية" أن الجامع قدم تجربة حديثة عندما نظم بعض المحاضرات المتخصصة وقد كانت التجربة هي الأولى بالنسبة إلينا، ونأمل ألا تكون الأخيرة وقد استفاد منها ولله الحمد جمع كبير من الناس، خصوصا وأنها كانت لعلماء أجلاء متخصصين في الجوانب المالية المعاصرة. وأشاد بفكرة النوادي الصيفية وقال أرى أن لهذه النوادي الصيفية عظيم الأثر على الشباب في توجيههم وتوعيتهم واكتشاف مواهبهم وصقلها واحتوائهم، خاصة في ظل الدعوات الهدامة والشهوات المتلاطمة والفراغ الصيفي الذي يجده كثير من الأبناء والإخوان
* نود التعرف على ما تحمله بطاقتكم الشخصية ؟
الاسم: ياسر بن راشد الدوسري.
المؤهل: بكالوريوس كلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جهة العمل: عضو الإرشاد الديني بقوات الدفاع الجوي.
الحالة الاجتماعية: متزوج.. والحمد لله.
بداية حدثنا عن بدايتك مع الإمامة ومتى كانت؟ وهل وجدت صعوبة في أول المشوار..؟ وهل توليتم مساجد أخرى غير هذا الجامع؟
كانت بدايتي مع إمامة المساجد في مرحلة مبكرة من عمري، حيث أصبحت إماما ولي من العمر (16 سنة)، وبطبيعة الحال كانت هناك رهبة وخوف في البداية من القيام بإمامة المصلين ، ولكن مع مرور الأيام زالت تلك الرهبة وكان أول مسجد توليت إمامته مسجد عبد الله الخليفي) رحمه الله وذلك في عام 1415 هـ وكانت الانطلاقة ثم انتقلت بعد ذلك إلى جامع عبد الله بن سعود بحي السويدي, ثم بعده إلى جامع الشيخ عبد العزيز بن باز بحي الغدير , ثم استقر بي الحال في جامع الدخيل بحي غرناطة.
كيف ترى مسؤولية إمامة المسجد؟ وهل هناك صعوبات تعترض إمام المسجد؟
لا شك أن إمامة المسجد مسؤولية كبرى، ومهمة عظمى، فمن انبرى لها فعليه القيام بحق هذه المسؤولية بالمحافظة على إمامة المصلين، وتعليم الناس وتبصيرهم بأمور دينهم، وتفعيل دور المسجد بالدروس والمحاضرات والحلقات وغيرها، والاهتمام بشؤون المأمومين وجماعة المسجد خاصّة، والتواصل معهم والحرص على تلمس كل ما يحتاج إليه المسجد، وقبل ذلك سؤال الله العون على القيام بعظم هذه المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن يسير على النهج الشرعي الصحيح.
• نظم الجامع الذي تؤمه عددا من المحاضرات القيمة في المعاملات المعاصرة، كيف ترى أهمية مثل هذه المحاضرات؟
الحقيقة كما أشرت في الإجابة السابقة أن على إمام المسجد تنظيم المحاضرات والندوات وغير ذلك مما يحتاج إليه المصلون ومن هنا كان الحرص من الجامع على تنظيم سلسلة محاضرات في الموضوعات التي تهم الناس، فكان الرأي على تنظيم وإقامة سلسلة من المحاضرات تتحدث عن المعاملات المالية المعاصرة، ولاسيما أن هذه المواضيع هي حديث الساعة، وأن المسلم بحاجة ماسة إلى معرفة حكم الله في هذه المسائل التي يعتبر كثير منها نوازل، أي حوادث جديدة، كالمساهمة والمسابقات التجارية، وبيوع التقسيط والتأمين وغيرها، وأكبر دليل على أهميتها كثرة سؤال الناس عن ذلكً عبر وسائل الإعلام المتنوعة وغيرها، وأعتقد أن تلك المحاضرات ولله الحمد قد سدت شيئا من احتياج الناس ون شاء الله سنحاول في مرات قادمة أن نواصل اختيار ما يحتاج إليه الناس من أمور المعاملات العصرية وما يسهم في تحقيق الفائدة المرجوة للجميع.
هل هذه أول تجربة لكم في الجامع لإقامة مثل هذه السلسلة ومع دعاة وعلماء متخصصين كبار في مجال الاقتصاد؟ وهل لديكم النية لمواصلة هذا النشاط؟
* نعم، كانت هذه التجربة هي الأولى بالنسبة للجامع، ونأمل ألا تكون الأخيرة، وقد استفاد منها، لله الحمد، جمع كبير من الناس ، واستفادوا من علماء أجلاء متخصصين في الجوانب المالية المعاصرة، ووجدنا ولله الحمد أثر ذلك على الأخوة الذين قضوا أوقات ماتعة معها، وأصبحوا يطالبوننا بالمزيد من هذه اللقاءات الطيبة، ونأمل إن شاء الله أن نوفق لتقديم ما يعود بالنفع عليهم ونسأل الله الإعانة والسداد.
• ما مدى الإقبال الذي واكب حضور هذه المحاضرات؟ وما مدى التفاعل معها؟ وهل تعتقد أنها جاءت في الوقت المناسب؟
* الإقبال الذي لمسناه في حينها كان كبيراً، وهذا من توفيق الله ـ فله الحمد ـ، ولقد صاحب الدورة ترتيبات تهدف إلى أن نوسع نطاق الاستفادة ليشمل أكبر عدد ممكن، فإن الحضور لا يشكلون إلا شريحة قليلة من المجتمع، والعمل الهادف طويل الأجل، لذلك فالمحاضرات سجّلت وبثت في قناة المجد الفضائية، وقامت بتسجيلها الندوة العالمية للشباب الإسلامي وتسجيلات التقوى، وسترى النور إن شاء الله قريباً، كما قمنا ببث المحاضرات عبر موقع الإنترنت (موقع "البث الإسلامي"، وموقع الجامع) ، وستعرض إن شاء الله في برنامج محاضرة الأسبوع في إذاعة القرآن الكريم، ونحن إذ نقول ذلك، نهيب بإخواننا العاملين في مجال الدعوة بشكل عام وفي مجال المساجد بشكل خاص أن يستثمروا كل ما بوسعهم استثماره إذا قاموا بنشاط دعوي ناجح، والله الموفق.
• ما أبرز الأنشطة التي يقوم بها الجامع؟
* أريد أن أوضح لكم أن أنشطة الجامع متنوعة، فبالإضافة إلى السلسلة السابقة كانت هناك سلاسل أخرى من المحاضرات وكلمات توجيهية، ودورتان في حفظ القرآن الكريم ومراجعته، في الصيف الماضي، وفي شهر رمضان. وكذلك الدروس الأسبوعية، فهناك درس لفضيلة الشيخ: عبد المحسن الزامل عشاء الأحد، ودرسان للشيخ: محمد العريفي يوم الجمعة بعد المغرب وبعد العشاء، وقد توقفت لنهاية الفصل الدراسي الحالي، وتستأنف بمشيئة الله بعد شهر رمضان، ومن أنشطته ومرافقه مدرسة الهمم النسائية لتحفيظ القرآن، ويضم 200 طالبة تقريباً، وله أنشطة كثيرة تشمل جميع المراحل من الحضانة وإلى كبيرات السن، وكذلك حلقات تحفيظ القرآن وعددها 14 حلقة، ولها أنشطة متنوعة ولله الحمد.
* لكم تجربة في هذا الجامع من ناحية التنظيم والترتيب، لو تعطون القراء فكرة عن هذا الإجراء؟
* كما هو معلوم ومستقر الفرق الكبير والبون الشاسع بين العمل المؤسسي والعمل الفردي من حيث التأثير والنفع , ومن ثم فالتنظيم والترتيب وتوزيع الأدوار أساس العمل الناجح وما تحققت كل هذه النتائج إلا بذلك فهي ثمار التعاون، فإذا أوكل إلى شخص عمل فعليه أن يؤديه بإخلاص وتفانٍ، وكأنه يعمل لنفسه، وبهذا تنجح الأعمال الخيرية، وتستمر بمشيئة الله، وبحمد الله هذا ما حاولنا تطبيقه، بالإضافة إلى وضوح النظرة المستقبلية والتخطيط، ودراسة المشاريع واستشارة ذوي الشأن، فالمرء قوي بإخوانه ونحن حراص كثيرا على هذا الجانب، ونسأل الله أن يأخذ بأيدينا إلى كل خير.
* ماذا يقدم الجامع للمرأة المسلمة من أنشطة تتناسب معها؟
* لاشك أن المرأة هي شطر المجتمع، وكما قيل ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ) فمن هنا نحن نولي أمرها جُل اهتمامنا ، وفي ظل ما نرى ونسمع لا بدلها من حصانة وثقافة وبصيرة تقدر بها الأمور، ومن واجبنا أن نقدم شيئاً في سبيل ذلك، فمن هنا جاءت فكرة المدرسة النسائية لتحفيظ كتاب الله، مع ما يصاحبه من برامج، وخصص للنساء محاضرات في شهر رمضان المبارك، لكثرة المصليات حينئذٍ.
* ماذا قدمتم من أنشطة خلال هذه الإجازة الصيفية الحالية للطلاب ؟
حرصنا خلال هذه الإجازة الصيفية على تنظيم بعض الأنشطة الصيفية حيث انطلقت في الجامع ـ ولله الحمد ـ دورة في حفظ القرآن الكريم من تاريخ (21/5 – 21/6)، وقد سجل فيها عدد كبير من المشاركين فقد تجاوز العدد 144 مشتركا , وقد شرح في الدورة الكتب التالية ( متن الجزرية , لآلئ البيان , أصول التفسير للسيوطي ـ ونأمل من الله أن يوفقنا ويعيننا على إتمام هذه الدورة , وأن نكون قد أسهمنا في بشيء من حقوق هذا القرآن الكريم.
* هل من استعدادات لشهر رمضان المقبل؟
* قد بدأت الاستعدادات والتجهيز وتشكيل اللجان لشهر رمضان المبارك بلغنا الله إياكم إياه, فمن ذلك ترتيب الكلمات مع المشايخ والدعاة والإعداد لمشروع إفطار الصائمين ودورة المدارسة لحفظ ومراجعة القرآن , وتوزيع هدية رمضان وترتيب خطة السير ومواقف السيارات إلى غير ذلك من الإستعدادات لذلك الشهر الفضيل .
* بما أننا الآن نعيش أجواء الصيف وفيه فتحت النوادي الصيفية أبوابها.. ما أثر تلك النوادي في الشباب؟
* دون شك وبلا تردد لدي، أرى أن لهذه النوادي الصيفية عظيم الأثر على الشباب في توجيههم وتوعيتهم واكتشاف مواهبهم وصقلها واحتوائهم، خاصة في ظل الدعوات الهدامة والشهوات المتلاطمة والفراغ الصيفي الذي يجده كثير من الأبناء والإخوان، فجزى الله القائمين عليها خيراً، وقد ظهر أثر هذه النوادي في الشباب جليا واضحا وعاد بالخير الوثير، وكثيرا من الشباب تغير حاله إلى الأفضل من خلال هذه النوادي، وجزى الله حكومتنا الرشيدة خير الجزاء على إتاحة مثل تلك النوادي والمراكز النافعة.
* هل لكم مساهمات دعوية مع إخوانكم الدعاة في الصيف في المخيمات التي تقام في الداخل والخارج؟
* نعم، كان لي ولا يزال مشاركات دعوية في الصيف ومنها المشاركة في أنشطة لجنة أوروبا الشرقية التابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي فقد يسر لي الله مشاركاتهم عدة مرات، وهذا من فضل الله علي، فقد قمنا بزيارات وشاركت في ملتقيات دعوية صيفية في عدد من دول أوروبا الشرقية.
ولازلت حتى الآن عضوا في اللجنة وأشارك كل سنة، ولله الحمد والمنة، وهذا العام سأذهب مع اللجنة لمدة ثلاثة أسابيع للمشاركة في الأنشطة الدعوية الصيفية في بعض الدول في أوروبا الشرقية.
* من خلال حرصكم على إصلاح الشباب من خلال الحلقات نجد أن بعض الآباء يشتكي من عقوق الأبناء الشباب الذين يعقدون عليهم أمالا كبيرة فكيف يمكن توجيههم التوجيه الصحيح وإعادتهم إلى جادة الصواب ؟
* بالنسبة لعقوق الأبناء فهذه الظاهرة للأسف الشديد قديمة بقدم أواصر الأبوة, وجاء عند الترمذي أن من أشراط الساعة أن يطيع الرجل زوجته ويعصي أمه وأن يقدم صديقه على أبيه, فليتق الله أناس عقوا آباءهم وأمهاتهم وليتذكروا قول الله عز وجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )، وليعلموا أنه ما أفلح من أفلح ولا تفوق من تفوق إلا ببر الوالدين وطاعتهما والسعي في إرضاءهما.
• هل من كلمة أخيرة ؟
يقول الله تعالى: (( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) أدعوك أخي، لتقف مع معنى من معاني هذه الآية..
قال ابن قيم الجوزية: (فليس هناك واقف ألبتة بل كل سائر إما إلى الأمام وإما إلى الخلف.
فإما تقدما وإما تأخرا، إما ارتفاعا وإما هبوطا، ولذلك على المرء أن يفقه حقيقة سيره إلى الله، وأن يعلم أن التراجع والسقوط والهبوط ليس من صورة الفحش والفسق، بل حتى التنطع والغلو، فإن الشيطان يشامم قلب المرء فإلى أيتها كان أقرب دفعه إليه، وهو يرضى من المرء الغلو كما يرضى منه بالتفريط والضياع، وأما التقدم والهداية والاستقامة فهي السير المعتدل على ضوء الكتاب والسنة، علماً وعبادة ودعوة حتى يأتيك اليقين، فاسأل الله الثبات ولا تغرنك الشهوات والشبهات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.